دارفور .. الفرصة الأخيرة
تقرير: أميرة الحبر
لا يبدو تزامن وجود فصائل دارفور المسلحة بما فيهم حركة العدل والمساواة في ليبيا وإنعقاد القمة الأفريقية التي ستخصص لبحث النزاعات في افريقيا خاصة أزمة دارفور ويشارك فيها السودان بوفد يترأسه الرئيس البشير صدفة، ولكنها رسالة واضحة من العقيد الليبي معمر القذافي في هذا الوقت بالذات تشير إلى تمسكه بحل الأزمات داخل القارة عبر اتحادها وداخل أسوارها
والعقيد الليبي معمر القذافي الذي التقى فصائل ميثاق طرابلس المسلحة وحركة العدل والمساواة كلاً على حدة ودعا الجميع لاتخاذ قرار شجاع وتاريخي لإنهاء الأزمة في دارفور ودعم جهود توحيد الفصائل وطرابلس كما يعلم الكثيرون هي الأقدر فعلياً على جمع معظم الفصائل والتأثير عليها. وهي تحتضن قيادات الفصائل منذ سنوات الأزمة الأولى وحتى الآن.
والإزدحام الكبير الذي تشهده هذه الأيام الفنادق الكبرى بالعاصمة الليبية طرابلس يشير الى دور جديد تلعبه الجماهيرية الليبية في مسار قضية دارفور يضاف إلى أدوار متعددة سابقة تعكس علاقة الجماهيرية السابقة والآنية بأزمة دارفور، حيث تتجه الأنظار كافة خاصة تلك المهتمة بقضية دارفور تجاه طرابلس الغرب التي تتوافد عليها منذ شهور عدد من الفصائل المسلحة بدعوة رسمية تهدف لتوحيدهم، وحسب مصادر مطلعة فإن الرئيس الليبي لديه مقترح وحدة اندماجية بين حركة العدل والمساواة وفصائل دارفور الأخرى على أن تكون الغلبة لحركة العدل والمساواة.
ورغم أن أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة رفض الخوض في التفاصيل الا أن المصادر أكدت أن حركة العدل والمساواة بدعم القيادة الليبية ترغب في دمج الفصائل المسلحة تحت مظلة حركة العدل والمساواة أو أن يكون هناك قدر من التنسيق يكون حده الأدنى تكوين فريق موحد يمثل جميع الفصائل في المفاوضات المقبلة بما فيها حركة العدل والمساواة، وكشفت ذات المصادر عن جهود ليبية لتتويج مساعيها في وحدة الحركات بإعلان او اتفاق يحضره القادة الأفارقة ويكون على شرف احتفالات أعياد الجماهيرية بثورة الفاتح من سبتمبر، ولم تستبعد المصادر أيضاً عقد لقاء بين الوفد الحكومي المشارك في القمة وقيادات الفصائل في طرابلس وفق رغبة ليبية وافقت عليها حركة العدل والمساواة التي أكدت عدم ممانعتها من لقاء الوفد الحكومي في طرابلس.
ما يدور الآن في طرابلس رغم عدم الالتفاف الكامل حوله من كل القيادات يعتبر بكل المقاييس اختراقاً كبيراً لأزمة توحيد الحركات، ففكرة تواجدها وموافقتها على الحوار المشترك بين الفصائل بحضور حركة العدل والمساواة خطوة متقدمة حسب مراقبين وفرصة لا يمكن توفرها الا في طرابلس، تعززها رغبة حركة العدل والمساواة في الإندماج مع هذه الفصائل التي وصفها أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم الحركة لـ (الرأي العام) بأنها وحدة من أجل السلام ووضع لن يكون فيه خاسر أو رابح.
د. آدم محمد أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري أكد الدور المحوري لدول الجوار وأهمية مساهماتها في حل المشكلة التي قال إن لها مصالح في دارفور خاصة ليبيا، وأشار آدم أيضاً إلى ضرورة توحيد الحركات لضمان استدامة الحل وقال إن أية جهود في هذا الاتجاه تصب في مصلحة مواطني دارفور وأضاف من المهم أن تكون الوحدة بين الفصائل طوعية وبإرادتها، وتابع لكن الأهم استيعاب تطلعات أهل دارفور خاصة أن الجميع سئم الحرب، وأشار أن الظروف مواتية الآن لإيجاد حل أخير لأزمة دارفور.
لكن وفق مراقبين ليس من السهولة أن يتم بين الحركات ما يسعى له الليبيون الآن من إندماج كامل وتوافق كبير بين الفصائل وحركة العدل والمساواة على خلفية المواقف والأحداث التي وصلت درجة القتل والأسر، ويعتقد المراقبون أن يتم على الأقل توحيد للموقف التفاوضي والمشاركة بفريق واحد ويشيرون لأهمية إغتنام الفرصة الآن باعتبارها الأخيرة، وانه من الصعوبة جمع كافة هذه الفصائل بهذا الحجم مرة أخرى.
عموماً ما سيتم في ليبيا يعتمد بالدرجة الأولى على مدى نجاح القيادة الليبية في الضغط على الفصائل التي تتواجد الآن بالعاصمة طرابلس واقناعها بتقديم تنازلات محددة، وعندئذ لا تهم موافقة عبد الواحد محمد نور اللحاق بالكيان الجديد.
الراي العام