دكتور خليل ابراهيم: تكفير الشيوعيون امر خطير و يؤدى الي الإحتقان
بعض قادة الفصائل يعملون لحساب اجهزة مخابرات اجنبية
سوف نذهب الي جولة المفاوضات القادمة في الدوحة
الدكتور خليل ابراهيم، قائد حركة العدل و المساواة السودانية، قدم الي العاصمة الليبية طرابس عبر طائرة خاصة ارسلها له قائد الثورة الليبية، الرئيس، معمر القذافي لحضور إحتفالات الجماهيرية الليبية بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر. حاورته (اجراس الحرية) عبر الهاتف من مقر إقامته في العاصمة الليبية طرابلس، واتاني صوته كعادته دوماً، متشبعاً بالامل، الحزم و العزم، سعة الصدر و الصراحة التي ظلت تلازمه في كل الاوقات.
حواره عبر الهاتف من واشنطن: عبد الفتاح عرمان
* بداية دكتور خليل ابراهيم، حدثنا عن الهدف من زيارتكم للجماهيرية الليبية؟
جئنا الي الشقيقة ليبيا بدعوة من قائد الثورة الليبية، للمشاركة في اعياد الفاتح من سبتمبر المنتصرة. وجئنا كذلك، لتمتين العلاقات البينية مابين حركتنا الثورية و قائد الثورة الليبية، فالزيارة تاتى في هذا الإطار.
* ماذا عن ملف دارفور، هل طرح عليكم الجانب الليبي مبادرة للإلتقاء بالوفد الحكومي برئاسة الرئيس البشير خصوصاً بانه متواجد في العاصمة الليبية طرابلس هذه الايام؟
في الواقع، التقينا بالاخ الرئيس، معمر القذافى، و جئنا علي رأس وفد كبير يتكون من سبعون من قياداتنا السياسية، التنفيذية و الميدانية. و اجتمعنا كذلك مع منظمات المجتمع المدني، و دار النقاش في كل هذه اللقاءات حول كيفية الوصول لحل سلمي لمشكلة دارفور، وفي الحقيقة لمسنا تقدماً في هذا الامر. ولكن ليس هنالك ترتيبات لعقد لقاء يجمع بيننا و الجانب الحكومى.
– ماذا عن لقاءكم بالرئيس البشير؟
لم نطالب بلقاءه، و ليس هنالك اى ترتيبات للقاءه علي الإطلاق.
* اذاً ليست هنالك اى نوايا من جانبكم للقاء الوفد الحكومى المتواجد حالياً في ليبيا؟
نعم، ليست هنالك اى نية من جانب للقاء الجانب الحكومى. و حتي يكون اللقاء مثمراً لا بد من ترتيب مسبق له، وحتي لم نُبلغ بهذا اللقاء، و من جانبنا لم نطلب لقاء الوفد الحكومي.
* الوسيط القطرى حدد بداية جولة المفاوضات ما بينكم و الحكومة مطلع هذا الشهر، هل ستذهبون بمفردكم ام مع بقية الفصائل الاخرى؟
نحن حتي هذه اللحظة ملتزمون بالدوحة، وسوف يذهب وفدنا الي المفاوضات هناك. ولكن الشىء الثابت لدينا في حركة العدل و المساواة هو اننا لن ندخل في مفاوضات متعددة الاطراف. ولن ندخل في اتفاق يوقع عليه اكثر من فصيل، ونحن مع وحدة الفصائل ولكن اذا اصر الوسطاء علي وجود الفصائل الاخرى فلن نذهب الي هناك. و الوسيط القطرى ليس هو الذى يحدد المواعيد و انما يحددها الوسيط الدولي، جبريل باسولي بعد مشاورة الاطراف، ولكننا علي استعداد للذهاب الي الدوحة.
– هل اتصل بكم الوسيط الدولي؟
نعم، التقينا به هنا في الجماهيرية، و تباحثنا حول جولة المفاوضات القادمة و تحديد الاطراف المشاركة فيها، خصوصاً بان حركة العدل و المساواة هى الحركة الوحيدة الموجودة في الميدان.
– دكتور خليل، اذاً، انتم ضد مشاركة الفصائل الاخرى في المفاوضات؟
اخي الكريم، هذه الفصائل التي تتحدث عنها غير موجودة علي الارض. وهم مجموعة افراد انسلخوا من احزابهم، ويدعون بانه قادة حركات ثورية في دارفور، ولكن لا وجود لهم وكل الموجودين علي الارض توحدوا في حركة واحدة وهي حركة العدل و المساواة. وحركتنا الان متوحدة وتكونت من عشرون حركة كانت موجودة علي الارض، و لا وجود للاخرين علي الارض. فعليه نحن من الصعب جداً ان نعترف باشخاص يودون الجلوس علي طاولة المفاوضات مع الحكومة وهم ليس لديهم اى وجود علي الارض. وكل هؤلاء الافراد ليس لديهم قوات، ولا يدفعون فاتورة الحرب و بل بعضهم يتحدث عن تاريخ قديم، بانهم من قبل كانوا كذا و كذا، ولكن ليس لديهم اى وجود في دارفور.
– اذاً لماذا لا تجلسون معهم و تصلون الي وحدة تحت اسم حركتكم او اى مسمى اخر؟
حتي الان كل الفصائل الموجودة في الميدان و قاتلت توحدنا معهم، ولكن المشكلة هنالك افراد موجودون في الفنادق و تصرف عليهم دولاً اخرى، فهؤلاء ليس لديهم وجود في الميدان و ينحصر تواجدهم في الفنادق فقط. و هؤلاء يعتمدون علي منظمات دولية. و المجتمع الدولي هو الذى ساعد في تفتيت هذه الفصائل. نحن في الميدان وحدنا كل الناس بما فيهم منظمات المجتمع المدني، اما هؤلاء الموجودن في الفنادق وجدوا إعتراف و دعم من المجتمع الدولي، ويريدون العيش في الفنادق ولا وجود لهم علي الارض. و السبع سنوات الماضية من الحرب في دارفور خلقت مجموعة من (المرتزقة) الذين يعيشون علي دعم بعض المنظمات و الدول وهنالك من يعمل منهم لاجهزة مخابرات اجنبية، ولا يدفعون فاتورة الحرب وليس لديهم وجود علي الارض. و هؤلاء تركوا دارفور و (باعوا) القضية ولا يعنيهم استقرار دارفور في كثير او قليل. ونحن و الحمد لله، الي جانبنا المجتمع المدني، النازحين و ابناء دارفور في معسكرات اللجوء. اما الانتهازيين الذين يعتاشون علي دماء ابناء دارفور، الارامل و الاطفال فلا تفاوض معهم.
* اطلقتم مؤخراً سراح اكثر من ثمانون اسيراً من القوات الحكومية وحتي الان لم تبادر الحكومة الي إطلاق اسراكم لديها، كيف تنظرون لهذه المسالة؟
طبعاً المسالة واضحة، نحن اطلقنا سراح سبعة و ثمانون اسيراً من القوات الحكومية بينهم ضباط، ضباط صف و جنود بناءاً علي اتفاق حسن النوايا في الدوحة. وعليه عملاً بذلك الاتفاق اطلقنا سراح اسرى الحكومة اما الطرف الاخر رفض اطلاق سراح اى اسير من جانبنا، بل حاولوا مساومة اسرانا لديهم و شراءهم بالاموال عند اطلاق سراحهم لكن بشرط العمل كجواسيس للحكومة داخل حركتنا ولكنهم رفضوا ذلك العرض. علي اية حال، هم لم يوفوا بالتزاماتهم و باتفاق حسن النوايا الذى وقعوا عليه فى الدوحة. و التفسير لهذا الامر واضح وهو ان الحكومة توقع الاتفاقات و لكن لا تقوم بتنفيذها.
* بعض القيادات الحكومية قالت بانكم حصرت انفسكم في قضية اسرية، في اشارة منهم لاخيكم المعتقل لديهم، عبد العزيز عشر، ما صحة هذا الامر؟
غير صحيح، وهذا حديث لا قيمة له، ونحن نعلم سلفاً بانهم يفكرون بهذه الطريقة و لذلك منذ البداية قلنا لهم اطقلوا سراح جميع الاسرى ولكن ابقوا علي عبد العزيز عشر في الاسر حتى توقيع اتفاق سلام نهائى. نحن في حركة العدل و المساواة نعامل الجميع علي قدم المساواة، و جميع الرفاق في الحركة هم اخواني و لا فرق ما بين عُشر و الاخرين فالجميع اخوة. وقادة الحكومة يفكرون بهذه الطريقة لان هذه العقلية متاصلة لديهم ولكننا لا نفكر بهذه الطريقة، لاننا اصحاب قضية وجميع اعضاء الحركة هم اخوة و نعاملهم علي قدم المساواة فلا فرق في المعاملة داخل الحركة لان الجميع سواسية. ونحن نطالب باطلاق سراح جميع السجناء و ليس الاسرى فقط، فاى سجين سياسى نحن مع اطلاق سراحه وليس اسرانا فقط.
* البعض يتحدث عن تنازع ما بين ليبيا، مصر و قطر حول ملف دارفور، ما صحة هذا الحديث؟
حتي الان الدوحة سوف تكون هى المكان لجولة مفاوضاتنا القادمة. و اعتقد بان ليبيا و مصر يدعمان الدور القطرى، فالجهود الليبية و المصرية تصب في مصلحة الدوحة، و الوصول الي حل سلمي لمشكلة دارفور. وهذه الدول لديها محاولات لتوحيد الاطراف و ليس هنالك تنافس او تعارض في دور هذه الاطراف.
* ماذا عن الدور الامريكي؟
نحن نشكر الإدارة الامريكية و الجهود التي تبذلها لحل ازمة دارفور. و الرئيس اوباما عين مفوضاً خاصاً للسودان وهو الجنرال غرايشون.
– هل انتم راضون عن دور مبعوث اوباما؟
و الله هو ليس مكلف بارضاءنا، و لكننا نرى بان بعض سياساته لا تصب في مصلحة حل الازمة في دارفور، ولن تحقق اى سلام في دارفور. و هو الان يركز علي اتفاقية السلام الشامل و الجنوب و نحن ليس لدينا إعتراض علي كل ما منحته الاتفاقية للجنوب، ونشد من ازر الحركة الشعبية ولكننا نعيب علي الجنرال غرايشون تركيزه علي الجنوب بنسبة اكبر من دارفور. و الجنرال غرايشون مهتم بوقف إطلاق النار ونحن نريد منه ان يهتم بالترتيبات التي تسبق وقف إطلاق النار. و نطلب منه ايضاً عدم السعي وراء الافراد، لانهم ليس لديهم وجود علي الارض لحل الازمة في دارفور. ونحن نثمن جهود الجنرال غرايشون و لكننا نطالبه بالتحدث الي قيادات الفصائل و اعطاء ملف دافور اولوية اكبر.
* الرابطة الشرعية لعلماء السودان افتت بتكفير الحزب الشيوعي السوداني، كيف ترون هذه المسالة؟
و الله يا اخي، نحن متابعون لهذا الامر وتكفير المسلمين ليس هو بالامر بالهين. و نطلب منهم عدم تكفير الناس بهذه السهولة. ولا اعتقد بوجود شيوعيون بالمعني المفهوم في السودان الان. و الشيوعيون السودانيون اناس مسلمون و يؤدون الصلاة و يصمون كذلك، و تكفيرهم امر خطير وهو مربوط باجندة سياسية لارهابهم. ونحن في حركة العدل و المساواة نرفض هذا التوجه، فهذه ظاهرة سوف تخلق الفتنة ما بين المواطنين وتزيد من الاحتقان الداخلي. وهذا سلوك لم يكن موجوداً في السودان من قبل، ويسعون من خلاله لتكميم افواه الاخرين ولذلك انا ارفض هذا الامر تماماً. و لو كانت هنالك حكومة مسئولة لحاكمت هذه الجماعات التكفيرية التي تكفر الناس بـ(الجملة). وربنا سبحانه و تعالي قال من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر، و لكم دينكم و لي دين، فلماذا نريد نحن ان نسيطر علي توجهات الناس. انا اعتقد هذا إرهاب فكرى ضد الاخرين و حان الوقت لوقفه.