رسالة عربية للعالم في اجتماع طارئ يعقد على أرض الإقليم 14 فبراير..مجلس الجامعة يشيد بالجهود القطرية البناءة بشأن أزمة دارفور
البوعينين: قطر تواصل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الدارفورية والحكومة السودانية
بن حلي: زيارة 14 فبراير وقفة تضامنية عربية مع دارفور بزيارة ولاياتها الثلاث وتدشين قرى نموذجية
حسبو: قطر لها دور ميداني كبير في سد الفجوة بالإقليم بعد استبعاد منظمات أجنبية
القاهرة — مراد فتحي — السيد السعدني — قنا:
أكد سعادة السفير صالح عبدالله البوعينين سفير دولة قطر في القاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن دور دولة قطر في المحافظة على أمن واستقرار السودان دور مهم وحيوي ويحظى بإشادة جميع الأشقاء في الدول العربية والمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أمن واستقرار السودان هو أمن واستقرار العالم العربي بأجمعه وكذلك للعالم كله.
وقال في تصريحات لـ “الشرق” على هامش اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية بهدف مناقشة الترتيبات لزيارة مجلس الجامعة لإقليم دارفور: إن قطر تبذل كل الجهود للوصول إلى الحل السلمي المنشود والعمل على تقريب وجهات النظر بين قادة الفصائل الدارفورية والحكومة السودانية.
وأضاف سعادة السفير أن قطر تقوم بجهود حثيثة لنشر السلام والاستقرار والمحافظة على نسيج الوحدة الوطنية السودانية والتلاحم بين أشقاء الوطن الواحد، مؤكدا أن قطر سوف تواصل هذه الجهود وتبذل من أجل إنجاحها كل ما في إمكانها.
وأشار البوعينين إلى أن رعاية الدوحة لهذه العملية السلمية تصب في صالح العملية ذاتها خاصة في ظل ثقة جميع الأطراف — الفصائل والحكومة السودانية — في القيادة القطرية. مؤكدا أن القيادة القطرية صاحبة المجهود الرئيسي في التوصل للعملية السلمية في دارفور.
وأوضح أن اجتماع المندوبين يعد في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن زيارة المندوبين إلى دارفور بمثابة رسالة من جميع الأشقاء تؤكد أن الجميع على قلب رجل واحد للوقوف خلف السودان من أجل التوحد في العملية السلمية وأن السودان لجميع السودانيين، كما تؤكد الزيارة حرص الدول العربية على الوجود في دارفور لأن تأثير العرب لا يقل عن أي وجود أجنبي في الإقليم.
وفي سياق متصل بحث مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين التحركات العربية لدعم استقرار السودان وعقد الاجتماع المقرر لمجلس الجامعة برئاسة الأمين العام للجامعة عمرو موسى الذي سيلتقي الرئيس السوداني عمر البشير.
وأشاد مجلس الجامعة العربية في اجتماعه غير العادي امس الذي عقد على مستوى المندوبين الدائمين بالجهود البناءة التي تقوم بها دولة قطر بشأن أزمة دارفور وتوحيد الحركات المسلحة وصولا الى الوفاق المنشود خلال الفترة المقبلة بما يدعم استقرار وأمن اقليم دارفور ويحافظ على وحدة السودان واستقراره في مواجهة المخططات والمؤامرات الخارجية التي تواجهه. وأكد السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية أن الاجتماع عقد في اطار الإعداد للزيارة التي سيقوم بها مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين للسودان وبالتحديد اقليم دارفور من أجل المشاركة في افتتاح بعض القرى النموذجية التي مولتها الجامعة العربية وكذلك عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على أرض دارفور في رسالة يريد العرب أن يوجهوها للعالم أجمع بأننا نقف وقفة رجل واحد مع السودان في مواجهة التحديات والاخطار والمؤامرات التي تستهدف النيل من الكيان السوداني والشخصية العربية وبالتالي التضامن في مواجهة كافة أشكال العدوان الموجهة اليه.
وأضاف أن الزيارة التي تبدأ يوم 13 فبراير الجاري ستكون على مدى يومين وتشمل العديد من المحطات الرئيسية حيث سيلتقي مجلس الجامعة العربية الذي سينعقد يوم 14 فبراير الحالي برئاسة السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مع الرئيس السوداني عمر البشير في لقاء خاص بالسودان. ولفت السفير يوسف أحمد الى أن اجتماع امس تم خلاله وضع الترتيبات اللوجستية الخاصة بالزيارة. وأعرب عن أمله في ان يسهم التقارب بين تشاد والسودان في تطبيع العلاقات بين البلدين، خاصة أن الرئيس التشادي سيزور السودان الاسبوع المقبل.
ونبه السفير السوري الى أهمية تلك الزيارة في مواجهة السهام الموجهة للجامعة العربية ولتعبر عن فعل عربي جماعي مساند للسودان خاصة في هذا التوقيت المهم الذي يتم خلاله الاعداد للقمة العربية التي ستشهدها ليبيا في مارس المقبل الأمر الذي يؤكد وجود تفاؤل تجاه التحضيرات الخاصة بها في هذا التوقيت الحافل بعوامل اليأس، ووجود ضوء أخضر نحو الاستقرار ونأمل ان تكون الخطوات تجاه دارفور باكورة افعال عربية لتعميق التعاون العربي.
من جانبه اشار السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية الى أن الاجتماع ناقش الترتيبات والاجراءات الخاصة بزيارة اقليم دارفور والوقفة التضامنية للمجلس مع السودان في منطقة دارفور وزيارة ولاياتها الثلاث وتدشين القرى النموذجية الثلاث التي قامت الأمانة العامة للجامعة ببنائها وكذلك العديد من المشروعات التي تم انجازها من قبل الدول العربية والصناديق الاقليمية. وأشار بن حلي الى أن العملية السياسية تسير قدما في الاطار الذي تقوم به الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي، موضحا ان هناك اتفاقية ابوجا الخاصة بعملية السلام وهناك الآن جهود تبذل مع بعض الحركات الدارفورية التي لم توقع على الاتفاقية من اجل الانضمام اليها خلال الفترة المقبلة. ولفت الى أن هناك عدة محاور للعملية السياسية أولها الاطار المتفق عليه في اطار اللجنة العربية الافريقية والتي تقودها دولة قطر وهناك اجتماعات تشهدها الدوحة من اجل التوصل الى توافق بين كافة الحركات المسلحة للانضمام للعملية السياسية بالاضافة الى مبادرة أهل دارفور من اجل استعادة الاستقرار في الاقليم، بالاضافة الى ان هناك قوات اليوناميد التي تدعم الوضع ونأمل العودة الى الإطار السليم. وقال وبالاضافة الى ذلك فهناك الانتخابات الرئاسية القادمة في السودان والتي ستشارك الجامعة في مراقبتها ومن هنا فان هناك حراكاً سياسياً على الساحة السودانية ونحن نقوم بالتنسيق مع الامم المتحدة وجميع الاطراف المعنية لانجاح هذه الانتخابات وندعم كافة الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار على الساحة السودانية.
اعمار دارفور
من جانبه قال السيد حسبو عبد الرحمن المفوض العام للعون الانساني بالسودان انه تم خلال الاجتماع استعراض الاوضاع الانسانية في دارفور والوقوف على مدى انفاذ المشروعات والتعهدات العربية تجاه الاقليم حيث تم تنفيذ عدد من المشروعات باجمالي استثمارات تقدر بـ 70 مليون دولار. ولفت عبدالرحمن الى انه تم اعمار 95 قرية في اقليم دارفور وحوالي 245 مركز خدمة وقد نفذت الجامعة العربية منها 27 مركزا، بالاضافة الى ثلاث قرى ومركز صحي وناد اجتماعي وطواحين هواء ومساجد والعديد من المساكن فضلا عن عدة مستشفيات في 3 ولايات بالاقليم. واشار الى أن هذه المشروعات ستسهم في استقرار الاوضاع الانسانية في دارفور وتعزيز عودة حوالي مليون و250 ألف نسمة من اللاجئين والنازحين الى الاقليم. وأضاف عبدالرحمن أن هذه الاسهامات عززت من الوجود العربي في الاقليم حيث زادت نسبته من 10 بالمائة الى 33 بالمائة خلال العام 2009 مقارنة بالدور الاجنبي، ومن هنا فان الجامعة العربية قد قدمت نموذجا عمليا ومباشرا لدعم المواطنين خاصة على الجانب الانساني مما يعزز بناء الثقة والاستقرار الاجتماعي والامني. وقال ان النموذج الذي قدمته الجامعة يمكن ان تستفيد منه وكالات الأمم المتحدة التي كانت تنفق مبالغ كبيرة على الاعمار في فترات طويلة بينما انجزت الجامعة هذه المشروعات في وقت قياسي وصل الى 6 شهور، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تطبيع الاوضاع بدارفور ولذلك سيكون لاجتماع المندوبين الدائمين مدلول سياسي واجتماعي بالنسبة لدارفور ونحن نشيد بدور الجامعة العربية في هذا الاطار وبما قامت به الدول العربية لتنتقل بدارفور لمرحلة الاستقرار والمعافاة.
وأشاد حسبو بالدور القطري الداعم لدارفور، مؤكدا ان قطر لها دور بارز ومعبر في قضية دارفور، فمن الناحية السياسية هي التي ترعى مفاوضات الدوحة وقطر بذلت جهوداً كبيرة للغاية في جمع الشركاء والتفاوض مع الحكومة السودانية والحركات وجميع الاطراف ونحن نقدر هذا الدور لتحقيق السلام في السودان. وقال ان دولة قطر لها كذلك اسهامات انسانية كبيرة في الاقليم عبر المنظمات القطرية ومنها الهلال الاحمر وجمعية قطر الخيرية وعدد من المنظمات الاخرى التي تعمل معنا في الميدان ولها دور كبير للغاية في سد الفجوة بالاقليم بعد استبعاد العديد من المنظمات الاجنبية في السودان. واضاف قائلا نحن نثمن ونشيد بدور دولة قطر وكافة الدول العربية التي اصبح وجودها الآن كبيرا على الأرض بنسبة تتجاوز الـ 30 بالمائة. كما اشاد بدور الصناديق العربية لدورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي المساند للسودان ونأمل ان تتواصل الجهود الداعمة للسودان حتى تصل الى مرحلة التنمية خلال الفترة المقبلة. من جهته اشار السفير عبدالرحمن سر الختم مندوب السودان الدائم لدى الجامعة العربية الى اهمية اجتماع مجلس الجامعة المرتقب بدارفور مشيدا بالدور الذي قامت به الجامعة العربية لتصبح المشروعات التنموية واقعاً معاشاً في دارفور. وأكد أهمية هذا الدعم لتجاوز السيناريوهات والهجمات التي تريد النيل من السودان حيث ان الهجمة الآن مرتدة على دارفور بدعاوى يائسة وبائسة وبالتالي فان دعم الجامعة العربية المادي والمعنوي سيساعد في دحض هذه الافتراءات وستظهر الزيارة العديد من الحقائق للكثيرين خاصة المشككين في دور الجامعة العربية تجاه دارفور، وقال ان الزيارة ستسهم في الوقوف على حقيقة الأوضاع السياسية والامنية والاجتماعية في دارفور ونتطلع الى مزيد من الدعم العربي للاقليم. ولفت الى أن اجتماع المندوبين الدائمين المرتقب يوم 14 فبراير سيعقد في ولاية الفاشر مشددا على أن الوضع الأمني مؤمن ومستتب هناك ولا وجود لأي عمليات عدائية أو حركات متمردة في المنطقة وهي منحصرة الآن في الحدود الواقعة على الحدود مع تشاد في اقصى الشمال، معربا عن أمله في أن تسهم الزيارة في فضح الدعاوى الكاذبة والافتراءات ضد الاقليم وتوضح عدالة الأمن والاستقرار في الاقليم.