دروس جديدة فى عالم الحروب مع شعب الجمهورية العسكرية فى جبال النوبة

دروس جديدة فى عالم الحروب  مع شعب الجمهورية العسكرية
فى جبال النوبة
بقلم / حماد صابون – القاهرة
إن  هنالك قوى  عظمى  قبل فجر  التاريخ الحديث من امبراطوريات  رومانية وفارسية  وما بعدها جاءت الحضارة الاسلامية  واقامت اول ملامح  دوله مواطنة  فى المدينة  وما بعدها  ظهرت الدولة الاموية  والعباسية  وغيرها من الكينونات الاخرى انزاك  ولكن ما يهمنا هنا هو اسباب انهيار هذه الامبراطوريات  الذى يرجع اسبابها للأستبداد السياسى  واحتكار السلطة  للأفراد والاسر وتزواج رجال الدولة  ورجال الاعمال  والتفكير الدينى  فى تنظيم شئون الدولة  بمنظور دستور الاسلامى ، إن هذه الاسباب كانت وراء الثورات التى  قامت  وارشفت ماضى وحاضر هذه الامبراطوريات  التى لم يكن لها اى اثر بعد  اليوم .
هذه الدروس القديمة  فى عالم الحروب الاولى لم تستفيد منها حكام هذا العصر بل سلكلو ا نفس منهج الاستبداد ضد الشعوب باشكال مختلفة ،  وحكام السودان نموذج صارخ لأستبداد الشعوب  باشكال فيه  الاضطهاد العرقى  والدينى والقهر الثقافى ـ وإن كافة الحكومات التى تعاقبت على  السودان منذ الاستقلال 1956 الى تاريخ اللحظة أقسمت على سبيل بقاءه فى السلطة من اجل المال و قد اقدمت على  صياغة استراتيجيات  تفضى الى اعدام  حركات التحرر الوطنى  منذ بداية ميلادها فى الخمسينات  ووظفت كافة  امكانيات الدولة  للقضئ على الحركات التحررية  ، ومع فشلها بامكانياتها الذاتية لجأت الى  عقد الاتفاقيات المشتركة  مع عدد من دول المصالح المشتركة  فى المنطقة العربية والاسلامية وأستنفرت ائمة المساجد واوكلتهم  لمهام التحريض للحرب ضد السودانيين الاخرين الغير منتمين لعالم  الأشراف  فى جدلية عبيد الخندق الذين قادوا ثورات من اجل اتحاد القبائل السودانية  ومع ذلك فشلوا فى تحقيق اهداف  منع نمو ثورات التحرر  والتمرد الثقافى على فرضيات الهوية   قسرا ، وتعتبر مسالة القضى  على الحركة الشعبية وتدمير هويات الاخرين واحدة  من القواسم المشتركة بين  كل الانظمة المتعاقبة على حكم السودان ، والى ان فرضت عليهم قانون سلام  السودان من الخارج بعد ما فشلت الارادة الداخلية  فى حل المشكل السودانى واستجاب لها الموتمر الوطنى وعمل من خلاله فى الاتجاه المعاكس  لمفهوم السلام و والعدالة الاجتماعية وهذا ادى الى انفصال الجنوب وبروز جنوب جديد  لا يختلف اهدافه من اهداف الجنوب  القديم الذى تمرد على الجمهورية الاولى لأسباب منطقية جعل الموتمر الوطنى الاعتراف بحق الشعب الجنوبى  الذى عبر عن مطالبه العادلة .
وما اريد ان اشير اليه فى هذا المقال ان هنالك  عدد كبير من الخبراء والمفكريين الاستراتيجيين  المدركين لتاريخ الشعوب السودانية   بمافيه  مفكرى الموتمر الوطنى  اكدوا ان اول مرة  الحركة الاسلامية فى السودان عبر تاريخها الطويل  ان ترتكب خطأ أستراتيجى بهذا الحجم قصدون به ( دخول الحرب مع شعب اقليم جبال النوبة ) المعروف عبر مسيرتة التاريخية الطويلة وبلقبة ( مهندسى الجمهورية العسكرية ) الذين لعبوا دورا رئيسيا فى التاريخ القديم والحديث فى تحرير الشعوب وخاصة حروب السودان فى فترة  الموجة الاستعمارية ( المهدية والتركية  والبريطانية ) وهم كانوا العمود الفقرى  لحركات المقاومة فى تلك الفترة ، ومع علم الموتمر الوطنى بكل هذه التفاصيل التاريخية إلا ان فتح جبهة حرب مع النوبة   و بدا  بمتحرك الخريف التى تعرضت لهزائم متتالية  وجاءت متحركات الصيفية بمسميات سيف الحق وغيرها ايضا انهزمت وكاد ان يتم القبض على مهندس الحرب المطلوب دوليا ( احمد هارون ) الذى ضرب فى مؤخرتة وزاد من معدلات سرعته الذى نجاه من موت محقق من قبل ثوار شعب  الجمهورية العسكرية ، ورغم كل هذه الهزائم الموتمر الوطنى قام بتحضيرات عسكرية شتوية إنتحارية تحت شعار ( عليا وعلى أعدائى ) وكانت النتيجة الهزيمة من غير شك فى منطقة جأو وتروجى وتم تحرير عدد من القرى حول تلودى والأنباء الميدانية تفيد بان خلال الساعات القادمة الجيش الشعبى وقوات تحالف كاودا سيتناولونا وجبة العشاء من دعم المجاهد الذى سيخلفه مليشيات الموتمر الوطنى ـ تابعوا معنا يرحمكم الله ، والموتمر الوطنى امام اختبار حقيقية   فى ارض الجمهورية العسكرية واكبر تحدى يواجة الموتمر الوطنى بانها فشلت  فى حسم المعارك لصالحه  فى فترة كان ثوار جبال النوبة لواحدهم خلال الفصول الخريفية والصيفية والشتوية هل تستطيع مواجهة تحالف كأودا الذى يضم عدد من الحركات التحررية  الموازية  لتحالف اتفاقيات الدفاع المشترك الذى يعقده الحكومة مع عدد من الدول بما فيه الدولة الفارسية ؟ لا اعتقد ذلك لان تحالفات الاتفاقايات المشتركة نفدت رصيدها ولم تحقق اى دور ايجابى  للمصالح  العربية فى السودان لانها اتبنت على نظرية ( اخماد حركات التحررمن خلال  ذهنية الحل العسكرى )  وثورات الربيع العربى الان  تقوم بتغير الاستراتيجيات بسياسيات  جديدة فى العلاقات الشعوبية وترفض النظريات القديمة التى افضت على تقسيم السودان واشعال حرب جديدة  فى الجمهورية الثانية بسبب استمرار اسباب انفصال الجنوب اى استمرار منهج السودان القديم ذات الصلة  بعقلية الفرضيات
ماهى اسباب تطور الثورة واطالة عمر الحرب فى  جبال النوبة ؟ ان من المعروف الخبراء العسكريين لديهم خرط توضح مناطق تمركز العدو  ومناطق الموطنيين وذلك تجنبا لاى انتهاكات ضد المدنيين وذلك على خلفية الثقافة المعرفية  بمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان وحماية المدنيين فى مناطق الحرب ، ولكن الذى حدث فى جبال النوبة ان قادة مليشيات الموتمر الوطنى  قام بتضمين كافة قرى جبال النوبة فى دفتر الاحداثيات وسلمة لادارة العمليات الأرضية والجوية بغرض تدمير المواطنيين لان لم يكن هنالك دفتر احداثيات توضح مناطق تمركز الجيش الشعبى فى المنطقة المعنية وفعلا قام بتمشيط واسعة النطاق  وتدمير الانسان والحيوان جوا وارضا ، وهذا الامر دفع اهل كل قرية يتحولوا لبركان الثورة واصبح الامر ثورة حقيقية شاملة كل القرى  ولم يكن الجيش الشعبى اللاعب الرئيسى فى حرب الابادة ولذلك ما دام الموتمر الوطنى فشل فى هزيمة عدد محدد من الجيش الشعبى لا يستطيع ايقاف ثورة بركان جبال النوبة ، ونحن مومنين وملتزمين بنظرية سقوط الحكومات  وليس سقوط الثورات .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *