حزب المؤتمر الوطني السوداني يهدد برفض نتائج استفتاء الجنوب
الخرطوم (رويترز) – حذر الحزب الشمالي الحاكم في السودان يوم الاحد من أنه قد لا يعترف بنتائج الاستفتاء الخاص باستقلال جنوب السودان المقرر يوم التاسع من يناير كانون الثاني اذا لم تحل المشكلات المتعلقة بعملية تسجيل الناخبين.
ويمثل الاستفتاء اخر مراحل اتفاقية السلام التي تم التوصل لها بين الشمال والجنوب عام 2005 وانهت اطول حرب اهلية في افريقيا. ويتوقع أغلب الناس أن يوافق الجنوب على الانفصال.
لكن حزب المؤتمر الوطني الشمالي قال ان قلة اقبال الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال على تسجيل اسمائهم سيؤثر على مصداقية أي نتيجة للاستفتاء. وانحى الحزب باللائمة على الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب في مطالبة الجنوبيين في الشمال بعدم تسجيل اسمائهم.
وقال ربيع عبد العاطي المسؤول الكبير في حزب المؤتمر الوطني ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تستخدم ادوات للضغط على الجنوبيين في الشمال وتهديدهم وترهيبهم كي لا يسجلوا انفسهم مما يعني أن عملية الاستفتاء ككل لن تكون حرة ونزيهة وشفافة.
وأضاف أنه اذا استمر هذا السلوك من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان فان هذا لن يؤدي الى مناخ موات لاجراء الاستفتاء وسيؤثر على النتائج.
وتابع أن هذا قد يؤدي في النهاية الى عدم اعتراف الحكومة السودانية وايضا المجتمع الدولي بنتائج الاستفتاء.
وأكد مسؤولان في الحركة الشعبية لتحرير السودان رفضا ذكر اسميهما أن الحركة ابلغت الجنوبيين في الشمال بعدم التسجيل وقالا ان الحركة تخشى ان يتلاعب حزب المؤتمر الوطني في النتائج هناك. لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان تنفي في العلن ان تكون هذه سياسة رسمية لها كما تتهم حزب المؤتمر الوطني بترهيب الجنوبيين.
وقدرت مفوضية الاستفتاء ان ما يقرب من 5.5 مليون جنوبي ربما سيحق لهم التصويت بينهم 500 ألف يعيشون في الشمال ومثلهم في الخارج.
ويعتقد حزب المؤتمر الوطني أن الكثيرين من الجنوبيين في الشمال ربما يصوتون لصالح الوحدة بينما ستصوت الاغلبية في الجنوب لصالح الانفصال.
وقال عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ان ما يقرب من الف جنوبي فقط سجلوا اسماءهم في العاصمة يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني وهو أول أيام عملية تسجيل الناخبين. وأضاف أن الاعداد اليومية تضاءلت منذ ذلك الحين في الخرطوم حيث يعيش معظم من يحق لهم التصويت في الشمال.
وقدم حزب المؤتمر الوطني شكوى رسمية الى مفوضية الاستفتاء يوم الاثنين بشأن منع جنوبيين من التسجيل في الشمال والجنوب.
وأكدت المفوضية أن نسبة الاقبال منخفضة جدا في الشمال لكنها امتنعت عن ذكر أرقام. وتستمر عملية تسجيل الناخبين 17 يوما بدءا من 15 نوفمبر تشرين الثاني.
لكن المفوضية التي تنظم الاستفتاء قالت انها لم تتلق أي شكوى من أي فرد بشأن منعه من التسجيل.
وقال جورج ماكوير المتحدث باسم المفوضية انه لم يأت أحد الى المفوضية ليبلغ عن منعه من التسجيل.
وأضاف “ربما يمنع شخص ما فقط اذا لم يكن مستوفيا لمعايير التسجيل.”
ويتعين أن يشارك 60 في المئة من الجنوبيين الذين سجلوا اسماءهم في الاستفتاء كي تصبح النتائج صالحة