الامم المتحدة (رويترز)
قال مسؤولون بالامم المتحدة يوم الثلاثاء ان بعثة حفظ السلام في السودان التابعة للمنظمة الدولية نقلت جوا في الاسبوع الماضي رجلا تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب لحضور اجتماع لاحلال السلام في منطقة أبيي المشتعلة. واضاف المسؤولون أن البعثة نقلت أحمد هارون وهو حاكم ولاية جنوب كردفان في السودان الى أبيي يوم الجمعة لحضور اجتماع يسعى لتحقيق مصالحة بين قبائل متصارعة. وقتل 36 شخصا على الاقل في اشتباكات بين قبائل المسيرية العرب وقبيلة الدنكا نقوق المنتمية الى جنوب السودان. وتزامن العنف مع استفتاء يستمر أسبوعا في الجنوب على الانفصال عن الخرطوم.
ومنطقة أبيي الغنية بالنفط القريبة من الحدود بين الشمال والجنوب هي موضوع نزاع حول الى أي جانب ستنتمي اذا اختار الجنوبيون الانفصال عن الخرطوم حسبما تشير التوقعات.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها أصدرت في عام 2007 مذكرتي اعتقال ضد هارون وكان وزير دولة للشؤون الانسانية وضد علي قشيب زعيم احدى الميليشيات المسلحة فى دارفور لدورهما في تدبير أعمال قتل جماعية في الاقليم الواقع في غرب السودان.
والسودان ليس عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ويرفض تسليم أي من الرجلين.
وردا على سؤال بشأن قرار مساعدة هارون حاكم ولاية جنوب كردفان التي تحيط بمنطقة أبيي على حضور الاجتماع قال مارتن نسيركي المتحدث باسم الامم المتحدة ان الاشتباكات في أبيي تهدد بأن تتطور الى حرب أوسع نطاقا.
وقال للصحفيين “وعليه كان هارون حاكم الولاية عاملا حاسما في دفع زعماء المسيرية في جنوب كردفان لحضور اجتماع السلام في أبيي لمنع حدوث المزيد من الاشتباكات وأعمال القتل.”
وكان دينق أروب كول كبير المسؤولين الاداريين في أبيي قال يوم الاحد الماضي ان هارون وعد بتشكيل لجنة لمعالجة المنازعات بين المسيرية والدنكا في المستقبل.”
والمحكمة الجنائية الدولية ليست هيئة من هيئات الامم المتحدة والامم المتحدة ليست من الاطراف الموقعة على معادة انشاء المحكمة ولكنها وعدت بالتعاون مع المحكمة بموجب اتفاقية وقعتها معها.
وقالت فتوى أصدرها مكتب الامم المتحدة للشؤون القانونية في عام 2006 ان الاتصال بين مسؤولي الامم المتحدة وأشخاص أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بحقهم “يجب أن تقتصر بصرامة على المطلوب لتنفيذ المهام المكلفة بها الامم المتحدة.”
وقال نسيركي ان المساعدة المقدمة لهارون تتماشى مع التفويض الممنوح لبعثة حفظ السلام في السودان بتقديم “المساعي الحميدة” للجنوبيين والشماليين في السودان “لحل خلافاتهما من خلال الحوار والمفاوضات.”
ولكن ريتشارد ديكر وهو خبير في المحكمة الجنائية الدولية في منظمة هيومان رايتس ووتش لمراقبة حقوق الانسان ومقرها نيويورك “لدي مخاوف حقيقية. أحمد هارون متهم بجرائم حرب مرتبطة بأسوأ انتهاكات في دارفور.”
وقال لرويترز “السؤال الذي أطرحه ألم تكن هناك حقا وسيلة أخرى يمكن لاحمد هارون المشاركة من خلالها في الا جتماع.”
وأضاف “اعتقد أن وضع الامم المتحدة يحتم عليها أن تنأى بنفسها عنه. اعتقد أنه كان يتعين على الامم المتحدة أن تتمسك بمعايير الحد الاقصى فيما يتعلق بنقل هارون جوا لحضور الاجتماع