حول ماتردد مؤخرا في أنه وبعد التقارب مابين المؤتمرين الوطني والشعبي أن الاخير شرع في القيام ببعض الاتصالات مع بعض التنظيمات المسلحه ومدى تأثير ذلك على الجبهة الثورية وهل وضعت الجبهة الثورية شروطا محددة طرحت الراكوبه اسئلتها على الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والتي قال:
حاوره عبدالوهاب همت
علمنا عن الذي جري بين المؤتمرين و قيادتيهما لا يتجاوز المنشور على صفحات الصحف، و لكن المهم أن مطالب الحركات المسلحة هي مطالب الشعب و هي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، و الذي يريد اقناع الحركات بالدخول فيما يسمى بالحوار الوطني عليه أن يطرح ما عنده على الشعب و يقنعه به و يطمئنه عليه و يضمن له بأن الحوار المزعوم سيستجيب لمطالبه كاملة غير منقوصة، حينها سيجبر الشعب الحركات المسلحة لتكون طرفاً في الحوار. و لكن الغريب في الأمر، أن المؤتمر الوطني يدعو الناس إلى الانضمام إلى حوار لم يتشكّل في مخيلتة بعد. فالأولى أن يتبيّن المؤتمر الوطني و من شايعه كنه ما يدعون إليه، و يقنعوا أنفسهم به قبل دعوة الآخرين إليه. المحك هنا ليس في من يتولى الدعوة إلى الحوار، و لكن في موضوع الحوار نفسه.
وحول هل سيضعون شروطا للدخول في الحوار , أجاب قائلا:الحوار الناجح لا بد له من مقومات و بيئة و مدخلات تضمن له تحقيق المرجو منه. و حتى يستحق الحوار أن يسمى “وطنياً” لا بد له أن يكون شاملاً لا يستثني أحداً؛ و لا يسعى لإسترداف بعض الأطراف أو جعلها ملحقات. و لا يمكن لهذا الشرط أن يتحقق و الأفواه مكممة، و الصحف مصادرة، و المعارضون في غياهب بيوت الأشباه. كيف يتم التحاور مع من لا يسمح له بكتابة مقال في صحيفة؟! كيف يشارك الشعب برأيه في موضوعات الحوار إذا كانت وسائل الاعلام لا تستطيع أن تفصح إلا بما يرضي المؤتمر الوطني؟! كيف يكون لمن في الأغلال رأي حتى يساهم به في فيما يسمى بالحوار الوطني؟! كيف يستطيع المؤتمر الوطني أن يقنعنا بأنه يريد حواراً حقيقياً و هو يواجه الطلاب العزّل في المظاهرات السلمية بالرصاص الحي؟! كيف نصدّق من يطلق العنان لمليشياته الإبليسية لقتل المدنيين و نهب كامل ممتلكاتهم و إغتصاب حرائرهم أمام مرأى و مسمع من أوليائهم و تهجير مئات الآلاف منهم إلى معسكرات التيه و المذلة في أقل من شهر واحد؟! شعبنا أوعى من أن يُستغل في مساومات و صفقات حزبية خاصة باسم حوار لا علاقة له في حقيقته بالمصالح العليا للوطن، و شراء الوقت لحين قيام انتخابات مخجوجة تحت غطاء حوار مفترى عليه مرفوض.
إن كان المؤتمر الوطني جاداً في دعوته للحوار، و بادر بتهيئة البيئة المناسبة له، فليس هنالك ما يمنع الإفادة من قدرات و علاقات كل مواطن أو حتى أجنبي يمكن أن يساهم إيجاباً في انجاح الحوار. و من حق الداعي للحوار الاستعانة بمن يأنس فيها الكفاءة من الكيانات و الشخصيات لمساعدته فيما يسعى إليه. المهمة أكبر من طاقة أي فرد و لو اعتلى كرسي الرئاسة.
وفي سؤالي للدكتور جبريل حول هل شرع المؤتمر الشعبي في مشاورات معكم أجاب ؟:لم يتصل بنا المؤتمر الشعبي للحديث في أمر الحوار المطروح أو غيره، لا في إطار الجبهة الثورية السودانية، و لا في إطار حركة العدل و المساواة السودانية، و لا صحة لما يشاع في هذا الخصوص. و الدعوة إلى الحوار لا يحتاج إلى سرية، و يجب ألا يستحي منها الداعي أو المدعو إليه، و التحدي الحقيقي فيما إذا كان الداعي أو من يفوّضه يملك من الحجج و الأدلة و الضمانات ما يحمل بها المدعو للإستجابة لدعوته.
وحول مقدرة النظام في فركشة كل التجمعات بشراء الذمم وبذر الفتن وامكانية ان يفعلوا ذلك في اوساط الجبهة الثورية قال: استطاعت الجبهة الثورية السودانية ليس فقط أن تصمد في وجه كل الضغوط و المكائد و الإغراءات التي تعمل ليل نهار على قطع العروة التي تربط بين مكوناتها، و لكنها استطاعت أيضاً أن توثّق و تمتّن هذه العلاقة و تستقطب لها شرائح وطنية أساسية مثل الجبهة الشعبية للتحرير و العدالة الممثلة لقطاع عريض من القوى السياسية في شرق السودان. كما أفلحت الجبهة في دعوة الآخرين إلى وحدة صف المعارضة، و عقدت المؤتمرات، و ساهمت في أصدار المواثيق الجامعة مثل ميثاق الفجر الجديد و غيرها. و هذا دليل على أن الجبهة الثورية تتقدم في مشروعها باضطراد إلى الأمام، و أن رجاء الحالمين بفركشتها إلى بوار لا محالة. الناس و التنظيمات باقية في الجبهة لا حباً في سواد عيون بعضهم، و لكن لأن الجميع يرون فيها الأمل و الوسيلة الأجدى لتحقيق مشروعهم الوطني الذي قدموا و لا يزالون يقدمون التضحيات الجسام من أجله في كل يوم تشرق فيه الشمس.
الراكوبة