دارفوكردفان .. شهيدنا سليمان ستبكيك وادي هوَر والدبيبات
حامد حجر ـ الميدان ـ بوبا
قبل عامٌ واحدٌ من هذا اليوم ، سُليمان القائد الكردفاني ، يَحجُب أشعة الشمس عن عينيه بيده اليمني ، مرسلاً نظره إلي الأفق البعيد في إتجاه الشرق ، مصغراً بوبؤة العين ، يكاد يري الرجال الآتون من آجام غرب كردفان ، إنهم يمشون وحدهم في رحلة الإياب من الهجليجة ، يقول سليمان الشهيد لقد حادثتهم في الثريا ، إنهم تسعة وعاشرهم ربهم ، قد غادروا أرض المسيرية منذ أثني عشر يوماً ، سيراً علي الأقدام ، إنهم آتون بلا شكٍ إلي جزر الحرية وصحراء الإنعتاق.
الطريق إلي العدالة : لمَ يغـِب ( أبا ذرَ ) في رحلة إرتقائه إلي رفاقه في حركة العدل والمساواة السودانية ، وبمغيب شمس ذلك اليوم من شهر نوفمبر 2009 ، كان الشهيد سليمان فضل الكريم حميدان ، كان فرحا جزلي ، ألم أقل لكم إنهم آتون ، قائد إستخبارات كردفان ورفاقه الثمانية ، لقد وصل من كان نيتهم في الإعتمار لدي المهمشين في ( وادي هور ) ، إنها أرض المناضلين الشرفاء المقدسة ، إنهم تسعة من خيرة أبناء كردفان ، وصلوا وقد حفت أقدامهم ، قاطعين الفيافي وتتعقبهم العسَسَ ، وربهم الذي معهم كان يقول لهم لا تخافوا فإني معكم.
الآتون من المسيرية في حمادي وأبوجبيهة ، أخوة الجنرال محمود بحر ( بترول ) ، واللواء عال الهمة الشهيد ابراهيم أبورنات ، والشهيد البطل الهادي الذي كف فرسه عن الخباب في أرض أجداده كردفان ، وحقا كان مكتول هواه ، لم تستطع كل معارك العدالة أن تمنحه وساماً رفيعاً في دارفور فباركته تراب كردفان ، الأم الحنونة ، فنام الشهيد في عيد ميلاده الثاني هناك في فراديس قيم العدالة والمساواة الجديدة بشيكان.
الطريق إلي الشهادة : من وادي مجرور الحارة في دارفور ، دارميدوب ، إلي وادي مجرور الغبيش في كردفان ، الإسم واحد ، والهدف واحد ، طواه الرفاق بعلمين ، عَلمَ السودان الذي طالما أحبَ ، وعَلمَ حركة العدل والمساواة السودانية الذي سبق حُبه إيمانه ، كان بين يدي البطل يزيد رشاش إبن العباسية تقلي ، وكان أيضاً الأستاذ عامر اللكة كوكو من الدلنج ، والمستشار السياسي للدكتور خليل تاج السر جبريل تيه من جبال النوبة ، والحمري ودالبليل زياد من شمال كردفان ، والدكتور خال رفيقي في العراق أمبدي يحي الكباشي والأمين محمد بحر علي حمدين ، أمين كردفان والبطل الذي عرف صفاته وصموده زنازين الجلادين في كوبر ، كلهم يبكونك اليوم بلا دموع ، ويدفنونك في أفئدتهم ، لكنها الحسرة ، وإن القلوب لغيابك لمحزونون.
الطريق إلي المناقبيه : يقول الجنرال أبن فرقته الثامنة ، هاشم سارقورو ، كأني به يحث الخطي كعادته يطلب الكمال ، حتي في رحلة الإياب يأبي نفس الشهيد سليمان الكريمة إلا وأن يتقدم الصفوف ، مودعاً رفاقه فقط ليومٍ قبلهم ، مولانا بونقو ، علي مالتينو ، اللواء عبدالكريم ، بل حتي الأمين الباشمهندس محمد آدم ، وأبن الجنوب الماظ ابراهيم دينق ، ابن جبل مون مهدي وإبن دار إيرنقا عبدالله أبوصدر ، وإبن دار مساليت منصور أرباب ، وأبن دار برتي الدغري ، كلهم اليوم يحيونك تحية عسكرية إحتراماً لجلال إستشهادك.
تنكب سلاحك أيها الشهيد ، ومعتداً مارش بجبينك الوضاح ، ورفاقك في العـَدل والمساواة السودانية سنسرج خيولنا يميناً تراصف ، وسيأتي زحفنا الكبير من أقدس دروب دارفور وكردفان ناصية أسنة لأجدادنا في الثورة المهدوية ، لأننا نحن سلالة أولئك الأبطال في كرري ولا مَرَاء ، ويومها دمُ الشهيد سليمان ، يَسيل ويلد مليون مليون جنا ، نحن ثورة للهامش الكبير ، ونحن الساس للعدالة ، ونحنا الرأس للمساواة ، والأهزوجة أكتملت بدر التمام :
الجبتونا ليه ، ورونا ليه ، بندور الموت ودونا ليه.
حامد حجر ـ الأراضي المحررة ـ بوبا ـ الجمعة 5\11\2010
[email protected]