ادريس النور شالو
[email protected]
ادم الفكى محمد ” القريشى ” – من تنظيم قريش السرى– هو احد الوافدين من (دار وداى) والطارئين على تاريخ جبال النوبة و الذى اوتى به ليكون واليا على ولاية جنوب كردفان بعد تقسيمها و هروب احمد هارون الوالى بالتزوير. بدأ الوالى بالتعيين ادم الفكى ولايته داعيا للسلام , لكنه ما لبث بعد فترة وجيزة ان عاد الى لغة سلفه الهارب من الولاية و من العدالة الدولية احمد محمد هارون قائلا بحسم التمرد حربا !! ذلك بعد ان حدد نظام الابادة الجماعية فى الخرطوم نهاية هذا العام كتاريخ لحسم و القضاء على الجبهة الثورية فى دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق .
هذا كلام عجيب , فالوالى الذى لا يستطيع الخروج من عاصمة الولاية ” كادقلى ” بأكثر من خمسة كيلومترات كما قالت عفاف تاور كافى و هى احدى كوادر و ارزقية عصابة الخرطوم , و لا احسبها قالت ذلك طمعا فى ذهب الحركة الشعبية او الجبهة الثورية فالحركة او الجبهة الثورية – لا خيل عندها تهديها و لا مال – لمثل التى ترتزق بدماء بنى جلدتها و تضن على الاطفال بجرعة التطعيم لكن ربما كان ذلك لحظة صدق مع النفس , الوالى الذى لا يستطيع الوصول الى مدينة الدلنج التى يربطها بكادقلى طريق الاسفلت الا بتجهيز الجيوش و الكتائب , و لا يستطيع تفقد رعيته فى كووجن ( ام برمبيطة ) و كدنقى ( ام حيطان) او فى طروجى و الكاركو و غيرها من مناطق الولاية كان حريا به ان يصمت , لذلك صح ان نطلق عليه (حاكم طريق الاسفلت ) .
لكن , دعنا من ظل الفيل الى الفيل ذاته , فقد حشد النظام السلاح و المرتزقة من كل لون و شكل , من جنجويد و مجاهدين و مرتزقة من مالى و تشاد و من ايران و بيلاروسيا و غيرها توهما منها انها هى القاضية على الجبهة الثورية . يبدو ان التاريخ يعيد نفسه , فدعنا نذكر العصابة بمعركة تلسى او تلوشى كما اشتهرت . فى عام 1992 جيش النظام حوالى 40 الف مقاتل للهجوم و القضاء على الحركة الشعبية بجبل ( تلسى ) . ضمت تلك القوة ايضا مرتزقة من ايران و الافغان العرب و طوائف كثيرة من المليشيات . بدأ الهجوم و استمر لأربعة شهور متواصلة ليلا و نهارا لكن اشاوش الجيش الشعبى بقيادة القائد الشهيد / محمد جمعه نايل بعدد 970 مقاتلا فقط علم المرتزقة دروس المقاومة و فنون القتال و فى النهاية بعد ان استيئاس النظام من بلوغ الجبل اعلن فى استحياء انهم قد انتصروا ثم سحبوا بقية فلول قواتهم تحت جنح الظلام و غادروا الجبال . ذلك زمن كانت الحركة الشعبية فى اضعف حالاتها حيث انقطع عنها كل الامدادات بسبب انشقاق الدكاترة ريك مشار و لام اجاوين , لكن ما بالك اليوم و الامدادات تأتيهم من (جياد ) و ( الصافات ) ؟
الجبهة الثورية لا يرهبها كثرة السلاح او حرب الكلام , لأن قادته اهل مراس و دواس , و هم من يتقدمون الصفوف . فقد استشهد د. خليل و هو فى مقدمة قواته , و استشهد البطل فضيل رحومه و هو يتقدم قواته فى ابوزبد , و الفريق عبدالعزيز الحلو – و ان كان لم يستشهد و يدفن فى واو كأمانى القتلة – فانك لا تكاد تتبينه بين مقاتليه فى مقدمة جبهات القتال فى ابوكرشولا او تالودى و كل مسارح العمليات ,و عبدالواحد و الله واحد هل احدثك عنه و الفارس مناوى ؟ و كل القادات فى الميدان الذين يفعلون العجب. النظام يكرر نفس خطأ نزع سلاح الجيش الشعبى فى يونيو 2011 بتحديد اخر هذا العام نهاية للتمرد و لا ادرى كيف يغيب على هوْلاء حقيقة بديهية هو ان الحرب تملك ان تشعلها متى شئت لكنك لن تستطيع تحديد متى ستنتهى .
الدرس المهم الذى يجب ان يعيه النظام الحاكم و سدنته هو ان هدف الحركات الثورية ليس هزيمة الجيش القومى , بل الهدف هو الطعن فى مشروعية و شرعية النظام , و تحطيم كل الاسس الاخلاقية و القانونية التى يقوم عليها حكمها , و قد فعلت الجبهة الثورية ذلك بامتياز . فهى تحارب النظام بسبب فساده و سياساته التى افقرت البلاد و قسمته , و شردت افاضل ابنائه فى مشارق الارض و مغاربها . فبأى منطق يريد النظام حكم السودان و رأس النظام لا يستطيع الذهاب الى كادقلى و الفاشر؟ لماذا يقتل النظام و مليشياته النساء و الاطفال المختبئين فى الكهوف و يتفادى المقاتلين الذين يبحثون عنه و عن مرتزقته فى الصحراء و الفلوات ؟ ماذا يعرف النظام عن المواطن فى الاراضى المحررة ؟ لماذا يكون الوالى بالتعيين و قد حدد الدستور ان يكون بالانتخاب ؟ لماذا تقسم الولايات بغير الطريقة المنصوص عليها فى الدستور ؟ أى شرعية بقيت لهذا النظام ليحكم البلاد ؟
فى مايو 2011 قال رأس النظام فى المجلد انه سيلجأ الى صناديق الذخيرة اذا لم يفز مرشحه لولاية جنوب كردفان بصندوق الانتخابات و انه سيخلع الجلابية و يلبس الكاكى- و قد فعل ذلك باشعال الحرب فى جبال النوبة – لكننا لا نراه بالكاكى الا و هو ذاهب الى استديوهات التلفزيون بأم درمان ليرينا فنون الرقص على الهواء مباشرة , وعد مرات عديدة بالصلاة فى كاودا فوسع مواطنو كاودا المسجد العتيق و نسج اخوات (كوجا) مزيد من بروش سعف العتمور و انتظروه طويلا و لكنه لم يحضر , ذهب اليه مغاوير الجبهة الثورية فى ابو كرشولا و ام روابة و لم يجدوه , ثم ذهبوا اليه فى ابوزبد لكنه ايضا لم يكن موجودا ,
اين انت ايها المشير ؟؟؟؟؟؟