تنويه: ننوه القراء الكرام بأن النسخة التي تم نشرها من مقالنا هذا بالأمس عبر بعض المواقع الالكترونية قد حدث فيها خلل فني نتج عنه تقديم وتأخير لبعض الجمل والكلمات مما احدث فيها كثير من الركاكة، لذلك نستميح الإخوة في إدارة هذه المواقع العذر في إعادة نشرها لتعميم الفائدة ، مع جزيل الشكر والامتنان. شريف ذهب
رسالة عاجلة لجماهير الشعب السوداني وقادة الجبهة الثورية
السودانية حول الانتفاضة،،
بقلم / شريف ذهب
في مثل هذه اللحظات الحرجة في تاريخ بلادنا يكون من السفه والازدراء إطالة الحديث وتشعيبه بين دهاليز الماضي الملتوية وترهات الراهن المضللة كي نخبئ فيها سوءات متلازمة الفشل لقادة العمل السياسي في بلادنا منذ مغادرة المستعمر إلي يومنا هذا.
ومهما استجمعنا الكلمات في لعن المستعمر فحسبنا منه انه ترك لنا مشروعات كبيرة مثل مشروع الجزيرة، وبنى تحتية مثل السكة حديد والهاتف بجانب أفضل نظام للخدمة المدنية في العالم، لم نتمكن من الحفاظ عليها بل أوصلناها الدرك الأسفل بما لا يحتاج لتعليل.
أما في المجال الاقتصادي فبلادنا اليوم في الدرك الأسفل بفعل السياسات الخرقاء لنظام المؤتمر الوطني الحاكم، ولعله من نافلة القول أن حسابات المصاريف السودانية في الخارج باتت مقفلة ولا أمل لتمويل قد يأتي من أية جهة بما ينذر بالأسوأ. وبفعل هذا التردي الاقتصادي بات المواطن السوداني البسيط عاجزا عن الحصول على ابسط مقومات الحياة اليومية، فهل نتحدث عن رغيف الخبز وغاز الطهي ووقود الناقلات، أم عن الصحة والتعليم، أم عن وحدة البلاد التي تم تقسيمها إلي جزأين ولا زالت الحرب مستعرة في أطرافها بما ينذر بالأسوأ ؟.
كل هذه العوامل دون الخوض في تفاصيلها تستدعي وقفة تأمل من الجميع، وليس وثبة في الظلام؟!
وقفة نسترجع خلالها ذاكرتنا للوراء قليلا لمعرفه المتسبب الأساسي في كل هذا الضياع لبلادنا ومن ثم التعاطي معه بما يستحق كي نستعيد دوران عجلتها في المسار الصحيح.
ودون شك أن نظام المؤتمر الوطني الحاكم هو سبب البلاء الراهن في بلادنا، وأن كافة جماهير شعبنا تتطلع نحو التغيير الشامل الذي أساسه إزالة هذا النظام الفاسد لا سيما عقب الخطاب الباهت لرأس هذا النظام الذي تلاه البارحة على رؤوس الإشهاد في استخفاف لعقول الناس، (كل الناس)، وقد مثل هذا الخطاب خيبة أمل كبيرة حتى لأنصار النظام أنفسهم عوضا عن عموم جماهير الشعب الذين بوعيهم الفطري كانوا يدركون أن (فاقد الشيء لا يعطيه) لذلك لم يلقوا له بالا ولم يبنوا عليه آمالا.
وإذ نستحضر جهود شعبنا الأبي طيلة حقبة هذا النظام في السعي الجاد نحو التغيير والتي بلغت أوجها في انتفاضة سبتمبر الماضي والتي قدم خلالها زهاء مائتي شهيد وعددا غير قليل من الجرحى ومئات لا زالوا في المعتقلات يقاسون ويلات التعذيب من زبانية امن النظام الباطشة. هذا الجهد المضني من جماهير شعبنا بالداخل والذي يسنده في اتجاه آخر ثورة عارمة في الهامش اتخذت من النضال العسكري وسيلة للتغيير وفق ما ترسخت لديها من قناعة سالفة عن استحالة تغيير هذا النظام سوى باللغة التي يعيها (لا يفل الحديد إلا الحديد)، وهي كقوى مقاومة ظلت وستظل تشكل رافدا وداعما وحاميا حقيقيا لمصالح مواطنيها بالداخل.
وحيث أن النظام قد استنفر كل قواه الأمنية في الداخل لقهر الشعب وكسر إرادته ومنعه عن التعبير سلما عن مطالبه المشروعة.
وحيث أن منح هذا النظام أدنى فرصة للبقاء ولو ليوم واحد يعني مزيدا من المأساة لهذا الشعب بالموت المباشر وغير المباشر (جوعا، مرضا، قصفا بالطيران وخلافه) بما يمكن أن يعد خيانة في حق هذا الشعب الأبي.
وحيث أننا قد استخلصنا من تعاطي النظام الباطش مع أبطال انتفاضة سبتمبر الماضية درسا مفاده أن أي تحرك قادم لجماهير شعبنا الأعزل بالداخل لا بد أن تسندها قوة عسكرية موازية تحمي المواطنين وتردع مرتزقة النظام عن البطش بهم كما سبق.
إزاء كل هذا، فإننا نرى انه لا مناص من انطلاق هبة شعبية عارمة بالداخل بسند عسكري مباشر من قوات الجبهة الثورية السودانية كما حدث في دولة ليبيا، ولتتحرك كافة القوات في الميدان نحو العاصمة في هبة واحدة، وليكن أفراد شعبنا بالداخل على أهبة الاستعداد لاستقبالهم، فالذين سبقونا في الدول المجاورة ليسوا أكثر منا رجولة وحبا للحرية والانعتاق.
ولتكن هذه دعوة للجميع للعمل الجاد لتخليص بلادنا من هذه الشرذمة التي أضاعت البلاد ومقدراتها وأذاق شعبنا الويلات.
وإنها لثورة حتى النصر ولا نامت أعين الجبناء
[email protected]