بقلم/ ابراهيم سليمان
الدموي احمد هارون، الذي اباد شعب جبال النوبة بدمٍ بارد، ولم يرتوي، طلب المزيد من الدماء، وكان له ما اراد، انهارٌ من دماء اهالي دارفور الطاهرة، ناسياً واولياء نعمته، أنّ يد الله فوق ايدهم، وما من ظالمٍ وإلا سيبلى بأظلم، وإن ظنّ هذا السفاح، أنّ المصير المشترك بينه ورأس النظام، سيعصمه من السنن الربّانية، عليه أن يراجع نفسه، ويتحسس عنقه.
في غمرة غيظه، وعنفوان جنون العظمة الذي يتسرّبل به، كشف القائد المليشي حميتيّ عما يختلج في صدره، تجاه رفيقه الدموي المدلل أحمد هارون، مذكراً إياه أن مكانه السجن، ولا شك أن دوافع هذا الهجوم المباغت، من حميتيّ، على يافوخ احمد هارون، هي الغيرة السياسية، لأن الاخير هو الوحيد الذي انحازت مؤسسة الرئاسة لقراره ضد قوات حميتيّ الهمجية، عندما قرر طردها شرّ طرده من ولايته شمال كرفان، رغم أنه اول من صرّح باسم هذه القوات المليشية، (الدعم السريع)، كاشفاً عن تكوينها ومهامها على الملأ.
أدان حميتيّ احمد هارون، دون أن يلتفت، وذكّره بشكل مبطن بما نسيه، من امر مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من الـ ICC يبدو غافلاً، إن كان ذلك كذلك، فرأس النظام هو الأولى ثم اولى بذلكم السجن القابع في ركن قصيّ من مخيلة القائد المليشي المتورم، فقد طلع في لغم شديد الحساسية، ساهياً أو انه اُستدرج بصورة خبيثة من مقدم البرنامج، أي أن حميتي “دقَّ الكلب قدام سيدو”، الذي بلا شك كان متابعاً للحوار من قصره المنيف، وهو الآن أي حميتيّ في ورطة حقيقة من امره امام اشهر مطلوبيّ الـ ICC، يقول احد الحكماء، فالله لو كشف الله ما في صدوركم، لما تصافحتم إلا بالسيوف.
رغم دمويته المشهودة، ليست هنالك جهة عدلية اخرى، وجه إتهام، أو ادان أحمد هارون، لذلك لا يحتمل تصريح حميتيّ (احمد هارون مكانه السجن وليست الولاية) غير التهم الموجهة له من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك لا يحتمل هذا التصريح “استغفر الله) مما يعني ضمنياً أنه يعتد بها، ويساندها ضد خصمه الذي يزاحمه في الانفراد برضى رأس النظام، غير مدرك أن رأس سوط هذا التصريح اللاسع واللاذع، قد تعدى إستديوهات قناع S24 ووصل ولي نعمته في القصر الجمهوري.
ماذا عسى مطلوب الجنائية هارون أن يفعل؟ ورفيقه المحتمل في سجون المستقل، لا حول له ولا قوة بغير قوات خصمه حميتيّ، ولا نظن أن الزمن العاصف، سيسعفهما لإلحاق البعبع الفالت بمصير خلفه وابن عمه موسى هلال، وليس مستبعد، أن يتهور هذا القائد المليشي المنتفخ، ويسلمهما الاثنين للجنائية؟ عربوناً لكسب قلوب الشارع السوداني المعارض، وارضاءً لخصوم النظام من القوى الدولية والإقليمية؟
وهل حسِبَ القائد المليشي حميتيّ أن يترك سُدى، وهو يلهب بسياطه الفالتة ظهور، “الاسود” الهرمة؟ أم انه توكّل على الحي القيوم، لأن يسوّق نفسه وريثاً قهريا للنظام على المكشوف؟ بالنسبة لأهالي ضحايا النظام من الهامش، يبدو المشهد جد مثير ومُسليّ، وليس مهما من يتغدى بالآخر قبل أن يتعشى الآخر به، فالكل مجرم، وكلا الطرفين سفاح، فقد استعدى القائد المليشي حميتيّ، في زمن مفصليّ، رموز كُثر ضد نفسه، من المجرمين وحاملي المذكرات الحمراء والبطاقات الصفراء والفاسدين، فإن قضى عليهم، فخير وبركة، إن قضوا عليه، لا أظنه سيجد من يبكيه، اللّهم إلا اهل الحجاز المذعورين فربما؟
افشى القائد المليشي حميتيّ، رأيه الخطير جدا في الـ ICC وهو لا يلوي على شيء، ظناً منه انه نظيف اليد، نقيّ الصحيفة، لكنه في الحقيقة (فشيّ غبينتو وخرّب مدينتو)، فلا شكّ أن رأس النظام، في ظل وجود قوات حميتيّ وإستمرار ولائه المطلق له، ما عاد يخشى عبد العزيز الحلو أو يهاب عبد الواحد محمد نور، بل فقط الذي بات يؤرق مضجعه السجن والـ ICC، لذا نظن أن خيبته فيه ستكون كبيرة ومريرة، وإن اسعفه الزمن، لإكمال “الحلاقة” لابن عمه وغريمه موسى هلال، فعلي حميتيّ أن يبل رأسه.
//ابراهيم سليمان//
صوت من الهامش