حكاية التريلهٍ …واحتضار النظام / بقلم جلال سنين

حكاية التريلهٍ …واحتضار النظام / بقلم جلال سنين
 [email protected]                                                                                                                                   
تمر اليوم الذكرى الأولى لاستقلال الجنوب عن الشمال ولا يزال الشمال يعاني ويلات الحروب,النزوح ,المجاعة,والفقر . على الرغم من توقيع اتفاقية السلام الشامل بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان, وإقرار حق تقرير المصير لجنوب السودان, إلا أن ذلك لم يفلح في إنهاء الحرب علي الواقع العملي .فلا تزال نيران الحرب مشتعلة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والتي تسيطر الحركة الشعبية(قطاع الشمال)على أجزاء منها .وما أود أن اوضححه في هذه المناسبة انه بعد التوقيع علي نيفاشا, وأبان الفترة الانتقالية الفائتة, وحين غفلة  من الشعب السوداني تسلق جدار السياسة السودانية التيار العنصري والمتمثل في منبر السلام العادل ولا ادري أي عدالة يقصدون . هذا التيار طرح نفسه كبديل للشعب السوداني يعبر بالإنابة عنه ,وجاهر صراحة بفصل الجنوب ووصفه بمجرد( تريله) ظل الشمال يجرها  ردحا من الزمان لا يسمن ولا يغني من جوع , وان الجنوب يشكل عبئاً علي الشمال يجب التخلص منه حفاظا علي الهوية العربية الإسلامية والنهوض بالبلاد اقتصادياً, بالإضافة إلي التباين الكبير بين الشمال والجنوب من حيث العادات والتقاليد والديانة .وفي مثل هذا اليوم من العام السابق وأثناء احتفال الإخوة الجنوبيين بميلاد دولتهم المستقلة الخالية من العبودية والنظرة الاستعلائية التي عانت منها أبناء الجنوب لفترة ليست بالقصيرة, وفي الوقت الذي حزن فيه قطاع كبير من أبناء الشمال من ذوي البصيرة على فراق الرفقاء الجنوبيين أطل علينا أعضاء المنبر المفترى وهم في حالة فرحة عارمة ذبحوا الأنعام, هللوا, وكبروا, وحمدوا الله كثيرا على التخلص من التريله (الجنوب) ولكن بعد بضع شهور من ذلك الحدث انكشف الغمام وسرعان ما أدركوا أن التريلة لم تكن فارغة عند رحيلها بل كانت محملة بالأتي:_
*أكثر من 70% من عائدات النفط التي تضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة
*أكثر من 8 مليون نسمة من سكان السودان
*أكثر من 25% من الثروة الحيوانية
*80% من الغطاء النباتي
 فقد غاب ظن الواهمون فلا سلام تحقق ولا اقتصادا ازدهر .عندئذ عادوا للشعب السوداني يطلبونه الزهد,والتقشف,واستغفار الله بعدما بشروه خيرا ونعمة, ورخاء .وأن ما يحدث الآن مجرد عثرة يمر بها الاقتصاد السوداني يمكن تجاوزها بالدعاء والاستغفار ولكن هيهات فقد انتفض الشعب وعلم غايات اللذين يتوارون خلف شعارات الإسلام ليس مناديا بإصلاحات فحسب بل إسقاط النظام ومحاسبته.فبتر( التريله) هو سبب جوهري فيما يواجهه النظام هذه الأيام ابتداءً من سرقة نفط الجنوب بدون وجه حق الأمر الذي قاد ألي توتر العلاقة بين البلدين ومن ثم إغلاق الجنوب لنفطه,تدمير هجليج’رفع الدعم عن المحرقات ’وارتفاع أسعار السلع مما اغضب المواطن وخرج في عدد من أحياء العاصمة ومدن السودان مطالبا برحيل النظام المفسد والذي دخل طور الاحتضار في انتظار الرحيل لمزبلة التاريخ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *