د.جبريل: رأس النظام إنفصالي من الدرجة الأولى و لن نكتفي بالتنديد حيال إستفتاء دارفور.
د. جبريل في حوار ناري شامل مع صحيفة آفاق جديدة 3/3
• قضية دارفور في طريقها إلى الحل قريباً جداً.
• العبرة عندي في القصة المرويّة في “دموع في الصحراء” بمضمون الرواية لا براويها.
• …….. وهذا سبب تعين حكام ظل بالولايات.
• تراجع الحركة توازنات التمثيل قياديها كلما بدا لها خللاً في ذلك.
• لم نسع للحصول على ضمانات من التحرير و العدالة بعدم توقيع إتفاق منفرد مع النظام.
• لن نتوقّف عند حدّ التنديد بخصوص إعتزام النظام إجراء إستفتاء بدارفور.
• بالغ رجائنا لدولة الجنوب الوليدة تطبيق القيم و المثل التي تدعو إليها.
• رأس النظام انفصالي من الدرجة الأولى.
• الوساطة لم تفصح عن أجندة المؤتمر التي تعتزم عقدها بشأن دارفور هذا الشهر.
• خطاب رأس النظام خلال زيارة الأخيرة للدوحة يوحي الفصل بين أهل دارفور و بقية أهل السودان.
رابط الجزء الأول:
http://www.sadaalahdas.com/news.php?action=show&id=1470
رابط الجزء الثاني:
http://www.sadaalahdas.com/news.php?action=show&id=1521
الدكتور جبريل إبراهيم محمد أمين العلاقات الخارجية و التعاون الدولي لحركة العدل والمساواة، عضو وفد الحركة المفاوض بالدوحة و رئيس لجنة قسمة الثروة ، رغم إنتمائه المبكر للحركة الإسلامية ودرجته العلمية الرفيعة لم يكن حاضر في الساحة السياسية قبل إندلاع الثورة في دارفور وتكوين حركة العدل والمساواة عام 2003م بعدئذ، وحسب العارفين ببواطن الأمور أصبح الآمر والناهي في كافة شئون الحركة ما عدى العسكرية منها والتي يتولاها شقيقه الأصغر الدكتور خليل رئيس الحركة، ود. جبريل رغم مؤهلاته العلمية وقوة نفوذه بحركة العدل والمساواة شخصية متواضعة وهو أكثر قيادات الثوار حضوراً وسط أبناء دارفور بالمملكة الممتحدة، درس إدارة الأعمال بجامعة الخرطوم ونال الماجستير و الدكتوراه في علم الاقتصاد من جامعة ميجي بطوكيو عام 1987 وعمل أستاذاً مساعد و رئيس قسم الاقتصاد بكلية الشريعة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 1987 – 1992 كان ناشطاً سياسياً خلال دراسته بجامعة الخرطوم حيث تولى عدة مناصب تنظيمية في إتحاد الطلاب والجمعيات العلمية والروابط الطلابية كما تقلد منصب أمين عام رابطة الطلاب المسلمين باليابان لعدة دورات.
حاورناه إلكترونيا من الدوحة لم يتضايق ولم يتبرم من أسئلتنا الحساسة في بعض جوابنها وقد خصصنا هذا الجزء الأخير من الحوار لآفاق حل قضية دارفور ووحدة المقاومة الثورية وسر التحول الإيجابي في خطاب الحركة فإلى مضابطه:
• في ظل التحولات الدراماتيكية في المنطقة وتعنت النظام وهمود الثورة إلى أي مدى يعتبر أفق حل قضية دارفور مسدود؟
ج. أنا متفائل بأن قضية السودان في دارفور في طريقها إلى الحل قريباً جداً، إما بفعل تسونامي التغيير الذي هبّ على المنطقة، و الذي يستعصي على المجابهة حتى من قبل عتاة الطغاة، أو بفعل تآكل النظام من الداخل، و ما محاولة الانقلاب الذي قاده قائد المدرعات اللواء صديق فضل في الأسبوع الماضي، و التي تسببت في عودة رأس النظام من المطار بعد أن خرج إليه قاصداً الدوحة، عنّا ببعيد، أو بفعل المقاومة العازمة على تحقيق مطالب شعبها المشروعة عبر المفاوضات أو بغيرها.
• هناك من أبناء دارفور من يشكك في رواية دموع في الصحراء التي روتها الدكتور مريم سليمان (حليمة بشير) مسئولة المرءة بالحركة ويعتقدون أنها سيناريو من نسج خيالها ونوع من المتاجرة بالقضية، هل من تعليق؟
ج. مسئولة الحركة عن ملف المرأة في الخارج أستاذة إسمها حكمة إبراهيم محمد. و إسمها منشور ضمن أعضاء القيادة التنفيذية. و للحركة مسئولة مرأة أخرى في الداخل لا يتسنى لنا نشر إسمها لأسباب معلومة. و من العيب ألاّ يتحرّى صحفي مرموق في مقامك مثل هذه المعلومة البدهية. أمّا عن الرواة، فلا علم لي أن الدكتورة مريم سليمان هي راوية “دموع في الصحراء”. و ما كنت أعلم أن حليمة بشير إسم صحفي لا علاقة لها بالشخصية الحقيقية. و لكن الأهم عندي، أن القصة المرويّة في “دموع في الصحراء” هي قصة الآلاف من حرائر دارفور. و قد أفلحت الراوية في عكس قدر يسير فقط من مأساة المرأة الدارفورية التي تسببت فيها عصابة الخرطوم العنصرية. و ما زالت المأساة مستمرة لأن رأس النظام يرى أن إغتصاب الجعلي للدارفورية، شرف لها لا يمكن تصنيفه في خانة المنكر. فالعبرة عندي بمضمون الرواية لا براويها.
• إعتذر عن هذا الخلط، ولكن ليس هنالك جدال في أن حليمة بشير هي الدكتور مريم سليمان وهي عضوة بالحركة أليست كذلك؟
ج. عجز حديثك صحيح؛ الدكتورة مريم صالح سليمان عضوة في الحركة إن لم يكن الأمر إسماً على إسم. أمّا أن مريم سليمان هي حليمة بشير، فهذا ما لا علم لي به و لا أملك له إثباتاً.
• وإن كان القصد من الرواية عكس مأساة المرأة الدافورية أليس من الأولى أن توزع الرواية مجاناً بدلأ من ثمنها الباهظ نسبياً؟
ج. هذا صحيح إن كانت الراوية قادرة على تحمّل نفقات طباعة و توزيع الكتاب، و راغبة في ذلك. أما نحن الطرف المنتفع، فليس من حقّنا مطالبة من بذل جهداً و سهر الليالي لإبراز قضيتنا، أن يفعل ذلك من كيسه الخاص؛ ففاعل الخير لا يشترط فيه ترك المصلحة الخاصة. و المولى عزّ و جلً يقول في محكم التنزيل ” ليشهدوا منافع لهم و ليطوّفوا بالبيت العتيق”. فلا تعارض إذن بين تحقيق المصلحة و عمل الخير.
• وقعت الحركة إتفاق تفاهم مع منظمة الصليب الأحمر بعدم تجنيدها لأطفال في صفوف قواتها، ألا يعتبر هذا نوع من الإعتراف الضمني؟
ج. الاتفاق لم يقل أن الحركة قد جنّدت أطفالاً في سابق أيامها، و إنما أكدت فيه الحركة أنها لا تجنّد الأطفال. و فتحت الحركة معسكراتها و قواعدها لمنظمة الصليب الأحمر الدولي للإستيثاق من صدق قولها. و توقيع الحركة اتفاقاً من هذه الشاكلة، عمل من الشفافية نادر الحدوث عند الحركات التحرر و المقاومة. و لذلك هلّل له الاعلام و المسئولون الغربيون، و أقض مضجع نظام الخرطوم.
• قسمت الحركة إقليم دارفور إلى ولايات وعيّنت لها حكم ظل وهي لم تفرض سيطرها على المنطقة بعد، ما هي دواعي هذا الإجراء وماذا يفعل هؤلاء الحكام في الظل؟.
ج. التنظيم و العمل الإداري يسبق التحرير الفعلي عند حركات المقاومة التي تحمل في جعبتها تصوّراً و مشروعاً متكاملاً لحكم البلاد. و حقيقة أن الحركة لا تسيطر على مدن الإقليم الكبرى، لا تنفي سيطرتها على جُلّ مساحات الريف، و قدرتها على الاتصال بالشعب حتى في المدن التي يسيطر عليها النظام. و بالتالي، من الطبيعي أن تنظم الحركة أساليب و طرائق هذا التفاعل مع الشعب، و تُوكل المهمّة إلى شخصيات مؤهّلة يراد لها أن تلعب أدواراً سياسية و إدارية قيادية في المستقبل. و لذلك كان التنظيم الإداري الذي تفضلتم بالسؤال عنه.
• يلاحظ عدم توازن في نسب تمثيل أبناء ولايات دارفور الثلاث في هيكل الحركة حيث تكاد تنعدم وجود تمثيل لولايتي جنوب وغرب دارفور ماهي المبررات؟
ج. ليس هذا بصحيح على إطلاقه. فمثلاً أمين شئون الرئاسة، و هو بمثابة رئيس وزراء الحركة، من غرب دارفور؛ كما هو الحال بالنسبة إلى أمين قطاع الشباب و الطلاب، و نائب أمين التفاوض و شئون السلام، و رئيس المجلس التشريعي السابق وغيرهم كثر. و نصيب جنوب دارفور ليس بأقل من غربها. و لم تسمع الحركة يوماً تظلّماً من العينة التي تتحدثون عنه، و هذا، لا يمنع أن تراجع الحركة توازنات التمثيل كلما بدا لها خللاً في ذلك.
• بعد توقيع ميثاق التنسيق الأخير مع التحرير والعدالة هل حصلتم على ضمانان من قادتها بعدم التوقيع على إتفاق ثنائي مع النظام خاصة وانهم قد وافقوا على وثيقة السلام المقدمة من قبل الوسطاء؟
ج. لم نسع للحصول على ضمانات من حركة التحرير و العدالة بعدم الإقدام على توقيع منفرد مع النظام. و ذلك لعلمنا بأن حركة التحرير و العدالة تعي عيوب الاتفاقات الجزئية الظاهرة للعيان. و لقناعتنا أن الحركة تدرك ما يفرض عليها الاتفاق من إلتزامات أخلاقية و تنسيقية في المواقف. و في موقف مجتمعنا المدني القوي ضد الاتفاقات الثنائية، و رغبة و سعي الوساطة المشتركة و المجتمع الدولي للخلوص إلى اتفاق شامل عبر منبر الدوحة، مندوحة و طمأنة لنا بعدم إقدام إخواننا في التحرير و العدالة على مثل هكذا خطوة التي يكون أكبر الخاسرين منها المتورّط فيها.
• يلاحظ إختلاف اللغة في إتفاقكم مع حركة التحرير والعدالة عن إتفاقكم مع حركة مني، حيث سميتم الأول بميثاق إتفاق متقدم والأخير ببيان مشترك ما مرد هذا الإختلاف؟
ج. مردّ الخلاف الشكلي، إختلاف الأطراف و إختلاف محرري المواثيق. فالعمل الوحدوي يحتاج إلى الكثير من التنازلات و قبول لغة الآخر و مرئياته و ظروفه الخاصة. و لا نرى مشاحة في تسمية هذا بميثاق و ذاك ببيان سياسي مشترك ما دام الهدف واحد. و العبرة بالعمل الفعلي و تنفيذ ما جاء في هذه المواثيق لا في مسمياتها.
• يلاحظ إغفال ميثاق التنسيق الأخير مع حركة التحرير والعدالة لمحاور أساسية منها المحور الإعلامي والعسكري كما أنه لم يوقع من قبل رئيسا الحركتين، هل من المنتظر توقيع إتفاق شامل على مستويات عليا في المستقبل؟
ج. عليك مراجعة قراءة الميثاق؛ فقد شمل الميثاق المحاور المذكورة على أمل أن تأتي التفاصيل التي لا يستلزم نشرها في وقت لاحق. و الذين وقّعوا الميثاق من الطرفين مخوّلون تخويلاً كاملاً بذلك. و ما بلغنا أن أحداً من الرئيسين تنكّر للميثاق أو نفى صلته به و هذا يكفي.
• توحيد المقاومة في دارفور ليس أمرا جديداً فقد تكونت جبهة الخلاص الوطني في أعقباب إتفاق ابوجا عام 2006م ولم تصمد، ما هي فرص نجاح المساع الحالية؟
ج. ما دمنا نؤمن بأن قوّتنا في وحدتنا، فلن نكون أسرى للماضي. و سنسعى لتجنّب عيوب التجارب السابقة. و لا شك عندي أن الجميع قد تعلّم و ذاق مرارات الفرقة، و يرغب في تجاوزها. و على كل، الوحدة هدف سام لتحقيق سلام عادل و شامل قابل للبقاء، و لتنفيذ الاتفاق و رتق النسيج الاجتماعي. و بالتالي يستحيل الركون لنقيضه.
• يلاحظ تحول إيجابي في مواقف الحركة تجاه الحركات الأخرى ما هو سر هذا التحول؟
ج. سعيُ الحركة لجمع صف المقاومة ليس بالحادث العارض أو المستجد. فقد دأبت الحركة على الاتصال ببقية حركات و فصائل المقاومة الأخرى منذ نشأتها، و ما تركت باباً للوحدة و التنسيق لم تطرقه. فالمراجع المنصف لكل مبادرات و اتفاقات الوحدة و التنسيق بين فصائل المقاومة، يجد أن حركة العدل و المساواة السودانية هو القاسم المشترك فيها جميعاً. و سيتواصل السعي النبيل من جانبنا مهما كان الثمن.
• في السابق الحركة لم تعترف بوجود الآخرين، وفي أحسن الأحوال تقلل من شأنهم والوحدة المطروحة من قبلها كانت وحدة إندماجية، لم نعد نسمع مثل هذه المواقف السالبة والعروض الفوقية، هل الظروف المحيطة بها أملت عليها هذا التحول ام أن إستراتيجيتها تحولت وإصبحت وأكثر واقعية؟
ج. الوحدة الاندماجية هي الصيغة الأصلح للعمل الثوري، و للعمل التنسيقي عيوب كثيرة أبانتها الحركة في مذكرات مكتوبة. و لكن أهل علم الأصول يقولون إن “ما لا يدرك كله لا يترك جلّه”، و لذلك لجأنا إلى الخيار المرجوح بعد أن تأبّى علينا الراجح. و في كل الأحوال نحن المبادرون بهذا و بذاك و بكل الاتفاقات التي أبرمت في أسمرا أو إنجمينا أو أبوجا أو كمبالا. فالأمر بالنسبة لنا ليس بمستحدث أملته مستجدّات، و لكنه نهج راسخ و ديدن متواتر.
• ماذا أنتم فاعلون حيال إعتزام النظام إنتزاع شرعية رائفة من مواطني دارفور بخصوص الإقليم الموحد؟
ج. موقفنا من سعي نظام الخرطوم لتزييف إرادة الشعب في إقليم دارفور موقف الرفض المطلق. و هذا موقف مطابق و متّسق مع موقف الأهل في الإقليم، و موقف كافّة القوى السياسية في البلاد ما عدا المؤتمر الوطني. كما أن هذا الإجراء رفضته الوساطة المشتركة، و المجتمع الدولي و على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كبير مستشاريها لدارفور السفير دين إسمث. و قد أصدرنا في هذا الشأن بيانات مشتركة مع قوى المقاومة الأخرى، و لن نتوقّف عند حدّ التنديد بإذن الله.
• كثوار ماذا تنتظرون من دولة جنوب السودان الوليدة بعد يوليو القادم؟
ج. انفصل هذا الجزء العزيز من الوطن الغالي بما كسبت أيدي المؤتمر الوطني في المقام الأول، وبالسلوك غير الراشد الذي حكمت به الصفوة البلاد منذ الاستقلال بدرجة أقل. و انفصال الجنوب رغم ما أحدثه من صدمة عنيفة و حزن عميق في نفوس السودانيين لا يرجى زوالهما في المستقبل القريب، إلا أن العزاء في بقاء رؤية “السودان الجديد” التي يستوي فيها المواطنون السودانيون في الحقوق و الواجبات دون تمييز بينهم بسبب العرق أو المعتقد أو اللون أو الإنتماء الإثني أو الجغرافي. و لا يمكن للدولة الوليدة في الجنوب المساهمة في تحقيق هذه الرؤية في واقع ما تبقى من السودان إلا بإستقرارها و إزدهارها أولاً، و بتطبيق القيم و المثل التي تدعو إليها في نفسها و شعبها، لتقديم المثال الحيّ لنا جميعاً في المقام الثاني؛ و هذا بالغ رجائنا فيها.
• بغض النظر عن نتيجة الإستفتاء حسب تقييمكم إنفصال الجنوب هل هي رغبة ساسة الجنوب أو رغبة النظام؟
ج. موقف شعب الجنوب من الانفصال موقف ناجم عن تراكم عقود مديدة من مرارات و ويلات الحرب و الدمار. و لا يستطيع غير مكابر نكران دور قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في توجيه الرأي العام الجنوبي نحو الانفصال. و لكن هذا لا ينفي حقيقة أن فئة متنفذة من العصبة الحاكمة عنصرية و انفصالية حتى النخاع. و قد عملت هذه الفئة بكل ما أوتيت من سطوة و نفوذ في تحقيق الانفصال. و المحزن حقاً في الأمر، أن رأس النظام نفسه انفصالي من الدرجة الأولى. و دليلنا على ذلك سماحه لصحيفة خاله ” الإنتباهة” ببث الكراهية و البغضاء بين فئات الشعب الواحد، و الدعوة نهاراً جهاراً إلى فصل الجنوب، أو فصل الشمال إذا تعذّر فصل الجنوب. يسمح بعمل خطير يفتّ في عضد الوطن كهذا، في الوقت الذي يصادر فيه جريدة “ألوان” و ممتلكاتها، و ينفي صاحبها خارج العاصمة لمدة عام، لمجرد السؤال عن طائرة روسية مقاتلة إختفت بعد عملية “الذراع الطويل”. فكيف يجوز لنا استخلاص غير ما نقول من هذا السلوك الذي لا يمتّ إلى الوطن و وحدته بصلة!!
• من المتوقع أن تعقد الوساطة مؤتمر بشأن قضية دارفور في خلال شهر أبريل الجاري ما هي أجندة هذا المؤتمر, وماذا تتوقعون منه؟
ج. لم تفصح الوساطة عن أجندة هذا المؤتمر غير رغبتها في إشراك كافة أهل الشأن في قضية السودان في دارفور في العملية السلمية الجارية في الدوحة، و الحصول على دعمهم لها. فإن كان هذا هو الهدف، فنحن معه قلباً و قالباً. و يسعدنا مشاركة الأهل في العملية السلمية. و مساهمات المجتمع المدني السابقة كانت بنّاءة و داعمة لمواقف المقاومة رغم اجتهاد المؤتمر الوطني في حشد رجاله و منع من خالفه الرأي من المشاركة.
• زيارة رئيس النظام الأخيرة للدوحة ما ورائها؟
ج. لا علم لي بما يجري في كواليس الحكّام، و لكن خطابه للجالية السودانية في الدوحة كان في غاية الرداءة و اللامسئولية. فقد أكد أنه يسعى لحسم النزاع في دارفور عسكرياً بالقضاء على “فلول الحركات” و جمع السلاح بالقوة. و هذا حديث غريب في منبر يبحث عن السلام عبر محادثات سلمية. كما سعى بالوقيعة بين المعارضة الليبية و الشعب السوداني بإدعائه أن نظام العقيد القذافي قد سلّح أبناء دارفور الموجودين في الجماهيرية للقتال إلى جانب العقيد. و قد قال ذلك بلغة أوحت إلى المستمعين بأن رأس النظام يفصل بين أهل دارفور و بقية أهل السودان بصورة يستهجنها الشعب السوداني كله.
• كلمة أخيرة لمن توجهها وماذا تريد أن تقول فيها؟
ج. قلت الكثير فيما سبقت من أسطر. و أخشى أن يكون القارئ الكريم قد سئم ثرثرتي و ملّ لجاجي. و أكتفي بطلب الصفح و الدعاء لنا بحسن الخاتمة من الأهل جميعاً، و على رأسهم النازحون و اللاجئون و سائر المتضررين من الحرب التي طال أمدها.
حاوره: إبراهيم سليمان/ لندن
[email protected]
<إنتهى>