بعد ان باعت معظم اراضي البلاد ,حكومة المؤتمر الوطني تستعد لبيع مشروع مطار الحاج يوسف(اراضي الوادي الاخضر) للمغتربين.
يبدو ان جشع عصابة الانقاذ لا نهاية له . فبعد ان سرقوا المليارات من عائدات النفط والذهب , وبعد ان باعوا المشاريع المنتجة مثل الجزيرة الي الاجانب حكومات وافراد , من اقصي الشرق في بلاد الصين الي كل دول الخليج والاردن , ومن جمعة الجمعة الي الوليد بن طلال , هجم المؤتمرون اللاوطنيون علي شواطئ النيلين فباعوها الي مستثمرين اجانب ظاهريا ولكن الملاك الغعليون هم كبارات رجالات وحريم المؤتمر الوطني من خلف الكواليس. ثم عندما لم يشبعوا , ولايملا عيونهم الا التراب , عرجوا علي الاراضي السكنية التي هي حق مشروع للمواطن الذي لا يملك قطعة ارض في بلاد المليون ميل مربع (او قد كان) , فباعوها سرا لاصهارهم واقربائهم واصحابهم والمغفلين من كلابهم ومتواليهم من احزاب للايجار , وعلنا في مزادات الفندق الكبير المشهورة التي فيها اشتغل مديرو الاراضي بالمدن الثلاث كسماسرة يحملون الاجراس ويتصايحون وهم يهرولون هنا وهناك (يستاهل..يستاهل!!) في مشهد يندي له الجبين.
وجابوا بلاد العالم يتصيدون المغتربين من ابناء هذا الوطن المنكوب الذين اجبرتهم قلة الرواتب والفصل للصالح العام للبحث عن الرزق الحلال لاعالة اسرهم وذويهم وليضمنوا بناء مساكن لهم بحلال مالهم علي اراض شروها من السوق مباشرة او في مزادات الحكومة. ولكن ليت تجار الاراضي من عصابة الانقاذ يبيعونهم اراض ذات فائدة وفي مواقع جيدة علي الاقل بها خدمات , ولكن دائما ما يتم استغلال هؤلاء المغتربين ابشع استغلال كما هو الحال دائما معهم في جميع المجالات من تعليم وادخال سيارات او عفش.. الخ فيتم استنزافهم وامتصاص اموالهم بابشع الصور.
فمن تسويق مشروع سندس الزراعي الفاشل الي بيع اراض زراعية اخري في اطراف اطراف الولايات في اماكن قاحلة حتي الطير رحل وتركها, الي بيع اراض سكنية باعلي الاسعار وبلا خدمات , لايزالون يعيدون الكرة بعد الاخري عاما بعد عام.
وهاهم الان تسبقهم اخبارهم ودعاياتهم لتسويق ما ادعوا انه مشروع سكني بمكان اطلقوا عليه اسم الوادي الاخضر وهو في الحقيقة مكان مشروع المطار الجديد بالحاج يوسف قبل الغائه والاستعاضة عنه بمطار امدرمان. وهذا المكان الذي يريدون جني اموالا طائلة من بيعه للمغتربين لاخدمات متوفرة به وسعر القطعة منه هو نفس السعر الذي يبيعه السماسرة في مكاتبهم او تحت شجرهم بالعاصمة المثلثة.
كل هذا يحدث وهناك الملايين من المواطنين مغتربين وغير مغتربين يحملون ارانيك استحقاقهم من الخطة الاسكانية منذ عشرات السنين ولكن طارت احلامهم بقدوم هؤلاء الجشعين الذين لم يتركوا ارضا الا وباعوها شبر شبر ميدان ميدان مشروع مشروع , وكملوا الناقصة بفصل الجنوب . فماذا تبقي من السودان لم يتم بيعه او التنازل عنه كحلايب مثلا؟ او فصله؟ ننتظر لنري.
اخيرا نهيب بالاخوة المغتربين بان لايقعوا ضحايا هؤلاء السماسرة الذين انما يهدفون الي ملء خزائنهم التي يبدو ان مال الدنيا كلها لاتكفي لملئها , وكما قال المعصوم خاتم المرسلين: ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب) . وفي رواية (: ولن يملأ فاه إلا التراب) . وفي رواية: (ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب) .
محمد احمد معاذ