الصادق المهدي يعلن نيته التنحي عن قيادة حزب الأمة والتفرغ لمهام أخرى
الخرطوم – لندن: «الشرق الأوسط»
أجرى هايلي مريام ديسالجين، رئيس الوزراء الإثيوبي فور وصوله إلى الخرطوم أمس مباحثات مع المسؤولين السودانيين على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير، وكذلك شملت المباحثات الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع، والفريق محمد عطا، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وبحث الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني أمس في فندق «كورينشيا» بالخرطوم مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالجين سير تنفيذ بنود اتفاقية التعاون الموقعة مع دولة جنوب السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وثمن وزير الدفاع السوداني في تصريحات صحافية عقب اللقاء الدور الإثيوبي قائلا: إن «إثيوبيا تؤدي دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين السودان وجنوب السودان». وأضاف أن اللقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي بحث خلاله سبل تنفيذ بنود الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب وإزالة العقبات التي تواجه عملية التنفيذ على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه تبادل الآراء مع ديسالجين، خصوصا في ملف الترتيبات الأمنية، باعتباره الأساس في استمرار التعاون بين السودان وجنوب السودان.
وقال الفريق أول حسين إنه التمس تفهما كبيرا من الجانب الإثيوبي إزاء القضية، مؤكدا أن إثيوبيا تعد دولة صديقة للجانبين، لذلك فهي تبذل جهودا جبارة للوصول إلى تسوية دائمة لكافة القضايا، مجددا تقدير حكومة السودان لهذه الجهود.
يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي انخرط فور وصوله الخرطوم صباح أمس في مباحثات مع المسؤولين السودانيين على رأسهم الرئيس البشير، حيث شملت المباحثات وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
ووصل رئيس الوزراء الإثيوبي أمس إلى الخرطوم في محاولة لتحريك جهود السلام بين السودان وجنوب السودان، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أمس.
وقال عماد سيد أحمد، السكرتير الصحافي للرئيس السوداني إن «زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تندرج في إطار جهود إثيوبية تهدف إلى الدفع بعملية السلام بين السودان وجنوب السودان».
ومن المقرر أن يزور ديسالجين جنوب السودان اليوم.
وكان جنوب السودان قد انفصل عن السودان في يوليو (تموز) 2011 بناء على اتفاق سلام وضع حدا لحرب أهلية دامت أكثر من عشرين عاما (1983 – 2005). لكن خلافات تحول دون تطبيق اتفاقات أساسية أبرمها الجاران في سبتمبر (أيلول) الماضي بشأن ملفات اقتصادية وأمنية تهدف إلى وضع حد للنزاع.
وتنص تلك الاتفاقات المبرمة عقب مفاوضات جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح واستئناف الصادرات النفطية الجنوب سودانية عبر منشآت السودان وفتح معابر للتجارة.
وأعلن ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الأفريقي أن وفدي البلدين قررا العودة إلى طاولة المفاوضات في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتتهم الخرطوم جوبا بدعم حركة تمرد تنشط في جنوب السودان، وخصوصا في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما توجه جوبا نفس التهمة إلى الخرطوم. وما زالت خلافات قائمة بين البلدين حول منطقة أبيي النفطية التي يطالب بها البلدان.
من جهة أخرى، أعلن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي المعارض عن نيته التنحي عن قيادة الحزب وكيان الأنصار خلال الفترة المقبلة بعد تدريب بعض القيادات لتقوم المؤسسات باختيار خليفة له، وأنه سيتفرغ بعدها للمهام الفكرية والاستثمارية.
وقال المهدي خلال احتفاله بيوم مولده الـ77 الذي أقيم أول من أمس في منزله بأم درمان إنه سيركز علي اختيار خليفته وهو في قمة عطائه. وأضاف «هذا هو برنامجي الأهم في الفترة المقبلة وسوف تكون هذه التجربة فريدة في ثقافة الخلافة، لأن العادة أن لا يفكر فيها الناس إلا إذا ردوا إلى أرذل العمر أو إذا فرضتها عليهم النية»، وأشار إلى أنه سيتفرغ بعدها لست مهام تتمثل في فكرية لكتابة السيرة النبوية بعنوان (محمد رسول الإنسانية) وتفسير للقرآن بعنوان (مقاصد التنزيل) ومرجع للتنمية البشرية بعنوان (التنمية المحيطة)، إلى جانب العمل الاستثماري لاستغلال فرص الاستثمار المتاحة في السودان، وإنشاء مركز لدراسات الحوكمة وإنشاء أكاديمية رياضية، إضافة إلى المشاركة في المناشط الدولية وإنشاء البقعة الجديدة بمسجدها ومعاهدها ومكتبتها وأنشطتها النموذجية للتنمية الريفية.
وأشار المهدي إلى أن الأوضاع في البلاد تزداد سوءا وأن جبهة المعارضة تتسع، معلنا تمسكه بإقامة نظام سياسي بديل، داعيا لضرورة فتح باب الحوار السياسي حتى يحدث الإصلاح. كما اعتبر أن اتفاق السلام الشامل فشل في تحقيق السلام والوحدة والتحول الديمقراطي وباء بالفشل، بسبب ما سماها بالسياسات الطاردة التي مارستها حكومة الطغيان ورجحت الانفصال على الوحدة، معلنا سعي حزبه لمحاصرة الخلاف بين دولتي الشمال والجنوب.