جيوش المخربين.. ضد المغتربين..!! “2+1”

1

بالأمس قلنا إن جيش المخربين لا هم له سوى تخذيل سياسات الدولة وتدميرها وامتدت آثاره لتلحق بالمغتربين. كل المعركة تدور حول الحوافز التي يعتقد قصار النظر والفهم أن المغتربين لا يستحقونها.!!. والحقيقة أن المغتربين ليسوا في حاجة لها إنما الذي يحتاجها بصورة ملحة هو الوطن. المغتربون يحولون أموالهم عبر قنوات متعددة بسعر مجزٍ فتخسر الدولة مليارات الدولارات. أكدت بعض الدراسات أنه إذا ما قدمت الدولة حوافز جيدة فإن التحويلات الرسمية من الخارج يمكن أن تبلغ ستة مليارات ـ أي تبلغ ثلثي ما توفره كل الصادرات مجتمعة بما فيها الصادرات البترولية والذهب.

2

الآن.. لماذا الحوافز؟

نظام الحوافز مطبق في كل الدول ذات الاقتصاد والعملة المستقرة، فالعبرة ليست فقط في توحيد سعر الصرف ولكن في كيفية جذب وتحفيز المغترب ليتعامل عبر المصارف ويقدم مدخراته من النقد الأجنبي طواعية بعد أن يضمن حقوقه والامتيازات التي سيحصل عليها. الذين ينظِّرون عن عدم أهمية تحويلات المغتربين لا يعرفون شيئا عن الأهمية الاقتصادية للهجرة وكيف تتعامل الدول الأخرى معها كمكون أساسي من مكونات الاقتصاد الحديث. هذه العقلية هي التي تسببت في هروب مدخرات المغتربين السودانيين إلى الدول المجاورة فاستثماراتهم أصبحت في الخارج وعقاراتهم توزعت في العالم ومدخراتهم في بنوك المهاجر وحتى إجازاتهم السنوية أصبحت خارج السودان.

3

في يوليو الماضي أعلن البنك المركزي المصري (إن تحويلات المصريين العاملين في الخارج، سجلت 21.9 مليار دولار في 10 أشهر من العام المالي الماضي وتوقع المصرف، في بيان له، اليوم الثلاثاء، أن تسجل تحويلات المصريين العاملين بالخارج، 26 مليار دولار خلال العام المالي 2018/ 2017). في إثيوبيا أعلن البنك المركزي أنه لأول مرة تتجاوز تحويلات المغتربين صادرات إثيوبيا البالغ قدرها خمسة مليارات دولار. كل تلك المليارات وأكثر تتدفق على خزائن الدول التي حولنا إلا نحن.!!. ما يمكن أن يحصده الاقتصاد من تحويلات المغتربين أكثر من الأربعة مليارات التي يبحث عنها السيد رئيس الوزراء من عوائد صادرات السمسم والذرة والقطن مجتمعة..!!. تصوروا الضرر الذي تسببه للاقتصاد جيوش العباقرة المخربين بمنعهم حوافز مستحقة للمغتربين وهي في النهاية حوافز ضئيلة لن تخسر فيها الدولة شيئا.

**************************
ّجيش المخربين.. ضد المغتربين (1)
عادل الباز
1

الأسبوع الماضي تحدثت عن الطابور الذي يسعى لتخريب وتخذيل سياسات الحكومة، ونسيت أن أقول لكم إن هذا الطابور لا يقتصر عمله على التخذيل بالداخل، إنما امتدت مؤامراته الكارثية حتى وصلت للمغتربين.

2

لقد بذل جهاز المغتربين بقيادة الأستاذ كرار التهامي جهدا عظيما، وأدار مشاورات واسعة امتدت لشهور مع المغتربين بالداخل والخارج، وعُقدت الورش وأقيمت الندوات وجاء الجهاز بالمختصين في قضايا اقتصاديات الهجرة من البنك الدولي وغيره من المؤسسات العالمية، وكل أولئك خرجوا بمصفوفة حوافز هي الحد الأدنى لما يطلبه المغتربون.

3

عبرت تلك الحوافز المتواضعة كل مستويات القرار في الدولة، بعد نقاش وجهد صدر القرار وأصبح على أبواب التنفيذ. وهنا ظهر الطابور وهو دائماً ما يظهر في اللحظات الحاسمة لإفساد أي عمل خلاق ومهم.

4

الذي حيرني في طابور المغتربين أنه غير محسوس ولا يكاد يظهر معارضاً لتلك السياسات المقررة تجاه المغتربين. كنت قبل نحو أسبوعين سألت رئيس الوزراء عن سبب تعطيل حوافز المغتربين، فقال لي لقد أُجيزت وينبغي أن تُنفذ، وثاني يوم غرد بذات المعنى، فوجدت تلك التغريدة تفاعلاً واسعاً من المغتربين.

5

كنت قد تتبعت آثار ذلك الطابور الخفي.. فسألت السادة في وزارة المالية عن السبب الذي يجعلهم يتلكأون في إصدار المنشورات للجهات المعنية لتنفيذ قرار الحوافز، فلم أحصل إلا على همهمات، بعضهم تعذر الروتين وبطء الخدمة المدنية.

في بنك السودان هناك من لا يزال يتفلسف، بعض صغار الموظفين يرون أنه لا داعي لحوافز.. بعد كل الجهود التي بُذلت على مدى شهور يجيك موظف حاني رأسه ليقول (ما عايزين). بعضهم يرى أن الحوافز في ظل السعر المعقول الذي أقر فلا داعي لها، وذلك ومجرد وهم كما سنرى لاحقا.

6

ما يحيرني في الحكومة أنها ترى من يعبث بقراراتها الاستراتيجية وتتفرج عليه، ولا أعرف إلى متى ستُهزم السياسات الرائعة بسبب الفاسدين وعديمي الكفاءة وقليلي الخبرة و(الطابور) الذي يعمل لأجندة في تعويق مسار الدولة، هذا هو جيش العدو الذي تراه الحكومة رأي العين و(تقعد فراجة). هذه الجيوش المخربة إذا لم تجد من يردعها فلا أمل في إصلاح، كيف ومتى “يبلغ البنيان تمامه … إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم”. نواصل

=====

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *