رسالة اليوم الاخير لانتخابات جنوب كردفان-الحركة الشعبية قطاع الشمال – مكتب لندن
بقلم :كمال كمبال تية – لندن
لقد مضت المسيرة الانتخابية فى ولاية جنوب كردفان بصورة مشرفة، و آخيرا تمكن المواطنين من قول كلمتهم عبر صناديق الاقتراع بالرغم من المحاولات المتكررة من قبل عصابات المؤتمر الوطنى للتزوير و ارهابهم ووضع العراقيل امامهم . و سنورد بعض الخروقات الواضحة والممارسات السالبة التى قامت بها تلك العصابات لزعزعة العملية الانتخابية فى الولاية .
فى مدينة الدلنج حاول المؤتمر الوطنى عرقلة سير العملية الانتخابية بالقطع المتكرر للتيار الكهربائى ، و لكن هذا لم يؤثر فى ارادة المواطن الذى قرر المضى قدما نحو الحرية مهما كلفه من ثمن .
و استمرت محاولات التزوير من قبل المؤتمر الوطنى فى عدة مناطق فى الولاية ، و فى هيبان تم ضبط كميات من الصناديق المزورة لصالح مجرم الحرب آحمد هارون ، و ايضا تم ضبط ثلاث جوالات بكل جوال 1000 بطاقة مزورة بمنطقة الدبب ، و بمنطقة البرام تم افشال محاولة ادخال صناديق مزورة لصالح مطلوب الجنائية الدولية ، و بحى الملكية بمدينة بالدلنج كانت اعين المواطنين الشرفاء ساهرة طول الليالى من آجل الحفاظ على اصواتهم و منع التزوير حتى تم ضبط كشف جديد مزور بعدد من الناخبين , و قد تم تسجيل بلاغ باسم احد المواطنين الشرفاء ، فحواه ان الحبر الذى استخدم فى العملية الانتخابية فى الدلنج قابل للازالة مما يسهل عملية المسح و التزوير . وفى تناقض واضح و صريح للمؤتمر الوطنى الذى يتحدث باسم الدين و الاسلام و نصب نفسه و ليا شرعيا للشعب السودانى ، رفض ترحيل كبار السن و زوى الاحتياجات الخاصة لمراكز الاقتراع لممارسة حقهم الانتخابى لتشكيكه فى ولائهم له . بالرغم من ان كل المعاهدات و المواثيق الدولية و الاديان السماوية اوصت بهم خيرا ، و لكن هذا هو المؤتمر الوطنى الذى نعرفه و يعرفه الشعب السودانى ، و الذى لايهمه مصلحة آحد اذا كان خارج نطاق حسبته ، و هذه آحدى اسباب معاناة الشعب السودانى الذى لا ينتمى له طول مدة حكمه الدكتاتورى.
وهناك الكثير من افراد منظمات المجتمع المدنى المشاركة فى الانتخابات تم التحرش بهم من قبل رجال امن المؤتمر الوطنى ، لانها كانت العين الساهرة و رفضت التزوير .
و فى آحدى معاناة المواطن بولاية جنوب كردفان، عبر الشاعر محمد عثمان شاعر قصيدة تبلدية المشهورة و الذى تربى بمدينة الدلنج و يبلغ التسعين من العمر ، عن ظلم الحكومات المتعاقبة فى المركز و حرمانه من قول كلمته فى الولاية .
ومضى المؤتمر الوطنى فى استغلال مركبات الدولة و الموارد الاخرى فى عمليته الانتخابية فى الولاية ، متجاوزا القوانين الاسلامية التى تنص على العدل و المساواة بين الناس ، و قوانين الانتخابات ، التى تنص على ايجاد فرص متكافئة للمرشحين دون استغلال لموارد الدولة من قبل حزب معين .
و بعد ضبط العديد من حالات التزوير ، الا ان المؤتمر الوطنى يحاول جاد عزل المراقبين و منعهم من حضور عمليات الفرز للمضى قدما فى عمليات التزوير، ولخوفه من الهزيمة النكراء بارادة هذا الشعب الذى حسم امره من البداية .
فى آحدى الملاحظات الجميلة التى حدثت اثناء العملية الانتخابية وجد ان نسبة الاقبال للتصويت بالقرى كان اكبر من المدن، و هذا يدل على وعى المواطن فى الريف بقضاياه و تنفيذ آحدى شعارات الحركة الشعبية التى تنادى بالتنمية من الريف للمدن .
و ننتهز هذه الفرصة الديمقراطية و نوجه رسالة للمواطنى جنوب كردفان فى حالة فوز الحركة الشعبية فى الانتخابات فى الاقليم سوف تكفل لكل المواطنين حقوقهم الدستورية المشروعة بمختلف اثنياتهم و دياناتهم و توجهاتهم السياسية بمن فيهم مناصرى المؤتمر الوطنى بالولاية . و سوف تكون اولوياتنا هى التعايش السلمى و التنمية و بناء علاقات متينة بين المواطنين تتخللها روح الاخاء و المحبة و السلام و خلق فرص متساوية لابناء الولاية فى كل المجالات . و اتباع الطرق الديمقراطية و الحضارية للمطالبة بحقوق المواطن من المركز، و المضى قدما نحو تطبيق ما تبقى من اتفاقية نيفاشا .
رسالتنا للاحزاب الاخرى بالولاية ،سنمد ايدينا بيضاء لهم من اجل العمل سويا لتحقيق ارادة شعب الولاية ، مع التنسيق الكامل على كافة المستويات و البرامج السياسية ،و نكن لكم كل معانى الاحترام التقدير لوقفتكم الشجاعة و تمسككم بالحرية و الديمقراطية تجاه هذا الشعب ، نهنئاكم بمبادئكم و مواقفكم السياسية القوية .
و لا يفوتنا ان نعبر عن شكرنا و امتنانا لمنظمات المجتمع المدنى والمنظات الاجنبية المحايدة التى اشرفت على العملية الانتخابية فى الولاية ، و كما نخص بالشكر منظمات و روابط وتجمعات ولاية جنوب كردفان بالخارج الذين لم يتخلوا عن مشئولياتهم تجاه الولاية .
و ختاما نخص بالشكر قيادات الحركة الشعبية المتمثلة فى شخصيات سلفاكير ميارديت ،مالك عقار، جيمس وانى ايقا ، ياسر سعيد عرمان ، مدام آن ايتو وشعب جنوب السودان المتمثل فى ماما ربيكا ،و المبادرات الشعبية . و نعبرعن تقديرنا الفائق لكل مرشحى الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان لمنصب الوالى و المجلس التشريعى الذين قبلوا التحدى و التكليف من قبل مواطنيهم للمضى قدما نحو تحقيق اهداف و تطلعات الجماهير الصامدة بالولاية .
كمال كمبال تية
رئيس مكتب الحركة الشعبية قطاع الشمال – لندن