الخرطوم – النور أحمد النور
في خطوة لافتة عكست بداية التزام حكومة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بنود اتفاق وقف النار مع المتمردين، أفرجت جوبا أمس، عن سبعة أشخاص من أصل 10 اعتُقلوا بسبب علاقتهم بالزعيم المتمرد رياك مشار واتهِموا بالضلوع في تدبير محاولة الانقلاب ضد الحكومة. ووقف الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إلى جانب المفرج عنهم في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الكينية نيروبي، دعا خلاله طرفي الحرب في جنوب السودان لوقف العنف المستمر منذ أسابيع والذي أودى بحياة آلاف المدنيين.
وقال كينياتا: «فخامة رئيس جنوب السودان سلفاكير سلمني سبعة من 10 موقوفين كانوا مسجونين».
في المقابل، تحدث بلسان المفرَج عنهم، وزير العدل الجنوبي السابق جون لوك جوك.
وقال جوك الذي عُزل مع مشار وكل أفراد الحكومة في تموز (يوليو) الماضي: «ما زلنا نعترف برئيسنا سلفاكير. نريد أن نقول للعالم إننا لا نعتبر الرئيس عدواً لنا».
وأضاف أنه يأمل بأن يتمكن من المساهمة مع زملائه «في إعادة السلام» إلى جنوب السودان.
وقال: «نشعر بالخجل مما حصل، ونأمل بحل الأزمة في أقرب وقت ممكن. لسنا مغتاظين بل نشعر بالحزن فقط بسبب حصول الأزمة في بلادنا في عيد الاستقلال».
وكان وزير العدل في جنوب السودان بولينو اوناغو قال إنه ستتم محاكمة مشار وثلاثة من المعتقلين، هم الأمين العام للحزب الحاكم باقان اموم، ووزيرا شؤون الرئاسة والمالية السابقان دينق الور وكوستا مانيبي بتهمة الخيانة لدورهم في أحداث العنف الدامية التي شهدتها البلاد.
وقال اوناغو أن كل من يخطط لتغيير حكومة دستورية أو تعليق الدستور أو إلغائه بالقوة يرتكب خيانة تصل عقوبتها إلى الإعدام، مشيراً الى أن السلطات تملك ما يكفي من أدلة ومسوغات لمحاكمة هؤلاء.
كما أعلنت مفوضة الشؤون السياسية في الاتحاد الإفريقي عائشة عبد الله من أديس ابابا، أن الوساطة الإفريقية مستمرة في جنوب السودان لإطلاق 11 معتقلاً سياسياً، على رأسهم قادة بارزون في حزب الحركة الشعبية الحاكم.
من جهة أخرى، اختار وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) 24 عنصراً لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف العدائيات في جنوب السودان.
وأعرب عضو فريق الوساطة الأفريقية، السوداني محمد أحمد الدابي عن تفاؤله بتنفيذ وقف إطلاق النار على الأرض. وقال: «إن الخروق التي حدثت أخيراً ستنتهي حال وصول المراقبين إلى الجنوب خلال يومين».
وكان الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير قال أمس، إن اتفاق وقف العدائيات الموقع مع المتمردين هش لافتقاره إلى آلية الرقابة، متهماً قوات موالية لمشار بالهجوم على شمال بور عاصمة ولاية جونقلي ومقاطعة «باليد» في ولاية أعالي النيل.
وأوضح أغوير أن ميليشيا الجيش الأبيض التابعة لمشار انتهكت اتفاق وقف النار. كما اعتدت على مدنيين في مناطق عدة، داعياً «إيغاد» إلى ضمان تنفيذ الاتفاق لتهيئة الأجواء أمام جهود التسوية السياسية.