د. رفيق عمر
في لقائه بكوادر الحركة في واشنطون , بعيد بداية الحرب في جنوب كردفان و تكوين الجبهة الثورية, قال الجنرال مالك عقار بأسى و هو ينظر في لوحة جميلة معلقة على الجدار في صالة الإجتماعات, قال يؤسفني أن أقول لكم أن السودان في حالة حرب مرة أخرى و هذه المرة هى مرحلة كسر العظم و مرحلة من يسقط أولا, و لكني أؤكد لكم .. و سكت طويلا و نظر مليا في الحضور .. إني أرى إنهيار الجيش وشيكا كما أرى هذه اللوحة التي أمامي, و أشار بيده لللوحة! و بالطبع لم تكن تلك نبؤة و لكنها نظرة جنرال حرب خبر الحرب و خبر قوة الجيوش وأجبره جبار الصدف و غباء الإسلاميين على حرب سيكسبها لا محالة بجيشة القوي, الذي صنعه و صانعه ليلا و نهارا, و لكن ستكون فاتورة الحرب غالية! غالية جدا!
في هذا العام طرأت مستجدات كثيرة على المشهد السياسي و العسكري في السودان. و لم يكن أي من هذه المستجدات في مصلحة حكومة الإنقاذ. ليس ذلك فحسب, بل فقد ضاقت الوسيعة على الإخوان المسلمين, عماد حكومة الإنقاذ و مصدر سندها, في الجهات الأربع. و نتيجة لذلك, تقارب الأخوان المسلمين في السودان بشقيهم الوطني و الشعبي في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! و الحقيقية فإن الطبع يغلب التطبع وأن الأمطار لا تغسل بقع الفهد, فقد عاد الدكتور الترابي, زعيم الإسلامين و عرابهم بحيله التي لا تنتهي و حركته الدؤوبة لإخراج النظام من ورطته. و لكن يبدو أن السيف قد سبق العزل و أن الرتق قد إتسع على الراتق! فقد تأكل نظام الإنقاذ و أصبح آيلا للسقوط. فقد ألمت به المصائب من كل صوب و أزكم النظام و منسوبيه الأنوف بفسادهم الذي سارت به الركبان. حتى عرابهم لم يقدر على إنكاره فأوحى إليهم بفقه التحلل! حاول النظام, بقيادة عرابة, ذر الرماد على العيون فجاء بحيلة التحاور السياسي و إنطلت الخدعة على قليل جدا من السياسين المتعجلين و لكنها لم تفت على الإذكياء من أبناء الشعب. و تحت غبار الحوار أعدوا جيوشهم و أسرجوا خيولهم بليل و توعدوا بدك حصون التمرد في صيف أو بعض صيف!
و لكن…. لم تكن هذه المرة الأولى التي روادهم فيها حلم تدمير التمرد و تحطيم قواعده. فقبل عشرة أعوام أو يزيد وبعد إشتداد أعمال المقاومة المسلحة في دارفور سافر رئيس النظام السوداني عمر البشير إلي مدينة الفاشر و خطب بحماس و هستريا في جنوده المحتشدين هناك لأجل الحرب وأصدر إليهم تعليمات و أوامر صريحة بتنظيف كل أرياف دارفور قائلاً لهم “لا أريد أسيراً ولا جريحاً ، نريدها نظيفة”! و بالطبع ما كان أمام تلك القوات إلا تنفيذ أوامر و تعليمات قائدهم و رئيسهم, فقتلوا الألاف و أحرقوا بعضهم أحياء و إغتصبوا نساءهم و نهبوا ممتلكاتهم! ما عساهم أن يفعلوا؟ فقد كانوا ينفذون ما يؤمرون! و ها هو التاريخ يعيد نفسه و لكن ليس اليوم كالأمس, فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسور!
كما أسلفنا فقد روادهم هذا الحلم من قبل. فإنهم يريدون أن يستكين لهم الأمر في السودان لسنوات أخرى من غير أن يدفعوا أية إستحقاقات. منذ عام 2012 نسمع أن هذا أخر عام للتمرد في دار فور و جبال النوبة و دأبو على بث الشائعات بأن قواتهم على أبواب كاودا و طالما أطلقوا الكذبة بعد الكذبة – على شاكلة – تقول مصادر مأذونة و تقول تقارير و غيرها من الألاعيب – بأن كاودا على وشك السقوط! و طالما تبخرت أحلامهم و تمنوا بأن يقموا من نومهم ذات صباح و الجبهة الثورية قد زالت من على سطح الأرض و أنقشت الأرض و بلعت الجيش الشعبي كذلك. خاب مساعهم و خابت ظنونهم و تكسرت نصالهم على جدار صمود الجبهة الثورية في ميادين القتال.
و لكن لماذا الأن؟ لماذا كل هذه الضجة و الدعاية الإعلامية المحمومة؟ إن النظام أحس بقرب نهايته, فالفساد قد ضرب بأطنابه كل أوجه الحياة و التململ تجذر في كل المدن و الأرياف. قهرت الإنقاذ هبة سبتمبر بقوة السلاح و قتلت شباب في عمر الزهور بلا رحمة, فخلقت جوا من السخط يصل لدرجة الحنق على هذا النظام و رموزه. تعلم الحكومة علم اليقين أن هبة سبتمبر كانت أخطر مأزق دخلت فيه و كادت أن تودي بها و قد خرجت من ذلك المأزق بشق الأنفس و لم يتبقى بها أي طاقة لصد أي هبة أخرى, ففكرت في محاولة فك الطوق عن عنقها بكسر شوكة التمرد. فقد نقل عن الرئيس السوداني عمر البشير في ديسمبر 2013 إنه قال: إن الحملة العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة السودانية بولاية جنوب كردفان، تعد تمهيداً لحملة عسكرية كبرى ستنتظم إقليم دارفور، وأضاف، أن هذه العمليات من شأنها أن تكسر شوكة التمرد نهائيا. كما تعهد البشير في احتفال بأعياد الحصاد في ولاية القضارف بشرق البلاد في ديسمبر 2013، بجعل العام المقبل- أي عام 2014- عاماً لحسم التمرد فى الجبال مضيفا سنحسم التمرد في الجبال وستنظف القوات المسلحة الجبال (جبل، جبل) لافتا الى ان حسم المعارك فى جنوب كردفان يليه التوجه صوب دارفور لبسط السلام وإعادتها سيرتها الأولى – حسب تعبيره – واضاف : (العايز يذلنا ما بنديها ليهو والداير يجربنا يلحس كوعو)- ” سودان تربيون 26-12-2013″.
و لكن يبقى هياج الرئيس البشير و صراخه مجرد صراخ ممثل في مسرح للعبث! فقد هزمت قواته شر هزيمة. ما إلتقت قواته قط في أي معركة مقصودة إلا و قد هزمتها الجبهة الثورية شر هزيمة وشتتها شذر مذر. فقد إنهزم الجيش ومتعاونيه في دارفور في منطقة مرشنق ،من قبل حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور ،كما تلقى الجيش و معاونية هزائم نكراء في جنوب دارفور من مني اركو مناوي و من دكتور جبريل إبراهيم في كردفان ودارفور. أما في جبال النوبة, فقد تم تدمير الجيش و متحركاته تماما! ففي نهاية شهر نوفمبر 2013 ،استولت الجبهة الثورية علي عدد كبير من المركبات العسكرية والعتاد العسكري في منطقة جبل ابو دموع بجنوب كردفان والجبهة الثورية في كردفان ممثلة في حركة العدل والمساواة ، وبجوار نفس المنطقة اسقطت طائرة ميج حاول الجيش إنكارها و لكن وقف عليها الشهود من مختلف أنحاء العالم.
وفي محاولة يائسة في بداية هذا العام, دفعت الإنقاذ بقوات عديدة من قوات ما عرف بالجنجويد بقيادة محمد حمدان دقلو المشهور بحميدتي إلى منطقة جبال النوبة في ظل حملة دعائية عاصفة. و كانت تلك المرة الأولى التي يظهر فيها حميدتي في المشهد العسكري في كردفان عامة و جبال النوبة خاصة. توالت البروباقندا و أطلقوا لعملائهم في الصحف و الوسائط الإعلامية الأخرى العنان, فأطلقوا الأكاذيب و الشائعات بأن كاودا صارت تحت مرمى نيراهم و أن سقوطها سيكون في غضون أيام قليلة تحت سنابك خيلهم! و طبعا لم يغب عن مهرجان الهواليس تلك أسحق فضل الله و رهطه. حتي حسين خوجلي إذادت عمامته طولا و حجما. و لكن فقد وقع حميدتي في شر أعماله, و عوقب عقابا لم يعاقب بمثله أحد. أسمع إعلام الجبهة الثورية يحدثك عن مخازي المرتزق المخلص” بلغت خسائر مليشيات حميدتي في معركتي أمس الاول و امس في الجاو و تروجي أكثر من خمسين (50) قتيلاً و يضاف إلى الضباط القتلى من المليشيات الضباط رائد (حرس حدود) عثمان صالح, ملازم (حرس حدود) قرجي, ملازم (حرس حدود) جمعة بوشة, و ملازم (حرس حدود) على ماديري. و قد أثار موت العقيد (حرس حدود) إبراهيم أحمد الساعد الأيمن لحميدتي لغطاً واسعاً و إرباكاً شديداً وسط المليشيات و أهليهم و تجاوز قتلى قوات النظام من الجيش و الأمن و المليشيات في المعركتين (200) قتيل، و تجاوز جرحاهم (500) و هم في ذعر و حالة نفسية لا يحسدون عليها” و الحقت الجبهة الثورية بيانها السابق ببيان آخر في يناير 2014 من ناطقها العقيد القاضي رمبوي يقول فيه ” أن القوات الحكومية كانت مكونة من 300 عربة لاند كروزر محملة و مسنودة بعشر دبابات تي- 55 و حاولت الدخول للمنطقة الجنوبية من جبال النوبة. إستطاعت قواتنا الباسلة تدمير وكسر شوكة هذه القوات تماماً فدمرت لهم ( 58 ) عربة لاندركروزر ودبابة واحدة تي-55, وتركت هذه القوات عدد (314) قتيل على الأرض من بينهم عقيد ونقيب . كما إستولت قواتنا على عدد ( 24) عربة لاندكروزر محملة وكميات ضخمة من الذخائر والأسلحة والمؤن”. و أمعانا في إذلال قوات الجنجويد المهزومة جاء في بيان أصدرة الناطق الرسمي بإسم الجبهة الثورية جبريل أدم بلال يوجه فيه الدعوة لأجهزة الإعلام العالمية و المحلية لتشهد على هزيمة الجنجويد المذلة جاء فيه “تنتهز الجبهة الثورية هذه السانحة لتدعو كافة وسائل الاعلام الدولية والمحلية والصحفيين الراغبين في معرفة الحقيقة الى زيارة أماكن تواجد قوات الجبهة الثورية وتحديدا في تروجي وجاو وانقولا ودبيكايا وسوف ننشر صور الدبابات والعربات والآليات التي غنمتها قواتنا” (بيان الجبهة الثورية 6-1-2014).
قديما قيل شر البلية ما يضحك! فبعد أن فشلوا فى تحقيق أى انتصارات حقيقية فى جبال النوبة متعللين بالأرض والجغرافيا الجبلية و بمناطق لا يعرفون دروبها, أسرعوا في الإنسحاب من أرض المعركة مثخنين بالجراح إلى الأبيض مطالبين أحمد هارون بدفع مستحقاتهم, مثيرين لفوضى عارمة فى ولايته حتى تمكنوا من فرض شروطهم و أخذ مستحقاتهم . كيف لا و شعارهم ” أكان حي مستفيد و أكان ميت شهيد”. أليست هذه قوات مرتزقة بإمتياز؟ ثم أنتقلوا سريعا الى دارفور فى محاولة لتغطية خيبتهم في جبال النوبة , فشنوا حملات متوحشة على المدنيين أدت إلى نزوح 200 ألف شخص فى غضون أسابيع قليلة و لكأنهم ينتقمون من هزائهم التي تلقوها بالإنتقام من العزل والإبرياء. يا لخيبتهم!
و لكن لماذا تخاطر الخرطوم بإحضار ميلشيات خطيرة مثل مليشيات حميدتي تشبه فيم تشبه, في عدم إنضابطها و عدم أخلاقيتها, شرازم الجهدية؟ و لماذا الأن؟ و أين؟ حول الخرطوم؟! الويل لكم يا أهل الخرطوم من هؤلاء! أتسمحون بأن يلعب أبناءكم بالثعابين؟ الويل لكم من شرور هؤلاء! أو لم تسمعوا بأن مطلوب المحكمة الجنائية , أحمد هارون, الذين أوجد هذه القوات و دعمها لسنوات عديدة, طالبها بالخروج خلال أثنين و سبعين ساعة من ولايته؟ أتدرون لماذا؟ لأنهم إغتصبوا النساء و قتلوا الرجال و نهبوا الممتلكات! ماذا ألم بأهل الخرطوم ليسمحوا لهذه الذئاب بالمقيل تحت أشجارهم و أمام أبوابهم؟ سوف لن يكون لكم من هؤلاء إلا الندم حيث لا ينفع الندم!
نحن نعلم لماذا أتوا بالجنجويد الأن! ليعصمنوهم من غضب الشعب و من ويل الزحف. زحف الثوار و التي بدأت فيالقه في سرج خيولها و هي على أهبة الإستعداد في إنتظار إشارة البداية. فبعد هزائم الجنجويد المريعة و هزائم الجيش المتكررة في دار فور و كردفان, إنقلب السحر على الساحر فبدلا من أن يكون هذا آخر عام للتمرد كما توهم بذلك البشير و وزير دفاعه, يبدو أن هذا العام سيكون آخر عام للإنقاذ! فالشعب مرجل يغلي الأن داخل الخرطوم وفي المراكز الحضرية المجاورة, و الغلاء صار غولا كاسرا لا فكاك منه في ظل إقتصاد منهار!
إنهزم الجيش السوداني تماما كما أخبر بذلك الجنرال العملاق مالك عقار. ففي الأسبوع المنصرم إنهزمت متحركات النظام شر هزيمة. إسمع أرنو نقوتلو لودي ,الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية, يبشرك “تمكنت قوات الجبهة الثورية من الجيش الشعبى لتحرير السودان-شمال فى ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة يوم 14/05/2014 من تدمير وتشتيت متحركى المؤتمر الوطنى اللتان حاولتا إحتلال منطقتى كاو-نيارو بمحافظة ابوجبيهة و ورنى بمحافظة تلودى، هذا وقد تكبدت القوات الغازية خسائر كبيرة فى الارواح والعتاد، فى منطقة كاو-نيارو فر متحرك ما يسمى بوحدة الحق المدعوم بعدد 3 دبابات 57 عربة و1300 عسكرى فرت مخلفة عدد 38 قتيل فى الارض”.
و ما زال القائد الفذ الفريق عبد العزيز الحلو لهم بالمرصاد. فالفريق الحلو رجل قليل الكلام كثير العمل و عندما يتكلم يعني تماما ما يقول! أسمعه يحدثكم عبر الناطق العسكري لقوات الجبهة الثورية بعد إنتصارهم الحاسم على فلول الجيش و مرتزقة الجنجويد, أكد العقيد رمبوي أن الطابع الاستراتيجي لهزيمة القوات الحكومية في معارك يومي السبت والاحد “تمثل بداية النهاية لنظام المؤتمر الوطني في حكم السودان وإن التغيير والزحف قد بدأ الآن” (إعلام الجبهة الثورية). و كذلك صرح أمين الإعلام و الناطق الرسمي بإسم الجبهة الثورية بعد هزائم الجنجويد في جبال النوبة بالاتي “بهذه الهزيمة الساحقة لقوات النظام و مليشياته، وضعت الجبهة الثورية السودانية نهاية مبكّرة لحملة النظام العسكرية هذا الصيف. و تبشّر الجبهة جماهير الشعب السوداني بحملتها المعاكسة التي ستقصم ظهر النظام قريباً جداً بإذن الله” أعرفتم لماذا حميدتي الأن على مشارف الخرطوم؟
إنتهى الجيش و لم يبق منه شي! إنظر إلى عظماء ضباط ما يعرف بقوات الدعم السريع و كتفوهم تلمع بالتيجان و النجوم, أنظر إليهم و هم جالسون في المؤتمر الصحفي وتبدو عليهم قلة الحيلة و إنعدام الكرامة! أنظر إليهم يكسو وجوههم الخوف و الذل و قد عقدوا كل أمالهم على مرتزق مثل حميدتي! أنظروا إلى الصور في الأسافير و الصحف المحلية و هم ينظرون إليه و هو يتكلم في ذلك المؤتمر الصحفي و يوعدهم زورا بأنه المخلص ! أنظر إليهم, يبدو عليهم الوهن و حميدتي يبيع لهم خيوط الوهم! إنهم ينظرون بلا في اللاشئ!
لم يتبق شئ أيها الرفاق! لم يتبق شئ! فكما قال الجنرال العملاق مالك عقار إني أرى إنهيار الجيش كما أرى هذه اللوحة التي أمامي!
و لكن ما هو الذي يمكن أن يفعله حميدتي لينجح فيم فشل فيه الجيش السوداني بكل عدتة و عديده و تدريبه؟! كيف ” لعنقالي” مثل حميدتي أن ينجح فيم فشل فيه الدفاع الشعبي المدعوم بالقرود و الطيور الذين أرسلتهم العناية الآلهية لنجدة الأطهار أصحاب الأيادي المتوضئة؟ أولم يهللوا للدبابين و ود إبراهيم من قبل؟ أين هم الأن؟ لا شك أن معظمهم في مزبلة التاريخ فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر!
سينهزم بلا شك حميدتي شر هزيمة رغم تدريب بشرى أبن الصادق المهدي لقواته و لكن ستكون أيادي بشرى الصادق المهدي دائما ملطخة بدماء الإبرياء و ستطارده اللعنة إلى ما لا نهاية.
إن هذا النظام في أيامه الأخيرة و خير له أن يقتنع بذلك و يجنب البلاد شرور التفرق و الإحتراب و الإقتتال. كل ما يطالب به الأحرار من أبناء هذا الشعب هو زوال هذا النظام وتفكيكه قبل فوات الأوان. فقد صاخت أذاننا من أكاذيبهم و صراخهم بالدعوة للحوار. وما دعوتهم للحوار إلا مراوقة و تضليلا و شراء للوقت. و لكن الخير لهم أن يصدقوا في دعوتهم للحوار , لأنه إن لم يصدقوا هذه المرة, فليستعدوا للطوفان.
[email protected]