رياح الشعوب الثائرة يفوح شذاها على شوارع السودان
آلاف الطلاب والشباب السودانيين يرددون “هذي الشوارع لا تخون”!
الخرطوم: الميدان
استخدمت الشرطة أمس الأول القوة المفرطة لفض التظاهرة التي سيرتها مجموعات من الشباب والطلاب من أجل إسقاط النظام؛ وانطلقت شرارة المظاهرات من أمام فندق ريجنسي (مريديان سابقاً) بعد أن قامت قوة من الأمن باعتقال ثلاثة من طلاب كلية الطب جامعة الخرطوم من أمام بوابة الجامعة وتعرضت لهم بالضرب الشديد ثم رفعوا في عربة واقتيدوا لمكان مجهول، جابت المظاهرة المنطلقة من أمام الفندق شارع السيد عبد الرحمن ثم اتجهت إلي القصر الجمهوري عبر شارع القصر وتعرضت قوة من الشرطة للمظاهرة بالقرب من البنك الفرنسي واستخدمت الشرطة العنف المفرط لتفريق تلك المظاهرة وتفرقت لتندلع مرة أخري في كلية الطب وشارع السيد عبد الرحمن وميدان جاكسون، بعدها حاصرت قوات الأمن كلية الطب وانتشرت بشكل كبير في ميدان جاكسون وتم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين والمتضامنين مع المظاهرات. ثم اندلعت التظاهرات في كل من الفتيحاب بعد خروج طلاب جامعة أمر درمان الإسلامية والشهداء أم درمان من قبل المواطنين وأبو حمامة والحاج يوسف الوحدة وظلت قوات الأمن تحاصر كلية الطب إلى السادسة مساء وقامت باعتقال العشرات. استخدمت الشرطة الهراوات وخراطيم المياه الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات التي أنطلقت بأنحاء مختلفة من الخرطوم. وعلى الرغم من التصدي لمجموعة من الشباب عن شارع القصر إلا أن الجموع أخترقت حاجزاً بشرياً للشرطة عند شارع القصر في محاولة الانطلاق تجاه السوق العربي وبالفعل تراجعت أعداد من الأفراد الذين كانوا يرتدون زياً مدنياً؛ إلا أنّ وصول إمدادات كبيره منعت المتظاهرين من التقدم صوب السوق حيث قامت الشرطة بضرب عدد من المتظاهرين بمنتهى القسوة مما ألحق حسابات كبيرة بينهم، بل وصل الأمر إلى تعرض أحد المتظاهرين لحالة إغماء عند سينما كولزيوم من ثم قامت باعتقال أعداد منهم، ثم تطورت الاعتقالات لتشمل أبناء دارفور وبعض الجنوبيين من المارة عند شارع القصر.
وحاولت مجموعات ترتدي زياً مدنياً شق الصفوف المواطنين الذين تضامن معظمهم ما نفذه الشباب من تظاهرات على الأقل بأظهار التعاطف معهم وأن لم يتدخلون، بإيحاء بأنّ من بين المعتقلين أجانب وأشاروا إلى أحد المعتقلين الذي كان يهتف بالرغم من تعرضه للضرب من كميات من رجال الشرطة بأنه أجنبي وأن هنالك أجانب من بين وسط المتظاهرين .
ومن خلال جولة (الميدان) أمس الأول في الخرطوم أبدى العديد من المواطنين تضامنهم مع المتظاهرين وأشاروا إلى أنّ الحكومة لم تترك سبيلاً لأحد بأن لا يعارضها وأبانوا بأنهم لاحقتهم في معايشهم من خلال مطاردتهم أو عمليات التكسير لبعض الأوقاف في وسط السوق العربي. وأشار آخرين إلى أنّ المتظاهرين على حق وأن لم يعلنوا بعد الوقت الذي سوف يلبون فيه نداء الخروج لإسقاط نظام الجوع والفقر والفساد.