حسن اسحق
المليشيات والمرتزقة مصطلح يتداول بصورة اكثر في الجانب السياسي، لانه ارتبط بتحقيق مصالح ذاتية لمجموعات هدفها ان تنفذ اجندة ذات مكاسب مؤقتة، والمليشيات مجموعات شبه عسكرية،تأخذ تدريبا عسكريا، ولا تتقيد بالقانون العسكري،وتستخدم في العمليات الحربية ضد المعارضين السياسيين لحسمهم، وايضا حاملي السلاح ضدها.واشتهرت اسماء عديدة للمليشيات في السودان، منها الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية،ويقول اخرون ان جهاز الامن والمخابرات الوطني، مليشيا، لان المؤسسة الامنية، لاتخضع لاي قوانين،يمكن ان تقاضيها قانونيا، الشرطة يمكن ان تقاضي افرادها والجيش،لكن المليشيات من مستحيل ان ترفع ضدها دعوة قضائية.اما المرتزقة، فهي جماعات تقاتل من اجل كسب الا موال والغنائم، فهي تستجلب من الخارج ودول مجاورة، وبرزت في القتال الحالي في دارفور وجبال النوبة، وتقول الجبهة الثورية،ان قواتها في المعارك الدائرة في جنوب كردفان،شارك فيها مرتزقة من مالي وتشاد والنيجر، وتعرض الكثير منهم الي اصابات، ونقل الكثير منهم الي مستشفيات الابيض وكوستي. السؤال المحوري، كيف دخلت هذه المجموعات المرتزقة الي السودان بالذات في مناطق القتال الدائرة الا ن، الا اذا كان هناك تنسيق مبدئي، وتلعب دولة مجاورة، هي تشاد التي يرأسها ادريس دبي، تظهر تواطأ مع حكومة الانقاذ،بالاخص في مؤتمر ام جرس في تشاد وطائفة انتهازية من الموالين من ابناء دارفور داخل المؤتمر الوطني،لا هدافهم الذاتية. هدف الحكومة ان تضغط علي انجمينا، وتلزمها بايجاد مداخل سرية ومخارج لمرتزقة تساعد الحكومة في الحروب، وكيف تدخل هذه الجماعات من غرب افريقيا الي السودان، اذا لم تساعد تشاد المرتزقة وتفسح لها مجالا حدوديا. الرسم السياسي الواضح لهذه الازمة،ان القوات المسلحة اصبحت علي شفا الانهيار والهزائم اليومية،وتلاحقها الانكسارات.ان وجود المجاعات العسكرية الربحية تأكيد علي عدم نجاح القوات المسلحة، وتسييس المنظومة لخدمة الهدف الحزبي والعقائدي، وتحويله الي كنتونات اسلامية، وجيش لخدمة الرسالة المحمدية، والاستعانة بهم في الحروب السودانية،هي خدمة مدفوعة الاجر،وتضرر منها السودانيين،في منطقة ابو زبد بكردفان،بعد خروج الجبهة الثورية،تعرض المواطنون للضرب والاهانة وسرقت املاكهم،واغتصبت بعض النساء،كعملية انتقامية، كيف لا يخرج مواطنو ابو زبد بعد ولوج الجبهة، وفرار الجيش والمرتزقة وألحقت الهزائم.ان المرتزقة لن يحققوا كسبا عسكريا،مهما تلقوا تدريبات وعتاد عسكري..
[email protected]