القاهرة – الراية – محمد العدس:
ثمن خبراء سياسيون ومسؤولون سودانيون بالقاهرة الجهود القطرية المكثفة لحل المشكلة السودانية وأزمة دارفورمؤكدين أن الدوحة تمتلك رؤية واعية لتطورات الأزمة وقادرة على حلها وأشاروا إلى أن اختيارها كمقر دائم لمفاوضات السلام في دارفور بدعم دولي وعربي وأفريقي يعد خطوة إيجابية بالغة الأهمية تؤكد رغبتها وإصرارها على حل الأزمة.وعبر هؤلاء الخبراء عن قناعتهم بأن الدوحة ستنجح في لم الشمل السوداني خلال جولة المفاوضات التي ستحتضنها نهاية الشهر المقبل وذلك لأنها تحظى بقبول من كل الأطراف السودانية والأطراف الدولية المعنية بالأزمة مطالبين الدول العربية وبخاصة مصر وليبيا بمساعدة الدوحة ومساندتها لحل الأزمة السودانية مؤكدين أن الظروف مهيأة للتوصل لحل نهائي وشامل للأزمة السودانية.وفي هذا السياق يلفت الدكتور زهدي الشامي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بحزب التجمع إلى أن مشكلة دارفور تعد من المشاكل العربية الملتبسة التي شهدت المزيد من التعقيد خلال العامين الأخيرين وأصبحت بسبب خلافات فصائلها مع الحكومة السودانية مشكلة دولية صدر بشأنها قرار توقيف للرئيس عمر البشير ما يؤكد أنها أصبحت مشكلة شائكة تم تدويلها.
وقال إنه إذا لم تسارع الدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى الى إيجاد حلول لأزمة دارفور فان هناك مخاطر جمة ستحيط بالسودان قد تؤثر على مجمل أمنه القومي والخصم من سيادته الوطنية.
وأشاد د. الشامي بالدور القطري الرائد في مجال الأزمة السودانية منذ انطلاقها مؤكدا أنه يقوم على تفهم ووعي كاملين من جانب الدبلوماسية القطرية التي تعمل بكل جهد على إنجاح الجهود العربية والأفريقية والدولية لاحتواء الأزمة الدائرة الآن بين فصائل الإقليم.
وحذر الشامي من خطورة تفتيت السودان وفصل شماله عن جنوبه عن دارفور إذا ما فشلت الجهود العربية في حل الأزمة.. مشددا على ضرورة مساندة الجهود القطرية في هذا الصدد قائلا إن اختيار الدوحة كمقر دائم لمفاوضات سلام دارفور واحتضانها نهاية شهر سبتمبر المقبل جولة المفاوضات الجديدة وقيادتها الجهود العربية والأفريقية بدعم شركاء عملية السلام تمثل خطوة إيجابية مهمة لإيجاد حل نهائي وجذري للأزمة التى طالت أكثر مما يجب خاصة أنها تعد وسيطا مقبولا يعمل بحيادية كاملة بين كل الأطراف وليست لديها أي مصالح خاصة في الأراضي السودانية سوى خدمة القضايا العربية والأفريقية.
ومن جانبه لفت الدكتور بدر شافعي الباحث بمعهد الدراسات الأفريقية الى أن أزمة دارفور تتسم بالتعقيد خاصة في ظل تعدد الفصائل المتنازعة التي تزيد على 34 فصيلة ذات توجهات شتى وبعضها يحظى بدعم من دول أجنبية وبالتالي فإن عملية توحيد القدر الأكبر منها في حاجة إلى بذل جهد كبير لمحاولة التقريب فيما بينها للوصول إلى قاسم مشترك يمكنهامن التفاوض مع الطرف الحكومي.
وقال إن قطر تمتلك المقدرة على توحيد الفصائل السودانية ومن ثم فإنها قادرة على إنجاح جولة المفاوضات التي ستحتضنها نهاية الشهر القادم بشرط أن تتعاون معها جميع الدول المعنية بالأزمة فبدون دعم ليبيا ومصر للجهود القطرية للتوفيق بين الحكومة السودانية والفصائل المتمردة لن يكون بمقدور وساطة طرف بمفرده أن تنجح.
و كشف د. بدر شافعي أن هناك إصرارا قطريا على حل أزمة دارفور مشيرا إلى أنها تلعب دور الوساطة في العديد من الازمات العربية بصفة عامة مثلما حدث في الأزمة اللبنانية و هذا أمر محمود لأن الأمر يتعلق بجمع شتات البيت العربي.
وأكد شافعي أن قبول العديد من فصائل التمرد المشاركة في جولة المفاوضات في قطر نقطة إيجابية إلا أنه قال إن القبول في حد ذاته لا يعني حل المشكلة لكنه يدل على أن الفصائل السودانية تبحث عن طرف محايد يقف على مسافة واحدة بين جميع الأطراف وهذا ما يتجسد في الوساطة القطرية !
ومن جانبه أعرب كمال حسن علي ممثل حزب المؤتمر السوداني بالقاهرة عن تفاؤله بنجاح قطر في لم الشمل السوداني وحل الازمة الدارفورية مشيراً إلى انها تبذل مجهوداً خارقاً للتوصل إلى حل وهذا ما أكد عليه وزيرالدولة للشؤون الخارجية سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود خلال مباحثاته الاخيرة في طرابلس كما ان الجهد القطري يحظى بدعم دولي كبير علاوة على الدعمين العربي والافريقي .وهو يصب باتجاه إنهاء الازمة والتوصل لسلام شامل متوقعاً نجاح الدوحة في تقريب وجهات النظر بين الجميع وان اختيارها كمقر دائم لمفاوضات السلام في دارفور امر بالغ الاهمية يؤكد خبرتها في التعامل مع الملفات الشائكة في المنطقة وحرصها على توحيد الصف العربي .
أما رقية عبد القادر ممثلة حزب الامة السوداني في القاهرة فأعربت عن تقديرها العميق للجهود القطرية الاستثنائية الرامية لإحلال السلام في اقليم دارفور منذ اللحظة الاولى لاندلاع الأزمة قبل خمس سنوات من كل جوانبها المادية واللوجيستية والدبلوماسية إلا أنها قالت إن المستجدات التي طرأت على الازمة مؤخراً من شأنها ان تزيد الامور تعقيداً.
وأكدت انه ما لم تحل مشكلة دارفور فلن تكون هناك انتخابات..
ومن جهته يرى السفير إدريس سليمان القائم بأعمال السفير السوداني بالقاهرة مندوب السودان بالجامعة بحكم رصيدها الايجابي في التعامل مع الكثير من الازمات العربية علاوة على أنها مهيأة لعقد المؤتمرات واللقاءات الدولية فضلا عن كونها واحة للحريات وبالتالي فهي مهيأة تماما من كل النواحي والخبرة والتجربة والإمكانات- بجانب النية الصادقة للقيام بحل أزمة دارفور.
وقال إن الدوحة قادرة على حسم جولة المفاوضات من سلام دارفور خلال الشهر المقبل خاصة انه ليس لديها أي مصلحة مباشرة في السودان وبالتالي فهي مقبولة من كل الاطراف الاقليمية التي لها صلة بالملف وايضاً الاطراف الدولية التي لها تأثير على الملف مثل فرنسا وبريطانيا والامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية التي أيدت الدور القطري لحل الأزمة .
وقال إدريس ان المشكلة الحقيقية تكمن في تشرذم الحركات السودانية خاصة ان بعضها لا يتوفر لديه رغبة حقيقية في إنجازالسلام لارتباطه باطراف اجنبية مستبعدا وجود مخاوف من فشل المفاوضات حول دارفور مؤكدا أن الحل العسكري وحده لا يمكن أن يسهم في إنهاء أزمة دارفور مشيراً إلى ان الحركات المسلحة اقتنعت بشكل كامل بذلك وهو ما دفع اغلبها إلى اللجوء إلى بوابة التفاوض وقد تتأخر بعض الوقت إلا انه لا خيار امام اطراف الازمة إلا قبول الانضواء في جولات الدوحة للتوصل إلى الحل المنشود