دارفور لن تنفصل ليتحقق لحمدي ومن خلفه مثلثهم الذي يحلمون به
بدات تطل براسها علي صفحات النت وبعض الصحف افكارا ترويجية تتساءل وتتنادي بفرضية مطالبة اهل دارفور بحق تقرير المصير بعد انفصال الجنوب وانقطاع حبل سرته بالشمال , فرضية تكاد تكون عند بعض هؤلاء الكتاب حتمية تكاد تصبح واقعا مرئيا و ملموسا. ورغم براءة بعض الوالغين في هذا الشان , خاصة من ابناء دارفور , معبرين عن مرارة مشاعرهم لما الت اليه البلاد من بتر جسمه من وسطه وذهاب ثلثه الغني بموارده النفطية والبيئية , والاهم من ذلك , البشرية , فان المرء يشتم رائحة نتانة مشروع حمدي تفوح من بعض كتابات الذين نكاد نجزم بانهم انما يفعلون هذا مدركين تمام الادراك ما يفعلونه في محاولة دؤوبة لتنفيذ هذا الوهم الكبير الذي دعا اليه اول وزير مالية في عهد هذا النظام الفاشل الذي سيذكره التاريخ بانه هو الذي في عهده تم فصل الجنوب , وفي عهده اُرتكبت جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور , الذي يريد مشروعهم سيئ الذكر اخراجه بعد ان قضوا علي ما فيه من بشر وشجر ودواب.
ولهؤلاء جميعا نقول لهم وباعلي صوت بان دارفور التي كانت وما زالت وستظل باذن ربها تدافع عن تراب السودان كافة مقاتلين في الصفوف الاولي باذلين اموالهم و عرقهم ودمائهم وارواحهم وحرياتهم منذ انطلاقة ثورة المهدي حيث قضوا نحبهم في كرري وامدبيكرات , مرورا بصمود دارفور في وجه المستعمر واستعصائها عليه حتي العام 1916,و بتصديهم لكل طاغية في مظاهرات تحصد ارواح الالاف منهم وتروي الارض بدمائهم , ووصلا بكونهم دائما ثابت اية معادلة في انقلابات عسكرية تنفيذا او افشالا , وانتهاءا بتدافعهم نحو “الجهاد” في كل الاتجاهات في عهد هذا النظام الايل الي السقوط بعد انكشاف حقيقة انهم ابعد ما يكونون عن الدين وجهاداته بشهادة عرابهم الذي وصف شهداء الامس من ” الاسلاميين ” بالفطايس حين دب الخلاف واستفحل واستحكم بينه وبين حوارييه فتغدوا به قبل ان يتعشي بهم .
حتي اذا ما خرج ابناء دارفور من نظام الانقاذ اما موالين ومخلصين لشيخهم كما اخلصوا من قبل للمهدي واحفاده حين خذلهم بنوا عشيرتهم , او متمردين علي الظلم والتهميش , انكسرت شوكة الانقاذ وبدي جليا من كانوا هم الذين يسندونه وسذودون عن حماه , فتوالت الهزائم علي جيش الطغاة وذاقوا علقم الذل والهوان في معارك متتالية حتي اذا ما استياس النظام من صمود جيشه او بالاحري شك وتشكك في ولائه اُجبر علي القاء خلاصة ابنائه من الذين ينتمون الي الثالوث القبلي المهيمن علي كل ما من شانه ان يدر مالا من وظائف حكومية وخاصة وادارات جميع المؤسسات بالبلاد من بنوك وشركات بترولية وغير بترولية واقصوا الاخرين الي درجة انه ولاول مرة في تاريخ السودان تجد خانة القبيلة باستمارات التقديم للوظائف , واحتكرت قبيلة وزير الطاقة الاسبق وزارته وتوابعها لقبيلته ورفض في صلف واستعلاء المثول امام لجنة برلمانية للرد علي تساؤلات بهذا الخصوص. وتم تشريد الالاف من قبائل دارفور حاملي السلاح من جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ولا زال التطهير الوظيفي قائما الي هذه اللحظة جنبا الي جنب مع التطهير العرقي.
دارفور يا من تسوقون لمثلث حمدي الذي انشاءالله سكون مثلث برمودا تختفون فيه ونظامكم , دارفور التي شرب تراب هذا السودان من عرقهم و دمائهم واحتضنت ارضها رفات شهدائهم , سوف لن تقرر مصيرها سلبا ونأيا عن مركز هذه الارض كما فعل الجنوبيون في خطأ فادح لانهم هم اهل السودان كله , اليسوا افارقة قح لم تشوبهم شائبة من جاءوا من الجزيرة العربية كما يدعي البعض؟ وان كان لابد لدارفور ان تنفصل فانها ستاخذ معها مركز البلاد من الجيلي فما دون وبخاصة عاصمة المهدية امدرمان التي تشهد ارضها وحيطانها ونيلها بمجاهدات اهل دارفور.
بقي ان نُسر في اذان دعاة ومروجي مشروع مثلث حمدي بان السودان هذا ملك للجميع , وكل من يريد ان ينفصل فليرجع الي حيث اتي , حيث ترتكز قبيلته وينفصل بها , وحينها سيكون السودان الذي يسع الجميع هو كل مكان هال من اية قبيلة واظن ان العاصمة القومية هي اول هذه الاماكن حيث لم يكن بها احد حتي نزح اليها الجميع من كل الجهات , ولذلك سُميت بالقومية ولم يعترض احد علي ذلك وبم يدعي احد ملكيتها, ولا ادري لماذا تركها الجنوبيون وتركوا حقهم فيها, اقله كانوا يطالبون بجعلها مثل برلين وسط المانيا قبل انهيار السور الذي يقسمها بانهيار الشيوعية قبل عقدين من الزمان.
محمد احمد معاذ
[email protected]