دارفور لم تعد في حال حرب؟

قائد «يوناميد» قبل مغادرته:دارفور لم تعد في حال حرب
الخرطوم – النور أحمد النور

اعتبر قائد القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» مارتن لوثر أغواي أن الإقليم «لم يعد في حال حرب»، وأن «حركة العدل والمساواة» هي فقط القادرة، من بين 20 مجموعة مسلحة تنتشر في دارفور، على شن حملات عسكرية محدودة، مشيراً إلى أن مشاكل الإقليم باتت أمنية في المقام الأول.وقال اغواي في مؤتمر صحافي قبل مغادرته السودان أمس بعدما سلم مهماته إلى الجنرال الرواندي باتريك نيامفومبا، إن الصراع في دارفور هبط الآن إلى اللصوصية، وأن اشتباكات «منخفضة الكثافة للغاية» قد تستمر في المنطقة لسنوات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق للسلام. وأضاف: «حتى اليوم، لا أستطيع أن أقول أن هناك حرباً في دارفور… عسكرياً، ليس هناك الكثير. ما لدينا الآن قضايا أمنية أكثر مثل اللصوصية ومحاولة الناس حل المشاكل على المياه والأرض محلياً. لكنها ليست حرباً حقيقية. أعتقد أننا تجاوزنا ذلك».

وأشار إلى أن «القتال العنيف في السنوات الأولى من الصراع تراجع، إذ تشرذمت الجماعات المتمردة إلى فصائل متناحرة، وبسبب تشرذم جماعات التمرد لا أرى احتمال حدوث أي شيء مهم. وبخلاف حركة العدل والمساواة، لا أرى أي جماعة أخرى تستطيع شن هجوم على الأرض». وأوضح: «انشطر المتمردون إلى مجموعات صغيرة لم تعد تملك القوة الكافية للقتال، باستثناء العدل والمساواة الأكثر تسلحاً من بين 20 مجموعة متمردة».

ولفت إلى أن «العدل والمساواة لا تزال لديها القدرة على التسلل في مجموعات صغيرة، لكن ليست لديها القوة البشرية للاحتفاظ بالأرض. لكن القتال لتأمين أرض والهيمنة عليها والمضي قدماً وقول هذه أرضنا… انتهى». غير أنه رفض استبعاد احتمال اندلاع قتال شامل مجدداً، مؤكداً أن «لا شيء مستحيلاً».

على صعيد آخر، يُنتظر أن يقدم المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن غداً تقريراً إلى الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن الجهود التي أجراها في السودان لتوحيد حركات دارفور ودفع عملية السلام في الإقليم وتسوية القضايا العالقة في اتفاق السلام في جنوب السودان وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل.

وقلّل مستشار المبعوث الأميركي عمر إسماعيل قمر الدين من تهديد مسؤولين سودانيين بتجميد الحوار مع غرايشن. وقال إن «الخرطوم رحبت بمهمات غرايشن، والتهديد بوقف الحوار لن يضر أميركا أو غرايشن في شيء، وسيمضي في مهمته»، قبل أنه يضيف: «أصلاً لا يوجد حوار حقيقي بين الإدارة الاميركية والخرطوم، وكل الذي يبذل مساعٍ».

ونفى مندوب السودان في الأمم المتحدة السفير عبدالمحمود عبدالحليم ما راج عن صفقة «محتملة» مع الولايات المتحدة لتسوية القضايا العالقة التي تعرقل العلاقات بين البلدين وشطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب وإنهاء العقوبات الاقتصادية عليه. وقال: «لن تكون هناك صفقة من وراء الحجاب… ليس هناك مبرراً لهذه الصفقة». غير أنه أشار إلى «وجود اتصالات ومشاورات على أسس من الندية والاحترام المتبادل»، مشدداً على أنه «لا صفقة مع الولايات المتحدة، وإنما حوار ومناقشات».

واستبعد السماح بعودة 13 منظمة دولية طردت من السودان في آذار (مارس) الماضي بقرار من الرئيس عمر البشير، معتبراً أن أي حديث في هذا الشأن «لا أساس له من الصحة». وأكد أن «هذه المنظمات جرى إبعادها بسبب المآخذ على أنشطتها وسلوكها، ولن تعود، لكن من الممكن السماح لمنظمات جديدة» بالعمل في البلاد.

من جهة أخرى، انتقدت الخرطوم إعلان الزعيم الليبي معمر القذافي مجدداً تأييده انفصال جنوب السودان، واعتبرت ذلك «موقفاً خطيراً وتراجعاً في قناعاته». وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفي عثمان للصحافيين أمس: «إن صح ما ذكره القذافي، فإن ذلك موقف خطير وتراجع عن قناعاته، إذ ظل الزعيم الليبي يدعو إلى وحدة أفريقيا».

وكان القذافي أكد دعمه قيام دولة في جنوب السودان في حال اختيار الجنوبيين الانفصال عن الشمال. واعتبر في حديث لوكالة الأنباء الليبية أن «الجنوبيين شيء آخر ليس من السودانيين ولا يشبهون أهل دارفور والنوبة والشرق ولا يتحدثون اللغة العربية»، لكنه حذر من أن الجنوب «سيكون دولة ضعيفة» في حال انفصاله.

وأضاف: «أرى أن الانفصال هو الخيار المنطقي الذي يجب أن يختاره السودانيون… لقد أخبرتهم وقلت لهم إخوتي إذا انفصلتم سأدعم استقلالكم». لكنه أكد «عدم جدوى مثل هذا الاستقلال إذا كان سيسفر عن دولة ضعيفة جداً ستضطر الجنوبيين إلى البحث عمن يدعمهم من الخارج». وتوجه إلى الجنوبيين قائلاً: «سيتم استعماركم، ومن يستعمركم سيقهركم ويأخذ ثرواتكم ويكذب عليكم ويقول سأساعدكم وأساعد استقلالكم وأنتم دولة ناشئة، وما دام هذا هو مصيركم ابقوا في السودان الدولة المستقلة… الدولة الكبيرة إلى حد ما تحميكم، أفضل من أن تستقلوا وبعد ذلك تبقون تحت حماية قوى أخرى إمبريالية أو صهيونية».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *