الخرطوم 30 ابريل 2011 – حذر حزب الامة القومى المعارض من ما اسماها (الحرب الكلامية) الدائرة بين حزبى المؤتمر الوطنى الحاكم و الحركة الشعبية المنافسة له فى انتخابات جنوب كردفان المقرر قيامها غدا الاثنين واتهم الحزب الحاكم بالسعى الى جر البلاد الى حرب شاملة لتغطية الاخطاء التى وقع فيها اثناء مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية بخصوص منطقة “ابيى” .
و وصف الحزب فى بيان اصدره امس و تلقت (سودان تربيون) نسخة منه ، ما يجرى من تهديدات متبادلة بين شريكى اتفاق السلام فى جنوب كردفان (حرب خرقاء) تصب مزيدا من الزيت على النار، معتبرا التلويح بعدم الاعتراف بدولة الجنوب والعودة للحرب من قبل الرئيس السودانى ورئيس حزب المؤتمر الوطنى حديث مرفوض ، و اضاف البيان : كان يمكن للرئيس الحديث عن رفض ضم أبيي للجنوب من جانب واحد ورفض تضمين ذلك في خريطة الجنوب . منتقدا تهديد البشير بالعودة للحرب و عدم الاعتراف بدولة الجنوب المقرر استقلالها رسميا فى يوليو المقبل وفى الوقت نفسه تهديدات قيادة الحركة الشعبية فى شمال السودان فى ذروة حملتهما لانتخابات الولاية .
وحذر حزب الامة من ان هذا الوضع المتوتر فى ظل الاستقطاب السياسى والاثنى و غياب ميثاق شرف انتخابى من شانه ان يجدد العنف فى المنطقة و يؤدى الى حرب شاملة ستكون لو اندلعت أخطر من سابقاتها .
و جدد الحزب مطالبته للشريكين بضرورة تأجيل الانتخابات فى الولاية الى حين نزع فتيل التوتر و الاستقطاب الحاد مع التأكيد فى الوقت نفسه على الالتزام بقيامها و انفاذ المشورة الشعبية المنصوص عليها فى اتفاقية السلام .
وحمل الحزب المعارض حزب المؤتمر الوطنى الحاكم المسؤولية الاساسية فى النزاع القائم بين قبيلتى المسيرية و دينكا نقوك حول منطقة “ابيى” حينما قبل ادراجها ضمن التفاوض مع الحركة الشعبية فى مفاوضات السلام رغما عن ان بروتوكول ميشاكوس الاطارى حسم النقاش بين الشمال و الجنوب وفقا لحدود الاول من يناير 1956
وقال حزب الامة ان المؤتمر الوطنى اخطأ مرة أخرى حينما سلم مصير “أبيي” للجنة خبراء أجانب وجعل حكمهم نهائيا إذا اختلف الطرفان المتفاوضان . ثم أخطاء مرة ثالثة بإحالة القضية للتحكيم الدولي مع أن القضية لا تخص الشريكين وإنما تخص أهلنا المسيرية والدينكا .
واتهم حزب الامة ، المؤتمر الوطنى الحاكم انه يسعى الى جر البلاد للحرب مرة أخرى لتغطية الأخطاء التى وقع فيها اثناء التفاوض بخصوص منطقة “ابيى” .
ودعا الحزب جميع الاطراف فى ولاية جنوب كردفان الى التزام الهدوء الان و بعد اعلان نتيجة الانتخابات التى ستعقد فى ظروف الاستقطاب و التوتر مطالبا المؤتمر الوطنى و الحركة بالتهدئة فى خطابيهما و تجنيب مجتمع المنطقة الفتنة .
أ. و نبه الحزب الى ضرورة قيام علاقة جوار اخوى بين شمال و جنوب السودان بعد استقلال الاخير رسميا فى يوليو المقبل يستند الى التكامل السياسى والاقتصادى و الاجتماعى منعا لحروب الوكالة التى يمكن ان يمتد حريقها الى السودان باكمله .
وكان الحزب قد اعلن فى وقت سابق مقاطعته لأنتخابات الولاية التكميلية نتيجة لقيامها فى ظروف منافية للشفافية و النزاهة و استقلال موارد الدولة من قبل الحزب الحاكم .