حياة المناضل بشرى قمر مهددة بعد مرور عام على اعتقاله
بقلم : عثمان نواي
رفض القاضى المختص فى قضية المناضل بشرى قمر النظر فى تمديد حبسة على ذمة التحقيق , حيث انه استنفد كامل المدة المسموح بها حسب القانون الجنائى لعام 1991 , وان القاضى يجدد فترة حبس بشرى قمر لاكثر من ستة اشهر متتالية , بناء على طلب جهاز الامن الوطنى والمخابرات , وكان بشرى قد اعتقل فى 25 يونيو 2011 , ويوافق اليوم مرور عام على اعتقاله , حيث مر خلال هذا العام باشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل واجهها بالصمود والاصرار على حقه ومطالبه فى المحاكمة العادلة او الافراج عنه .
والمعروف ان الدكتور بشر قمر من ابناء جبال النوبة الذين تفانوا فى العمل الطوعى والانسانى والحقوقى فى المنطقة وفى كافة انحاء السودان , حيث كان احد مؤسسى عدد من المنظمات والمبادرات الحقوقية التى اسهمت فى القاء الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التى يرتكبها النظام الحاكم فى البلاد , وكان بشرى عند اعتقاله يعمل من اجل ايصال قدر ولو قليل من المساعدات الانسانية والدعم لاهل جبال النوبة الذين فاجأتهم الحرب على حين غفلة . ولكن النظام السودانى الذى يعتقله لعام كامل لم تتمكن اجهزته الامنية والمخابراتية من اثبات التهم الموجهة اليه من جرائم ضد الدولة وغيرها , فبشرى لم يرتكب الجرائم ضد الدولة ولكنه كان من القلائل الذين ادانوها , فى وقت صمت وخاف الكثيرون من مجرد ادانتها , فالمجرمون الحقيقيون الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية جمعاء , تمكن العالم باكمله من ادانته عليها بدامغ الادلة , لا يزال طليقا تحميه الحصانات والمليشيات .
الدكتور بشرى قمر بعد قرار القاضى قرر الاضراب عن الطعام حتى الافراج عنه , ولكن ادارة السجن فى كوبر تخوفت من حالته الصحية الاخذة فى التدهور , فقامت بطلب تحويله من السجن الى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة , والتى سلمته مرة خرى الى جهاز الامن , حيث يقبع بشرى قمر الان فى معتقلاته , فى تعدى سافر على القوانين السودنية والتى بموجبها يجب ان يكون بشرى طليقا الان , ولكن حالة عدم احترام القضاء والفوضى التى طالت حتى تطبيق القوانين فى السودان , ادت الى اعادة بشرى الى جلاديه ليواصلوا تعذيبه بوسائلهم الوحشية .
وبشرى المناضل يصر على اثبات حقه فى البراءة ويدخل فى اضراب عن الطعام يثير قلق اسرته بشدة , حيث ان صحته تزداد تدهورا وهذا ما استدعى السجن العام فى كوبر تحويله الى النيابة لعدم تحمل مسؤولية ما قد يحصل له اذا ما تواصل التدهور فى صحته. ولا تزال السلطات فى الخرطوم تغمض عينها عن ما يمر به بشرى قمر , رغم الحملات المتواصلة للمنظمات الدولية والمحلية المطالبة لاطلاق سراحه , ولكن ضغطا اكبر من الدول التى تحترم حقوق الانسان يجب ان تستمر وخاصة ان حالة الدكتور بشرى قمر الان ومع اصراره على الاضراب عن تهدد حياته بالخطر فهو يعانى من امراض فى القلب , مما يستوجب تحركا عاجلا لانقاذه من بين ايدى المجرمين الذين ليس لد يهم ادنى احترام لارواح البشر .
نجدد الدعوة لجميع المنظمات الدولية والمحلية للتضامن لانقاذ حياة المناضل بشرى , ولكل الدول المحبة لحقوق الانسان بالضغط من اجل اطلاقه , وبقية ىالمعتقلين من ابناء جبال النوبة والذين يقبع بعضهم لعام و لعدة شهور مثل الاستاذة جليلة خميس , والمعتقلة لاكثر من 3 اشهر دون تهم موجهة اليها , و ندعو للافراج عن كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلى الراى والطلاب والنساء بالعشرات الذين يعتقلهم نظام اللبشير فى محاولة للاحتفاظ ببقائه , وبشرى قمر يؤكد صموده لاجل قضيته , وهو فى غياهب السجون ويدفع صحته ثمنا ويعرض حياته للخطر فى شجاعة مدهشة تنحنى امامها الجباه , ولذلك نجدد الدعوة للتضامن والعمل العاجل للافراج عنه فى اقرب ما يمكن لانقاذ حياته من ايدى مجرمى نظام البشير
[email protected]
http://osmannawaypost.net/