جوبا (السودان) (رويترز) – قال جيش جنوب السودان يوم الاربعاء ان 31 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباك بين جنوده وأفراد ميليشا متمردة في أحدث أعمال عنف تهز استقرار الجنوب قبل استقلاله في يوليو تموز.
وصوت جنوب السودان بالموافقة في شهر يناير كانون الثاني الماضي على الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري بموجب اتفاق السلام الذي وقع عام 2005 لانهاء حرب أهلية استمرت عدة عقود.
والجنوب مصدر معظم النفط الذي ينتجه السودان ويبلغ 500 ألف برميل يوميا وشهد أعمال عنف أودت بحياة المئات منذ الاستفتاء.
وقال الجيش ان 20 من جنوده قتلوا يوم الثلاثاء في اشتباك بولاية الوحدة المنتجة للنفط مع مقاتلين موالين لبيتر جاديت الضابط الكبير السابق في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تمرد هذا الشهر.
وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش الجنوب “اجتاحوا (المتمردون) قرية في مقاطعة مايوم وأحرقوها تماما قبل أن يطاردهم الجيش الشعبي لتحرير السودان.”
وأضاف أجوير أن سائقين قتلا أيضا عندما اصطدمت شاحنتان مدنيتان بلغمين أرضيين في نفس المقاطعة. وقال ان المتمردين قاتلوا الى جانب رجال قبيلة المسيرية الشمالية.
واتهم زعماء جنوبيون خصومهم السابقين في الشمال بتسليح المنشقين لمحاولة زعزعة استقرار الجنوب ومواصلة السيطرة على نفطه. وتنفي الخرطوم ذلك.
وادعت قبيلة المسيرية التي ترعى ماشيتها في الجنوب خلال موسم الجفاف المسؤولية عن الهجوم. وقال اسماعيل حمدين وهو مسؤول رفيع من قبيلة المسيرية “هاجمنا قاعدة للجيش الشعبي في ولاية الوحدة لاعادة 1700 بقرة سرقها الجيش الشعبي الينا.”
واضاف ان 11 من افراد قبيلته قتلوا و22 اخرين اصيبوا بجراح خلال هجوم يوم الثلاثاء.
وردت سلطات ولاية الوحدة على أحدث أعمال عنف بطرد موظفين شماليين يعملون في المناطق المنتجة للنفط في الولاية مما يبرز مخاطر تصاعد التوتر.
وقال جيديون جاتبان ثوار وزير الاعلام في الولاية ان الولاية لديها أدلة كثيرة على أن عناصر من الحكومة السودانية تشجع وترعى وتنظم هذه الميليشيا وتخطط لها.
والنفط شريان حياة لاقتصادي الشمال والجنوب ولم يتم حتى الان تحديد كيف سيتم توزيع عائدات بيع الخام بعد الانفصال. وتقسم حاليا عائدات نفط الجنوب مناصفة تقريبا مع الشمال وسيظل الجنوب مضطرا للاعتماد على خطوط الانابيب في الشمال بعد يوليو تموز.
وقالت الامم المتحدة ان أكثر من 800 شخص قتلوا في أعمال عنف في جنوب السودان خلال العام الجاري شملت معارك قبلية واشتباكات بين جنود ومالا يقل عن سبع مجموعات من المقاتلين المتمردين في المنطقة.
وكان محللون حذروا من أن المزيد من التدهور في الجنوب ربما يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة كلها. ولجنوب السودان حدود مشتركة مع كينيا وأوغندا واثيوبيا.
واتهم مقاتلون متمردون حكومة الجنوب بالفساد وقمع أنصار المعارضة وهي اتهامات تنفيها جوبا عاصمة الجنوب.
وكانت منطمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان اتهمت الجيش الشعبي لتحرير السودان والمقاتلين المتمردين بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان خلال معركة دارت بولاية أعالي النيل في مارس اذار.
ونفى أجوير الاتهامات الموجهة الى الجيش الشعبي لتحرير السودان.
ولم يتوقف القتال بين الجنوب والشمال منذ عام 1955 الا بضع سنوات وكانت أسبابه خلافات دينية وعقائدية وعرقية ومنازعات على النفط. ويقدر عدد ضحايا الصراع بنحو مليوني شخص. ونفي اجوير المزاعم الموجهة للجيش الشعبي.
من جيريمي كلارك