الخرطوم (رويترز) – قال محمد ابراهيم خليل رئيس المفوضية المسؤولة عن تنظيم استفتاء جنوب السودان ان المانحين الاجانب عطلوا الاستعدادات لاجراء الاستفتاء بعد عدم تحويل الاموال الى المنظمين واهدار المال في منح لا فائدة منها.
وانتقد خليل المنظمات الدولية قبل يوم من بدء ناخبي الجنوب تسجيل اسمائهم للمشاركة في الاستفتاء الذي سيجري يوم التاسع من يناير كانون الثاني.
والاستفتاء هو اخر مراحل اتفاق السلام بين الشمال والجنوب في 2005 والذي انهى اطول حرب اهلية في افريقيا ويعتقد معظم المحللين ان الجنوب سيصوت لصالح الانفصال. واخرت سنوات من التشاحن عملية التخطيط للاستفتاء التي بدأت في يوليو تموز بعد تأخير لثلاث سنوات.
وقال خليل ان الجدول الزمني ضيق جدا ولا يوجد هامش للخطأ اذ يبدأ الجنوبيون يوم الاثنين عملية التسجيل.
وانتقد المجتمع الدولي لعدم تقديم الاموال مباشرة الى مفوضية الاستفتاء كما يقضي القانون.
وقال خليل للصحفيين ان الذين لم يقدموا أي أموال قابلة للاستخدام حتى الان هم المانحون الدوليون.
وقدمت الحكومة الوطنية تسعة ملايين جنيه سوداني (3.8 مليون دولار) للمفوضية كما قدمت حكومة جنوب السودان المتمتعة بحكم شبه ذاتي عشرة ملايين جنيه. لكنه قال ان الشركاء الدوليين لا يستشيرون المفوضية حتى في كثير من اعمالهم.
واضاف انهم يقدمون سلعا ومواد مكتملة الصنع كما لو كانوا يتعاملون مع قصر. واشار الى ان المفوضية تشعر بالاستياء من هذه المعاملة.
وقالت وكالة المعونة الامريكية انها خصصت ما يصل الى 50 مليون دولار للاستفتاء لكنها اكدت انها لن تدفع الاموال مباشرة الى المفوضية. وقال وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل ان الحكومة السودانية وحدها هي التي يجب ان تدفع اموالا نقدية مباشرة الى المفوضية.
وقال خليل ان المجتمع الدولي عين في الاغلب متعاقدين وخبراء غير سودانيين دون ان يتحقق ما اذا كان هناك سودانيون مؤهلون للقيام بنفس الوظائف. واضاف ان المانحين عينوا شركة قانونية امريكية وضعت لوائح غير مفهومة تستند الى قانون الاستفتاء. وكان على المفوضية في النهاية العثور على شركة سودانية للقيام بالمهمة.
وقال ان هذا اهدار تام للاموال مضيفا ان المفوضية تأخرت في الانتقال الى مكاتبها لمدة ستة اسابيع بسبب تأخر وصول الاموال من المانحين.
وقال خليل ان المفوضية طلبت من الرئاسة اتخاذ قرار بشأن ما اذا كانت ستلتزم بالجدول الزمني الضيق.
وقال ان المفوضية اخبرت الرئاسة ان الجدول الزمني ضيق جدا الى اقصى حد ولا يحتمل اي هامش للخطأ مثل وقوع حوادث للشاحنات التي تحمل المواد الانتخابية اللازمة. واضاف ان مسؤولي الاستفتاء يعملون ليلا ونهارا.
ورفض الحزب الحاكم في الجنوب اي تأخير عن التاسع من يناير كانون الثاني وذلك خشية من ان يؤدي ذلك الى اندلاع اعمال عنف وانه ربما لا يكون قادرا على السيطرة على الجنوبيين المترقبين للاستفتاء.
وقتل مليونا شخص تقريبا في الحرب الاهلية السودانية التي احتدمت على نحو متقطع منذ عام 1955. واشعلت الخلافات حول النفط والاعراق والدين والفكر الصراع.
وقال خليل ان عملية تسجيل الناخبين ستبدأ يوم الاثنين في السودان كما هو مخطط لكنها ستتأجل لايام قليلة في مصر بسبب انقطاع في الاتصال مع الحكومة كا ستتأجل في الولايات المتحدة واستراليا نظرا لان الجنوبيين طالبوا بمزيد من مراكز التسجيل.
وسيستمر التسجيل لمدة 17 يوما