اتهمت حركة العدل والمساواة الوسيط الدولي المشترك لمفاوضات دارفور جبريل باسولي بعدم المقدرة على تحديد أطراف التفاوض بمحاولة إرضاء بعض الدول و رأت أنّ أهمية الخطوة تفوق تحديد مواعيد التفاوض، و شددت الحركة على أنّها المفاوض الوحيد باسم المقاومة، لكنّها أبدت استعداداً لما أسمته ( وحدة اندماجية) مع بقية الحركات، و اعتبرت
نصف الحركات صنيعة للمؤتمر الوطني أو تمثل مصالح دول بعينها لم تسمها، و حذرت من فشل محتمل لمنبر الدوحة ما لم تغير الوساطة منهجها. وبدا رئيس
الحركة د. خليل ابراهيم في حوار مع (أجراس الحرية) واثقاً من أنّه لا يمكن الوصول إلى سلام في دارفور قبل تقرير مصير الجنوب في 2011 مؤكداً توافر إرادة دولية متفقة مع رغبة المؤتمر الوطني لا تريد السلام قبل ذلك الموعد، و دعا خليل أبناء دارفور و الأقاليم المهمّشة للعمل في الميدان و حمل النظام على قبول التسوية السلمية قائلاً: (هذه الحكومة ليست على استعداد لتقديم أي تنازلات إلا و أنفها راغم). وأضاف خليل أنّ المعطيات الراهنة و سياسات الحكومة لا تشير إلى قرب الوصول إلى سلام عادل و مستدام، وتابع: (حكومة البشير مشغولة بالانتخابات ولاتريد السلام و ترسل الوفود للعلاقات العامة)، وزاد: (عندما نقول إننا راغبون في السلام ليس لعجزنا عن الحرب و لكن لنبرئ ذمتنا و يكون المسئول عن استمرار الحرب هو المؤتمر الوطني). وأكد خليل أنّ الحركة تمتلك معلومات بشأن إدخال الحكومة أفراداً من المخابرات عبر مؤسسات و دول مختلفة للتشويش على المفاوضات، و أوضح أنّ قبول الوساطة و الدولة المضيفة للأمر يجعلهما شريكين ويفتح الباب أمام الحركة للانسحاب والبحث عن خيارات أخرى بما فيها الحرب و هاجم د. خليل رئيس لجنة حكماء إفريقيا ثابومبيكي و قال إنّ شبهات تدور حول علاقته الخاصة بالرئيس البشير و مصالحه الاقتصادية المرتبطة به، و كشف عن رفض مبيكي لقاء قادة الحركة (3) مرات عندما كان رئيساً.
اجراس الحرية
لايمكن الوصول لسلام فى دارفور قبل الاستفتاء
الوساطة فشلت فى تحديد اطراف التفاوض والحرب خيارنا التالى
الحكومة دفعت بعناصر مخابرات للتشويش على المفاوضات
مبيكى رفضنا لقائنا (3) مرات عندما كان رئيسا ومصالح اقتصادية تربطه بالبشير
المبعوث الامريكى اسهم فى تعقيد الأزمة
بعد محاولتها التى وصفت بالجريئة لاقتحام العاصمة الخرطوم فى مايو من العام قبل الماضى ، استحوزت حركة العدل والمساواة على جل اهتمام المتابعين للشأن الدارفورى ولفتت انظار المجتمع الدولى اليها ، وشيئا فشئ وبعد التمدد العسكرى والاعتراف الواسع طرأت على الحركة تغييرات مهمة عندما صارت تتحدث عن اقليم كردفان المجاور موسعة بذلك التفويض الشعبى الذى تقول انها تتمتع به ، وشهد مطلع العام الماضى اتفاقا بين الحركة والحكومة لابداء حسن نوايا تفاوضية ، لكن الاتفاق تعثر بحيث لم يسمح باستئناف عاجل لجولة اطارية وسط اتهامات متبادلة بالتقصير ، الآن وقد اعلنت الوساطة عن موعد جولة جديدة ترى كيف تدخلها الحركة ، ماهى سقوفاتها وخياراتها البديلة ، وماهى استراتيجيتها التفاوضية ومواقفها من اطراف التفاوض الاخرى ، وكيف ترى الحركة تأثيرات دول الجوار والمحيط الاقليمى على فرص التسوية ، وموقفها من الانتخابات ومعادلة السلام والعدالة ، هذه الاجندة وغيرها دفعت بها (اجراس الحرية) بين يدى رئيس حركة العدلوالمساواة الجديدة الدكتور خليل ابراهيم.
*وضعت الوساطة جدولاً زمنياً لإنطلاق مفاوضات الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة في 24 فبراير القادم ما تعليقكم على ذلك ؟؟؟ –
نحن في حركة العدل والمساواه ليست لدينا مشكلة فيما يتعلق بتحديد ميقات لبدء التفاوض لأن الحركة جاهزة جاهزية كاملة للتفاوض وراغبة رغبة أكيدة في السلام … لكن المشكلة اليوم تتمثل في عدم قدرة الوسيط الدولي واخواننا الذين يعملون معه في هذا المجال على تحديد أطراف التفاوض … لذا اعتقد ان الحديث حول تحديد زمان للتفاوض سابق لأوانه ..يجب على الوساطة المشتركة تحديد أطراف التفاوض قبل الحديث عن موعده.
* برأيك يا دكتور من هم أطراف التفاوض ؟؟؟ –
نحن نعرف أن حركة العدل والمساواه الجديدة هي الحركة الجامعة لكل القوى المقاتلة الموجودة على الأرض بعد انضمام كافة الفصائل ذات الوزن إليها… و بالتالي يجب أن تكون هي الطرف الذي يتفاوض عن المقاومة .. أما بالنسبة لأولئك الذين يسمون أنفسهم حركات وهم ليسوا كذلك فالحركة مستعدة للدخول معهم في وحدة اندماجية لو توحّدوا في جبهة مقاومة واحدة … و لكن أن نأتي حول طاولة المفاوضات بمشاركين متشاكسين متعددين تأتي كل مجموعة منهم من دولة ممثلة لمصالحها .. بالطبع هذا ليس ممكنا… ولا يمكن تسمية مثل هذه العملية تفاوضا على الاطلاق .. وليس هنالك نموذج للتفاوض في العالم بهذه الطريقه .. واذا كان هنالك نموذج بهذا الشكل فأتونا به .
* هل ناقشتم هذا الامر مع الوسيط المشترك جبريل باسولي ؟؟؟ –
أقول لكم: لقد تحدثنا كثيرا مع الوساطة المشتركة حول هذا الموضوع لكن الوساطة تسعى لارضاء كل الدول و كل من يدّعي أنه حركة من غير اعتماد أي شكل من المعايير المنطقية. ومن الصعب على وسيط منصف أن يرضي كل فرد و كل دولة ويرضي في نفس الوقت شعب دارفور .. ارضاء جميع الناس غاية لا تدرك… و لايمكن لهذا الشعب المهمش المقهور ان يرضى بهذا الشكل من الفوضى المضيعة لحقوق النازحين و اللاجئين و إطالة معاناتهم .. نصف الذين يدّعون أنهم حركات هم حركات لحكومة المؤتمر الوطني وغالب أعضاء المجتمع المدني الذين جاءوا الى الدوحة أعضاء في المؤتمر الوطني .. لايمكن ان يكون التفاوض بين المؤتمر الوطني ونفسه.. هذا ليس عدلا!! لذلك فإن منبر الدوحة مهدد بالفشل إذا لم يتدارك إخوتنا في قطر والوساطة المشتركة الأمر. فهناك خطر حقيقي في أن يفشل هذا المنبر أو ينتهي إلى شيء أشبه بنتائج أبوجا
* طيب حتى لايفشل هذا المنبر او يلقى مصير ابوجا، ما المطلوب فعله من قبل الوسيط ودولة قطر ؟؟؟ –
المفروض ان يختار هذا المنبر حركة حقيقية وذات مصداقية اذا وقعت اتفاقاً للسلام تحقق السلام و الاسقرار بالفعل في دارفور، ويكون لدى هذه الحركة أيضا القدرة على حفظ الأمن واذا دخلت في السلام فلن تكون هناك حرب في دارفور .. هذه الحركة هي حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة التي نقودها وانضمت إليها كل الحركات ذات الوزن .. ولاتوجد حركة أخرى مقاتلة خارجها …. لكن ان يجمعوا في المقابل افراداً وأشتات أشخاص ليس لهم وجود على الأرض في دارفور .. يتم جمعهم من الدول والفنادق! و تعلم أن هناك مصالح دولية و إقليمية متقاطعة… كل طرف منهم يريد أن يشترك في المفاوضات بأي شكل حتى يضمن خدمة مصالحه… و ليس من المعقول أن يقال أو يقبل أن تكون عدد حركات المقاومة بعدد الأشخاص أو الأفراد الذين يدعونها. مثل هذا الكلام غير ممكن بالمرة …. انا اقول وما اقوله هو الحقيقية التي لا مراء فيها: أن حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة هي الحركة الأساسية والممسكة بزمام القضية في دارفور … الحركة سوف لن تسمح أن تستمر الأوضاع على هذه الشاكلة في الأرض أو في ساحة المفاوضات و لتعلم الوساطة المشتركة أننا لسنا على استعداد للإستمرار بهذا الوضع إلى ما لانهاية.
* طيب د. ماهي النصيحة التي يمكن ان تقدمها للوسيط القطرى تحديدا في هذا الجانب ؟؟؟ –
أذكر الإخوة في قطر أننا نحن الذين أوجدنا معهم هذا المنبر من أول يوم و سعينا بكل ما أوتينا من قوة لانجاحه و ما زلنا، و يحزننا أن يكون مصيره الفشل، عليه نصيحتى لهم ان يقبلوا بترتيب التفاوض بين طرفين حقيقين. طرفان يأتيان بالسلام العادل والسريع. اما اذا كانت هناك اطراف اخرى تريد ان تنضم لهذا السلام فعليها ان تنضم.. أما قصة السماح لكل من هبّ ودبّ بالذهاب الى طاولة المفاوضات وأن يأتوا بالمجتمع المدني الذي يتبع للحكومة كطرف مفاوض.. مؤتمر وطني يفاوض مؤتمر وطني أمر غير مقبول… نحن نسمع هذه الأيام ان بعض الجهات شرعت في كتابة الصيغة النهائية لاتفاق سلام بعيداً عن طاولة المفاوضات .. هذا كلام مرفوض و لا يمكن القبول به .. لااحد يقبل بأي اتفاق مكتوب من غير تفاوض .. و لن تكون هذه العملية إلا عملية شبيه بذلك الارهاب السياسي الذي مورس علينا في ابوجا وجاءت نتيجته سيئة جدا، ورجعنا بسببها مرة اخرى لمربع الحرب الأول، وما زلنا نقاتل لاربع سنوات مع تزايد معاناة أهلنا النازحين و اللاجئين .. و نخشى أن يتسبب منبر الدوحة في إطالة أمد الحرب إذا لم يحسم أمره و يختار المنهج الصحيح و لو بدا مكلفاً … أي جهة تدّعي انها تستطيع ان تفرض السلام في دارفور أو في غيرها من الأقاليم المهمشة من دون ارداة اهل الاقاليم فهذه جهة واهمة .. واذا كان هناك شخص يعتقد انه يمكن أن يأتي بشخص او اشخاص ليوقعوا على ورق ويقال هذا سلام، ويصير سلاما حقيقيا على الارض فهو واهم كذلك .. لن يكون هنالك سلام في دارفور أو كردفان من دون حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة.
* الدكتور خليل ابراهيم طرحت الوساطة لقاءا تشاوريا بين الحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني في الدوحة في التاسع عشر من شهر يناير 2010 ما رايكم في ذلك ؟؟ –
نحن في حركة العدل و المساواة السودانية الجديدة حرصنا ألاّ نتخلف عن أية دعوة للتشاور أو التفاوض، و لكننا حريصون في ذات الوقت أن تكون الأمور واضحة حتى لا نضطر للقفز في الظلام… الوساطة المشتركة في حاجة إلى وضع معايير واضحة و مقبولة لما يمكن تسميتها حركة مسلحة مؤهلة للتفاوض عن شعبها، و أن تكون له خطة واضحة و برامج محددة و أجندة واضحة لكل مناسبة يدعى لها الأطراف، و ألاّ تدعو أحداً مجاملة لدولة أو لطرف ثالث، و عليها أن تعلم أن والحكومة قد نجحت في ادخال جملة من الافراد وجملة من المخابرات عبر مؤسسات ودول مختلفة واتت بهم لكي يشوّشوا على المفاوضات ويضيعوا ويميعوا القضية… هذا مايحدث الان والوسيط الدولي والدولة المضيفة سيكونان شريكين في هذه المسألة إن قبلوا بهذا الترتيب و ساروا عليه… و في هذه الحالة تكون حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة مضطرة للانسحاب من هذا المنبر و البحث عن ترتيب أرشد.
* يعني ذلك انكم قد لاتستمرون في هذا منبر الدوحة ؟؟؟؟ –
رغبتنا أن ينجح منبر الدوحة في تحقيق السلام و انهاء معاناة الأهل التي استطالت، و سنعمل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك، إلا أنه إذا ثبت لنا أن هذا المنبر لن يحقق الغرض المنشود منه، واذا استمر الحال دون تصحيح ما اشرنا اليه للوساطة فليس أمامنا غير البحث عن خيارات بديلة بما في ذلك الحرب … وسنرى إن كانت الحركات الاخرى المدعاة ستأتي بالسلام …السلام اصلا يقع بين المتحاربين …والمتحاربين نحن والحكومة… هؤلاء ليسوا بمحاربين يا اخي …
* هل تتوقع اي تصعيد عسكري في الميدان وفقا للمعطيات التي ذكرتها ؟؟؟ –
طبعا لو الوسيط الدولي والدولة المضيفة اصروا على اهمال نصائح حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة وتجاهلوا رأينا و حالوا ان يفرضوا سلاماً حسب هوى بعض الأطراف .. سلاماً غير متفاوض، عليه واطرافاً غير متفق عليها، ومنهج غير متفق عليه في التفاوض .. ومن غير تشاور .. حينها لا نقول اننا سنحارب .. ولكن سيكونون في درب ونحن في درب آخر .. وانا اتوقع أن يحدث هذا لأننا لم نشعر حتى الآن أنهم يعيرون كبير اهتمام لما نقول وماضون في المقابل طريقهم .
* هناك من يرى د. خليل انكم وبطرحكم هذا أصبحتم عقبة في طريق الوصول الى سلام وانكم اقصائيون لاتعترفون بأحد ولا ترون احدا غيركم في دارفور وان مثل هذا الطريق سوف لن يقود الى سلام في الاقليم ؟؟؟ –
ضحك…يقولون الهجوم خير وسيلة للدفاع .. اي شخص يريد ان يحشر انفه في القضية بحق و بغير حق ولا يجد طريقاً يقول انتم اقصائيون… نحن لسنا اقصائيين … لماذا لايأتوا ويحاربوا معنا .. لماذا لا يقولون لنا في الحرب انتم اقصائيون وفي المعاناه كذلك…لماذا لايقولون لنا في الاستشهاد والموت اننا كذلك اقصائيون… هذه القضية (حاره)… ولو لم تكن هناك حركة العدل والمساواه السودانية هل ستكون هناك قضية حتى يتفاوضوا عليها؟ .. واذا الحركة انسحبت هل ستكون هناك مفاوضات ؟… نؤكد لك مرة اخرى اننا لسنا اقصائيين لكن الواقع الان يقول ان الممسكين بالسلاح والمحاربين للحكومة في دارفور وكردفان هي حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة .. نؤكد لك اننا لانريد شيئا لانفسنا كل الذي نريده حقوق اهلنا كاملة غير منقوصة ولكن نريد ان نبعد الذين يحاولون اجهاض القضية من الداخل او التشويش على الذين يقبضون على جمرها ويريدون ان ينتصروا للنساء والاطفال والعجزرة والنازحين واللاجئين وكل المحبين للحرية والعدالة
* د. خليل من خلال ما سردته من وقائع هل تتوقع اتفاق سلام قريب في دارفور ؟؟؟ –
انا احب أن أكون متفائلاً، و لكن من الصعب جداً أن اتوقع اتفاق سلام عادل وشامل ومنصف ومستدام وله مستقبل ويرضي به ابناء الهامش في ظل المعطيات الراهنة.. لا اري ذلك، والسبب ان السياسات الجارية تقول ان الحكومة لاتريد السلام… حكومة البشير مشغولة بالانتخابات والجنوب … يريدون اولا ان يثبّتوا كراسيهم ويضمنوا خمس سنوات قادمة في الحكم، وبعدها قضية الجنوب وفي المرحلة الثالثة والأخيرة دارفور… الآن يتحدثون عن السلام ويرسلون الوفود فقط للعلاقات العامة و ترضية للمجتمع الدولي… نحن عندما نقول اننا راغبون في السلام ليس لاننا عاجزون عن الحرب، ولكن لكي نخلي طرفنا و نبرئ ذمتنا و يكون المسئول عن استمرار الحرب واضحا وهو المؤتمر الوطني، و ينبغي على اي شخص ألاّ يتوهم سلاماً عاجلاً في دارفور أو كردفان ما لم يغير المؤتمر الوطني طريقة تعاطيه مع القضية.
* د . خليل هنالك ايضا من يقول ان اتفاق السلام في دارفور سوف لن يحدث الا بعد الاستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان في العام 2011 هل توافق هذا الرأي ؟؟ –
بالمناسبة انا من قال بهذا الكلام في العام 2004 بعد التوقيع على برتوكول مشاكوس: ان السلام سوف لن يتحقق في دارفور الا بعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في العام 2011 .. لان هناك ايضا ارادة دولية لاتريد السلام في دارفور قبل هذا الموعد .. العمل الجاري الآن هو لاسكات السلاح في دارفور ووضع قضية دارفور في ثلاجة ، .. اي الدخول في حالة لا حرب ولا سلم … ثم ينتظر الناس بعدها نتيجة الاستفتاء…. لو مرت بسلام وانفصل الجنوب، بعدها يمكن ان ينظروا في مشكلة دارفور و بقية أقاليم السودان، واذا لم يحدث ذلك فإن دارفور وقتها يمكن ان تحارب مع الجنوب.. لذا توجد ارادة دولية بأن لا تحل مشكلة دارفور الآن وهذه الارادة الدولية تتوافق مع مراد المؤتمر الوطني .. لذا اقول لأبناء دارفور و سائر الأقاليم المهمشة، أتركوا الإتكالية و أفرضوا السلام بوحدتكم و تضامنكم القوي في وجه النظام، و إلا سيبقى السلام حلماً يراود الناس و سراباً يحسبه الظمآن ماءً. وعلى كل من يأنس في نفسه روح الثورة ترك الفنادق و الأوهام و القدوم إلى الميدان للعمل معاً لحمل الحكومة على القبول بالتسوية السلمية. أقول هذا ليس رغبة في استمرار الحرب و لكن قناعة مني بأن هذه الحكومة ليست على استعداد لتقديم أية تنازلات إلا و أنفها راغم.
* ماذا تقول د. خليل للدول العربية بشأن قضية دارفور ؟؟؟ –
اقول ان كثيراً من الدول العربية ليس لديها تفهماً كافياً للقضية حتى الآن .. سمعوا فقط رواية الحكومة ..قضية بين العرب وغير العرب ومسلمين وغير مسلمين ..هم نسوا ان دارفور كلها مسلمة، وان دارفور هي التي كانت ترسل المحمل وتكسو الكعبة وآبار على آبار حفرها السلطان علي دينار سلطان دارفور وقفا لحجاج بيت الله الحرام و مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة و أتمّ التسليم …دارفور هي واحدة من الممالك الاسلامية العريقة في إفريقيا .. العرب يمثلون ثقلاً معتبراً اليوم في حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة التي جاءتها القبائل كلها من دارفور و كردفان و غيرها .. كما قمنا بالاصلاح بين القبائل المختلفة في دارفور… ما عادت هناك لا عرب ولا زرقة… كلهم إخوان أهل بلد و مصالح مشتركة و يعيشون الآن في وئام، و عرف الجميع العدو الحقيقي ووجهت كل الاسلحة صوب صدر الحكومة…. وأقول بكل الفخر و الاعتزاز أن أبناء القبائل العربية يتقدمون الصفوف في جيش حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة .. لذلك اقول قصة عرب وغير عرب غير موجودة .. و القبائل العربية في دارفور تعيش أبشع أنواع الظلم و التهميش و لذلك سمى بعضهم تنظيمه ب”الجندي المظلوم”!! عمر البشير استنزفهم وذهب بهم الى المحاكم الدولية واشان سمعتهم… نحن في حركة العدل والمساواه السودانية الجديدة من عدّلنا هذا الوضع وما عادت كلمة جنجويد دمغة بغيضة في وجه الإنسان العربي في دارفور … لقد انتهينا من تقسيم أهل دارفور إلى ثوار و جنجويد بالاصلاح بين الناس و إشاعة السلام بينهم، و بذلك أبطلنا مفعول مؤامرة عمر البشير العرقية في دارفور .. وينبغي على الدول العربية ان تعلم ان اي وصف وصفنا به الرئيس عمر البشير هو وصف مجاف للحقيقة تماماً… ونطالبهم اليوم ان يتركو المعايير المزدوجة .. اذا كانو يتعاطفون مع غزة عليهم ان يتعاطفوا كذلك مع دارفور لان المأساة والمعاناه والالم لا يتجزأ ولا يختلف بإختلاف اللون او العرق او الدين وعلى الدول العربية ان تتوقف فورا من الدعم الاعمى الذي يعطونه لعمر البشير ونظامه الذي يستهبل ويكذب عليهم ولا يعطيهم الصورة الحقيقية لما يجري في السودان.. عليهم ان يعلموا ان البشير هو الخطر الحقيقي على العرب بسياساته التي سببت شرخا في التعايش بين ابناء الوطن الواحد
* د. خليل … هناك جهود ايضا جارية من قبل المبعوث الامريكي اسكوت قريشن للسلام في دارفور كيف تنظر لهذه الجهود وما يقوم به المبعوث في هذا الشأن ؟؟؟ –
عندما عين إسكوت غريشن مبعوثاً للرئيس الأمريكي للسودان رحّبنا به وجاء إلينا و قال لنا من أول وهلة: (تعالوا ) وقّعوا على وقف لاطلاق النار مع الحكومة السودانية!! ويبدو لي و قد أكون مخطئاً، أن غريشن هذا شخص يأخذ الامور ببساطة شديدة ومعتد برأيه.. نصيحتنا له ان يستمع لرأي الناس ويتشاور معهم.. صحيح هو من دولة قوية ومحترمة كأكبر دولة في العالم ومبعوث ويمثل رئيس أكبر دولة في العالم من حيث القوة العسكرية و الاقتصادية و النفوذ السياسي.. و لكن لا بد له أن يحترم ارادة وحقوق الآخرين، ولو كانت لنا نصيحة نقدمها له فعليه ان يساعد على حل المشكلة لا ان يسعى لتعقيدها .
* د. خليل كيف ساعد المبعوث قرايشن على تعقيد المشكلة ؟؟ –
اولا هو ترك الحركة الرئيسية وهي حركة العدل والمساواه السودانية وذهب يبحث عن حركات جديدة وبالطبع لاتوجد حركات، وانما هنالك افراد بمسمى حركات. حاول جمعهم ليجعل منهم حركة لكن لم يجد ارضا لهم ولا جيشاً. ثانيا حاول ان يقوم بإنقلاب على عبد الواحد محمد نور، وقال انه سينتهي من عبدالواحد وحركة العدل والمساواه السودانية الجديدة، وهو بهذا قد صعّب المهمة على نفسه وهوما حدث بالفعل .. اعتقد ان غرايشن نفسه وصل الآن الى نتيجة انه يتعامل مع المجموعة الخطأ واسلوبه يستعدي الحركات الاساسية مثل حركة العدل والمساواه السودانية وبغيرنا لن يستطيع ان يأتي بسلام في دارفور على الاطلاق.. ونعتقد كذلك ان محاولته تغيير عبدالواحد ليس من حقه .. عبدالواحد يغيره شعبه وحركته وانا لا اقول ذلك تجنّيا عليه وانما هو الذي صرح بذلك علنا وهو منشور ومعلوم للناس انه سيغير عبدالواحد، ولكنه لم يستطيع… هل جاء غرايشن ليساعد في تحقيق السلام ام ليتدخل في الشؤون الداخلية للحركات ويغير قياداتها حسب هواه؟! نصيحتي للمبعوث الامريكي ان يأخذ مسافة من المشاكل الداخلية للحركات وان لا يقوم بإستخدام الوسائل المتاحة مثل بعثة اليوناميد في دارفور في نقل افراد ليسوا بحركات ويساهم في زيادة عدد الحركات و تشتيتها بدلاً من توحيدها. و أخيراً نطلب من الجنرال غريشن إيلاء قضية السودان في دارفور الأولوية المطلوبة بدلاً من استخدامها كبطاقة للمقايضة لصالح قضية أخرى. ونؤكد في المقابل اننا في حركة العدل والمساواه مستعدون وبلا تحفظ غير مصلحة شعبنا ان نتعاون مع الادارة الامريكية ومبعوثها في اطار ايجاد حل شامل وعادل لقضية دارفور وايجاد استقرار في السودان وتحول ديمقراطي وتطبيق اتفاق السلام الشامل ومحاربة الارهاب
* د . خليل مارأيكم في تقرير امبيكي الخاص بالعدالة والسلام في دارفور ؟؟ –
نحن قرأنا تقرير امبيكي ودرسناه ووجدنا فيه بعض الجوانب الإيجابية و بخاصة تشخيصه الدقيق للمشكلة على أساس أنه مشكلة مركز و سبب كل الحروب في الهامش هو الطريقة الظالمة التي تدار بها البلاد كلها، و لكننا سبق أن رفضنا مقابلة امبيكي ولجنته لاننا نعلم كيف وصل امبيكي لرئاسة هذه اللجنة وماذا يريد من التحقيق والتقرير .. و جزى الله خيرا وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر حينما قال هذا صراحة( نحن اردنا بهذا التقرير وبهذا العمل ان نخرج البشير من مشكلة محكمة الجنايات الدولية…) هذا هو الدافع والهدف من تكوين اللجنة التي كان تمويلها من عمر البشير… وامبيكي رجل تدور حوله شبهات حول علاقته الخاصة بالرئيس البشير و مصالحه الاقتصادية المرتبطة بالأخير، ويقف ضد محكمة الجنيات الدولية رغم أنه كان رئيساً لدولة عاشت ظروفا مشابهة للسودان، لكنه للاسف الشديد عندما كان في سدة الحكم حاولنا الوصول إليه اكثر من (3) مرات إلا أننا لم نجد قبولاً لرغبتنا عنده، فإن انحصرت مهمة الرئيس امبيكي في الدفاع عن البشير فمن الصعب علينا التعامل مع لجنة يترأسها أو العمل بمخرجاتها.
اجرى الحوار كمال الصادق