عقب إعلان دول الخليج العربي ومصر قطع العلاقات مع قطر، تسارعت بعض الدول العربية لتبني الموقف ذاته وقطع العلاقات، وعلى الجانب الأخر من أعلن التضامن مع قطر، وبلاد أخرى فضلت الحياد.
والسودان من بين تلك الدول التي التزمت الحياد حتى الآن في أزمة قطر، ويأتي ذلك نظرًا للعلاقات التي تربطها بطرفي الخلاف، وفيما يلي نرصد أبرز الخطوات التي اتخذتها السودان منذ اندلاع الأزمة.
بداية الأزمة
أعلنت السودان في الأيام الأولى من أزمة قطر مع الدول العربية بيانًا يؤك
د التزامها الحياد، حيث أكدت خارجيتها على أنها تثق في رغبة وقدرة القادة الأشقاء العرب على تجاوز هذه الأزمة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية.
وأضاف وزير الخارجية السوداني عبر البيان أن الخرطوم على استعداد بذل كل الجهود؛ لتهدئة النفوس ووقف التصعيد وإصلاح ذات البين؛ لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، بما يحقق المصالح العليا لشعوب المنطقة.
كما تضمن البيان الدعوة إلى التهدئة، والعمل على تجاوزالخلافات، وما يُشبه ذلك من الكلمات الدبلوماسية التي تحرص على عدم خسارة أي من الطرفين.
تخبط بين حياد الرئاسة وهجوم الحركات الإسلامية
وعلى الرغم من الحيادية التي أعلنتها السودان، إلا أنها سمحت للجماعات الإسلامية لديها بالهجوم على قرار المقاطعة، وإعلان التضامن الكامل مع قطر.
فأصبحت السودان في موقف لا تُحسد عليه عقب إعلان المؤتمر الوطني الشعبي، في الحادي عشر من يونيو الجاري، اعتراضهم على القائمة التي أصدرتها الدول المقاطعة بشأن بعض الشخصيات والمنظمات الإرهابية.
وقال علي الحاج آدم الأمين العام للحزب إن حسن الأتربي مؤسس الحزب كان لا يقبل بوصف حركة حماس بأنها إرهابية، ولا إدراج يوسف القرضاوي في قائمة الإرهاب، مؤكدًا أن السودان سيتحرك مع الكويت ومع الأمريكان والأوروبيين والآخرين، جميعا بقدر الإمكان أن نجد مخرجا ومواقف أفضل مما يحدث الآن.
ومن المؤكد أن هذه التصريحات هي التي تسببت في إصدار مصر والسعودية والأمارات بيانًا لتوضيح موقفها من الأزمة.
موقف السودان المشوش يُثير الشبهات
ترك السودان المجال للحركات الإسلامية للهجوم على دول الخليج العربي بدأ يُثير الشك حول موقفها، فلماذا لم تصدر أوامرها بشأن التزام الحركات الإسلامية بموقف الدولة والاصطفاف معًا بشأن الحياد!.
يرى بعض السياسيون السودانيون، أن موقف السودان نابع من أنها تتفق مع أراء حزب المؤتمر الشعبي، وأنه بديلًا لموقفها التي اتخذته مرغمة.
وعقب التصريحات العديدة حول هذا الأمر، اضطرت سفارات مصر والسعودية والأمارات في السودان إلى مُطالبة البشير بإعلان موقفه من الأزمة مرة آخرى.
وبناءً على ذلك اجتمع وزيرالخارجية السوداني إبراهيم غندو أمس مع السفراء المعنيين، تناول اللقاء حرص السودان على إصلاح ذات البين بين الأشقاء، من خلال دعمه ومساندته لمبادرة أمير الكويتمؤكدًا أن السودان ينظر لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها نموذجاً للتضامن والوحدة العربية، حسبما نشرت وكالة الأنباء السودانية.
مصالح مشتركة مع قطر والسعودية تُقلق البشير
ولعلى الأمر الذي يجعل البشير حياديًا حتى الآن هو مصالحه المشتركة مع قطر، والسعودية، فهو يخشى أن يخرج خاسرًا، بالإضافة إلى أن الإخوان المسلمين وموقفهم يؤكد ثقتهم في أن البشير لن يتخذ موقف مخالف لهم، نظرًا لأنهم السبب في وصوله للحكم.
ويُذكر أن السعودية تسعى لجعل الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ قرار برفع العقوبات التي فرضتها على السودان خلال الشهر الجاري.
كما أن السودان وقطر بينهما العديد من المشروعات والاستثمارات التي من شأنها تُنعش الاقتصاد السوداني، والتي تبلغ 60 مشروعًا في مختلف القطاعات.
بالنظر للمصالح التي تجمع بين السودان والسعودية، وقطر أيضًا، فنجد أن الخطوة التالية للسودان يجب أن تكون مدروسة بشكل كافي حتى لا تضع السودان في مأزق، وتتكبد الخسائر، فهل السودان ستفضل مصالح السعودية على قطر، أم ستلزم الحياد؟.