جوبا مالك علي

بقلم كلول : من جبل طورا
السودان رجل فريقيا المريض والارض التي لاصاحب لها ، فيما يتعلق بالاحداث الاخيرة المؤسفة التي وقعت في عاصمة دولة الجنوب حتي اللحظة لم ادرك ماذا جرى ولااعرف التفاصيل بالضبط هل هي محاولة انقلاب مسلحة او غضب في الحوار ادى الي انفجار الوضع او مقاومة تكريس وازدهار الفردية من ثم اغتيال الديمقراطية والهدف سيطرة الدكتاتورية كما هو سائد في الخرطوم ؟؟ علي كل الاحوال لابد ان ادخل خشمي (فمي) مبكرا لاني مشارك في قيام هذه الدولة ولو علي الصفوف الخلفية فامرها واستقرارها واستمرارها هادئة مطمئنة يهمني جدا لانها حديقتي بشكل او بآخر . في النصف الثاني من الخمسينات واوائل الستينات من القرن الماضي كنا اطفالا لاندرك سير طبيعة مايحدث وكانت الحرب تدور رحاها علي قدم وساق بين ثوار تحرير جنوب السودان ونظام الخرطوم برئاسة الازهرى وعبود وغيرهما وكانت كتائب جيش حكومة الخرطوم ترسل تباعا الي الجنوب وبالتحديد الي المديرية الاستوائية حيث اندلعت الانتفاضة والشرارة الاولي والضربة البكروكان اول وحدات عسكرية ارسلت بالطائرات الي توريد من الجهانة القيادة الوسطي من اولاد جبال النوبة . لقد ارتكبت هذه الوحدات فظائع في حق المدنيين والعزل وحينما عاد بعضهم في الاجازات بدأوا يتحدثون ويفتخرون بهذه الجرائم . كنت اشعر بالألم والغيثان والفزع مما يحكون وفي ذات الوقت انهم كانوا ضحايا تصرفات الخرطوم وعدوانية نظام الجلابة ، وسبب الثورة هوالاجحاف الذى ظهر في عملية سودنة الوظائف تمهيدا لنيل الاستقلال للسودان الموحد تلك اكبر خطيئة . لقد حصل الجنوب علي ثلاث وظيفة ادارية فقط من جملة ثمانمائة وظيفة تركها الانجليز فشعر ابناء الجنوب بالغبن وراجعوا صفحات التاريخ والسلوك السابق من قبل اولاد البحر وكافة النظرات السلبية والاستعلائية لجميع سكان الحزام الثاني لصيد الرقيق والتعامل اللانساني الجائر المتخلف والجهل المركب والكراهية غيرالمفهومة تجاه ضحياهم في الماضي علاوة علي التحقير الاجتماعي الواضح حيث وقعت الحرب بين الشمال والجنوب سنوات وسقط الناس قتلي بالملايين فعرفنا المسببات وبطل عجبنا ولكن الخمسمائة فرد الذين ماتوا يوم 15 الجارى وما بعده ممكن ان تفتوني يافدائي الحركة انا في حيرة من امرى عندما رايت وجوه الاطفال وهي مزعورة والي اين يفزعون !!؟ هذا هو املهم ووعدهم بكم عندما عادوا من الشمال فرحين مستبشرين الاستقرار في جنوبهم بعد مانال الاستقلال !!؟ وفي ظل استمرار تلك المعارك وكانت الخرطوم تدفع بجيشها لاخماد الثورة كما اسلفنا ، صدعت احدى الفتيات العبقريات بتلك الغنوة حيث ارسل صديقها الجندى الي الجنوب من اجل الاشتراك في تلك الحرب لكن اشتكت الفتاة من جوبا وقالت يا جوبا مالك علي يا جنوبا شلتي عيني غاية في البلاغة هي تذكر جوبا لكنها تعني الحكومة السودانية لان الدولة هي التي ارسلت حبيبها الي الحرب ومحاك المخاطر، ومن ناحية اخرى ذكرت تلك الفتاة القطر و تقول قطر الغرب شاله وشال قلبي قبال وانتشرت هذه الغنوة في جميع انحاء ربوع السودان كل منا يرددها من غير مايدرك معانيها اوالبلاغية التي تحتويها والآلام التي تشتكي منها الصديقة بسبب غياب عشيقها . من ثم انا استعير تلك الغنوة عنوانا لهذه المقالة ازاء تلك المأساءة التي تجرى في العاصمة بلادنا الجنوبية عقب ان ملكت زمام امرها !! في الفترة المشار اليها عاد التاريخ نفسه وتذكرالجنوبيون المرارات القديمة التي مارسها اهل الشمال قبلهم بعد تصميم اولاد الملكة فكتوريا الرحيل من السودان ومن جملة اقطار القارة السمراء بمقتضي قرار ونتائج مؤتمر فرساى عام 1919م بموجب الاقتراح الذى تقدمت به الويات المتحدة الاميريكية ويقول ان جميع دول العالم كبيرها وصغيرها لها الحق في تقرير مصيرها وادارة شئونها واستغلال موادرها لصالح شعوبها . هذا كلام جيد و منصف ولكن هناك ثغرات خطيرة لم يتطرق لها التقرير ومن ضمنها حالة النضوج والجهوزية وعدم زوال الذهنية البدائية البالية التي تتطلب وقتا وتدريبا وممارسة يتعاقب عليها الاجيال بالاحتكاك مع اهل الخبرة والتوعية وتثقيف كاف قبل تحمل المسئولية في ظل ادارة الدولة الحديثة وبناء مجتمع القانون والنظام في نيل الحقوق واداء الالتزامات. ومثل هذه التفاهمات تقتضي قدرا من الزمان للهضم والاستيعاب حتي نصل الي مرحلة التطبيق العلمي من قبل المعنيين وبالاخص في المناطق المتأخرة مثال افريقيا واميريكة الجنوبية ، اما اسيا هناك استثناءات كبيرة الا ان اوربا كلها تستحق تنفيذ القرار لانها وصلت الي مرحلة الفهم والنضوج. وتعليم جيل واحد او جيلين او حتي ثلاثة اجيال لايفي بالغرض المطلوب لان الثقافة اليومية اقوى مما يؤخذ في فصول الدراسية لان الحلقات الاجتماعية والميول الشخصية وتأثير الرفقاء ولغة الام والسنوات قبل الدخول الي الابتداية تلك فترة التلقين الاساسية لذا هي غير كافية فالشخص مهما لقن من تعليم جهارا يعود لاصله . هل نحن بشر ام انعام انا متحير في امرى من هذه الامة جماعة قلقة لاتعرف صدورهم للصبر سبيلا لايدرسون نتائج اجراء عمل خاطف غير متريس قوم اهل ذهنية فقيرة من الحكمة اوتروى ، قليلة الادراك فجة مدعية فاشلة جل اقدامها لايفوز الا بالخيبة امة تحمل في صدورها بذور الاخفاق طال الزمن او قصر
اليوم عقب احداث جوبا المحزنة التي فقد فيها ضحايا ابرياء انفسهم واكثر من عشرة الف طفل وام ورجل يلجؤون الي مكتب الامم المتحدة في عاصمة بلادهم عار اى عار يكسو محايا القائمين بالامر في الدولة ، من اجل ماذا تطلقون النار علي انفسكم وسط الاطفال والعائلات ؟ الآن عدت الي نفسي وصحيت من النوم العميق ومن الحلم الوردى وتكشف عني المستور وادركت باني واهم وعليه انكرت اسم السودان وتعرفت اني كنت في غيبوبة طويلة لم اعلم وجودى في زريبة واسعة عقب تلك الصحوة المتأخرة ادركت اشياء غائبة عندى تتعلق باهلي الذين يعيشون في عالم الخيال في مرحلة الحباء ومرحلة الطفولة المبكرة جدا ومرحلة الرضاعة والعيون المغمضة بداية الحياة والمعرفة الطبيعية والثقافة البيلوجية . عندها اعترف بالسودان الجغرافي فقط لغيت الاستقلال لغيت الانفصال الاخير لغيت المجالس التشريعية ودساتيرهم الموقتة واوامرهم العسكرية الطائشة انهم شعب واحد من نولي الي حلفا واصحاب ذهنية متخلفة غير قابلة للتطور والرعرعة يتمتعوان بالفقر الفكرى والحماقة المطلقة لديهم خصومة مع المنطق والحوار المتعقل ويكرهون الحقيقة مهما تجلت وسطعت ودندنهم التحول القسرى وهل من حكيم في السودان كل السودان بغير استثناء؟!! فساد وضيق الافق وعدم الاعتراف بالآخر عشق الشرور والانانية روح الفوضي وعدم الشعور بالمسئولية والتركيز في قتل بعضهم والكراهية والبغض غير المبرر ومن الصعوبة ان ينضموا الي ركب المدنية وقيم الانطلاقة والازدهار الحضارى لانهم اصحاب تفكير مدمر وعلي مستوى واحد في التسرع واتخاذ القرارت السالبة غشماء متهورون سطحيون مهما نهلوا من المعرفة ينهارون امام ابسط مشكلة ثم يعرجون الي استعمال القوة الغاشمة مهما لقنوا من دروس وتبؤوا مدرجات الجامعات يستحيل لديهم استيعاب الحكمة. هل تمكنت ثقافة الكذب والتزوير من قلوب هؤلاء خصمان اذا حدثك احدهما يحيرك ضيق النظر حب الذات والدسائس وسرعة الغضب وسوء النية والسعي لالغاء الطرف الاخر باى وسيلة الانانية المفرطة . السودان ارض فقيرة التربة كيف يزدهر فيها النبات ويثمر بلاد تعوزها القيادة مع اضطراب راسخ في التفكيرو انفلات الطيش وبدائية العصر الحجرى . في 16 يناير عام 1857وصل الخديو سعيد باشا الي الخرطوم واذ خطر بباله اخلاء السودان نظرا لكثرة نفقات ومتاعب إدارته وتذمر سكانه من اعباء الضرائب وغيرانهم استقبلوا باشا في حفاوة ضارعين ان الا ينفذ الجلاء قائلين اذا تركتم السودان عادت اليه الفوضي وقتل الناس بعصهم بعضا ، إننا عبيد افندينا!! تلك عبارة يقولها الناس في السودان ومصر للاستجداء لعظمائهم في ذلك الزمان، فنزل سعيد عند رجائهم تلك سجية هؤلاء القوم وجرت العادة لايستجيبون الا لامر الاجنبي وعلي بعضهم اشد عداوة وبغض
في السودان اليوم كل شيئ مزور ومريض ومهدد بالانهيار وكل دعوة تخفي وراءها زيف وغدر ومؤامرة وكذب ونيات شريرة ومرجعيات قذرة وتنشب المعارك لاسباب تافة يدفع ثمنها الايرياء ارواحا وقلق واضطراب وزعزعة استقرار نفسي ومادى والنتيجة صفركبير وتحسرات مؤلمة ومجرد مايحاول الانسان ان ينساها يبدأون مأساءة اخرى ومطاحن جوفاء ثانية وثالثة و الفجور الديني والقبيلة والانانية والذهنية المحشوة بالاباطيل والجهل والعصبية الجامحة والنظرة الذاتية وثقافة الغيرة والحسد والكراهية الدفينة وعدم القدرة علي ضبط النفس في الظروف الحرجة جملة هذه السلبيات مثقلة في صدور ربعي دون استثناء الشمال هو الجنوب والجنوب عين العادات والتقاليد لافارق الا خيط رفيع …. هل تسمعني يا قرنق ما حدث لتراثك الذى قضيت عمرك بشأنه؟
والي اللقاء في طرح اخر ياجنوبنا وشمالنا التعساء
كاتبه كلول : من طورا
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *