خذوا العبرة من إغتيال زعيم المهمشين الشهيد د.خليل ابراهيم

بعيداً عن اي عصبيات من اي نوع يجب ان نرى المشهد بصورة واضحة وعلينا ان لا نسقط تجاربنا القريبة او البعيدة، والقراءة الصحيحة لطبيعة النظام الحاكم منذ ربع قرن من الزمان، وهو يكرس للتمييز العنصري القبلي والديني والثقافي، وتخصص في ضرب النسيج الاجتماعي للشعب السوداني لأن في ذلك بقائه وسر قوته الكرتونية.
دعوة النظام لحوار قادة الجبهة الثورية ما هي إلا بداية لمؤآمرة جديدة، وسمع الجميع بما قاله كهنة النظام من ضمانات للجميع في حال عدم الإتفاق بأن يذهب كلٌ الي وجهته داخل السودان<في اطرافه> او خارجه.
هنا اريد ان اذكر الجميع بالمؤامرة الدنيئة لإغتيال الشهيد د.خليل ابراهيم، حيث ذهب الي الدوحة باحثاً عن السلام وهو اول من ذهب وفتح منبر الدوحة،إيماناً بأن السلام هو خيار إستراتيجي، سلام يعز اهل السودان ويحق الحق والعدل والمساواة، وعندما رأى ان هذا المنبر خلق للتآمر علي قضية اهل السودان رفضه جملةً وتفصيلاً، لان السلام في عقلية النظام ما هو إلا مناصب ومراسم لا تنزل الي ارض الواقع.
من هنا بدأت المؤآمرة الدولية بقيادة قطر والكل شاهد كيف تنصل الجميع بما فيه المجتمع الدولي متمثل في الامم المتحدة عن تعهداته بعودة الشهيد إلي وجهته التي جاء منها وهي ارضه ووطنه الذي لا يعرف غيره، عندما رفض رغد العيش وترك الابناء والاهل وكان رفيقاً لإخوته في ميدان القتال قائداً صلداً، تأكد للجميع انه يحمل قضية امة بكاملها.
كان الغرض من هذا الاسلوب ان تأتي بلا رجعة < المقصود هو الإستسلام> فهنا تكمن عقلية النظام.
رفضت تشاد إستقبال الشهيد فمكث لساعات طويلة داخل الطائرة، واخيراً قبلت ليبيا إستقبال الزعيم، في ظرف ملتبس ومعقد والكل سمع بمحاولة تصفيته وإغتياله في ليبيا، وكيف رجع إلي عرينه في عملية جريئة من ليبيا المتطربة برغم حالته الصحية، وكان نظام الابادة الجماعية واعوانه المتآمرين بالمال والمعلومات في سباق مع الزمن للتخلص من هذا الزعيم الذي يمثل وجدان أمة عريضة سلبت إرادتها وقسمت وزرعت في نسيجها الفتن.
فإغتيال الشهيد د. خليل ابراهيم هو إغتيال سياسي، ويعتبر أول عملية بها أدخل النظام ثقافة ينكرها العرف السوداني، لأنه ليس من الرجولة ان تأتي عدوك من الخلف و تقتله بخسة ودم بارد.
للشهيد في ذلك تاريخ ناصع حين قاد جيشه ودخل ام درمان عنوة في رابعة النهار،وما ادراك ما الذراع الطويل، وما رسخه المقاتلين من ادب واخلاق في الحرب شهد لها الشعب السوداني بكامله مؤيداً كان او معارض.
ونحذر من الانجرار وراء نظام غير اخلاقي ولا يلتزم بتعهداته وعدم الانسياق ورائه لانه يجيد فن القتل والمكر والدهاء، ومن ورائه دول وجماعات تريد النيل من الشعب السوداني وقضيته العادلة.
فالنظام إن كان جاداً ويريد الخير لهذه البلاد وشعبها عليه ان يترك السلطة ويقدم كل المجرمين للعدالة، بدلاً ان يظل السودان ومستقبل وحدته رهينة لفئة او جماعة لا تمثل الشعب السوداني، ومن تثبت برائته لا ننكر شراكته في الوطن ويكون الند بالند والجميع ان يتنافس سياسياً والعهد هو بناء وطن يسع الجميع بلا تمييز.
فستظل دماء شهداء الثورة السودانية نبراساً وملهماً من اجل التحرر والإنعتاق.
خليل محمد سليمان
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *