مسؤول: لم نغير سياسة المقاطعة وحاولنا تبسيط المعلوماتلفت الانتباه في الخرطوم صدور جواز إلكتروني جديد، بدأ العمل به رسميا منذ أشهر لـ«خلوه من عبارة شهيرة كانت موجودة بين صفحات جواز السفر السوداني القديم تقول: مسموح له بزيارة كل الأقطار عدا إسرائيل»، وفيما أحالت وزارة الخارجية السودانية الأسئلة حول الموضوع إلى الداخلية السودانية باعتبارها الجهة التي تصدر الجوازات، وهي التي أصدرت الجواز الجيد، نفى مسؤول كبير في الشرطة السودانية في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يكون لحذف العبارة أي أبعاد سياسية أو صلة بموقف السودان الرافض للتطبيع مع إسرائيل، أو نتيجة لضغوط أميركية، حسبما يردد البعض في الخرطوم، وقال إن الإجراء «فني بالدرجة الأولى»، كما نفى وجود أي صلة للجواز الجديد باتفاق السلام بين الشمال والجنوب المعروف باتفاق نيفاشا، وأكد أن «الأمر كله ضرورة فنية، لإصدار الجواز الإلكتروني».
وترفض الولايات المتحدة التعامل بجواز السفر السوداني الإلكتروني، وتفضل التعامل بجواز السفر القديم، لأسباب تتعلق بكتابة الأسماء في الجواز، ويقول دبلوماسيون غربيون في الخرطوم تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن صعوبات تواجههم في التعامل مع بيانات بعض جوازات السفر السودانية، حيث تُكتب الأسماء باختصارات شديدة، أحيانا اسم كامل يُختصر في حرف واحد، وهناك أسماء تُكتب بأحرف ليست الأحرف المناسبة، كاستبدال الحرف «P» بالحرف «B»، والعكس بالعكس. ويحمل جواز السفر السوداني الجديد 23 خاصية ضد التزوير، حسب المسؤولين في وزارة الداخلية السودانية، وتخطط الوزارة لتعميم الجواز الجديد على كل السودانيين في عام 2013، على أن يُحظر بعد ذلك التعامل بجواز السفر القديم. ويُستخرج جواز السفر الممغنط الجديد من مركز واحد الآن في مدينة أم درمان، وسيتم تشغيل مركزين آخرين في الخرطوم اعتبارا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال اللواء آدم دليل مساعد المدير العام للجوازات والسجل المدني في السودان لـ«الشرق الأوسط» إن السودان سياسته تجاه إسرائيل لم تتغير وما زال السودان يعمل بقانون مقاطعة إسرائيل، وقال إن وزارة الداخلية السودانية لا تقدم أي تأشيرات إلى إسرائيل، وفقا لذلك، وأضاف أن السودانيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل في الفترة المقبلة لم يُمنحوا تأشيرات سودانية، ولكنهم «تسللوا» ودخلوا إسرائيل، وفي نفيه أن تكون للخطوة أي أبعاد سياسية قال إن جواز السفر ليس وثيقة تسمح بالسفر إلى أي جهة، وإنما تأشيرة الخروج هي التي تسمح بالسفر، والسودان لا يقدم أي تأشيرة إلى إسرائيل، وشدد: «يجب أن يعرف الناس أن الجواز في حد ذاته لا يسمح لك بالسفر وإنما تأشيرة الخروج التي توضع عليه، ونحن لا نمنح تأشيرة خروج إلى إسرائيل أصلا، لأننا ملتزمون بقانون مقاطعة إسرائيل الصادر عام 1958».
وذكر دليل أن العبارة التي حُذفت في جواز السفر الجيد لم تكن من صميم الجواز القديم، ولكنها عبارة عن ختم موضوع عليه، والأمر في النهاية إجرائي لا أبعاد سياسية له، وقال: «حاولنا تبسيط المعلومات والإجراءات، وأعدنا تصميم الأختام إلى أختام صغيرة»، ومضى يقول: «قصدنا تبسيط المعلومات، الموضوع كما قلت لك ليس فيه بعد سياسي، وأرجو أن لا يفهم منها الناس أننا نسمح بالسفر إلى إسرائيل».
وكشف دليل عن اعتراض من قِبل نواب البرلمان السوداني في فترة سابقة على عبارة «يُسمح له بزيارة كل الأقطار عدا إسرائيل» في جواز السفر السوداني القديم، وقالوا إن فيها اعترافا ضمنيا بإسرائيل كدولة. وفي تصريحات نفى دليل أن تكون الشرطة ضبطت «حالات معينة لسودانيين سافروا إلى إسرائيل حتى ولو بالجواز القديم»، وقال: «ليس لدينا بيانات لأي شخص سافر بطريقة رسمية، المعروف أن هناك حالات تسلل».
وأشار في تصريحاته إلى وجود مشكلات ليست جوهرية في جواز السفر الإلكتروني السوداني الجديد، «بل بعضها يندرج في إطار التحسين، وبعضها في إطار استكمال متطلبات الجواز»، وحدد ذلك بأن السودان يكتب اسم حامل الجواز باللغة العربية كاملا ومختصرا باللغة الإنجليزية، لكن في الولايات المتحدة يريدون كتابة الاسم كاملا باللغة الإنجليزية، وقال: « طبعا نحن لا بد أن نراعي مصلحة مواطنينا لذلك سنستصحب هذه النقطة ونكتب الاسم كاملا باللغة الإنجليزية». ونفى أن يكون العمل بتلك الملاحظة يعني الخضوع لشروط الأميركيين، وقال: «لا، ليس شروطهم، نحن لم نتصل بهم قط، نحن يهمنا المواطن، وهذا يأتي في إطار عملية التحسين، ولن يؤثر على الاستمرار في إصدار الجواز والتعامل معه»، وقال ردا على سؤال: «لن نعدل جوازنا من أجل أميركا، ولكن من أجل أن لا يواجه المواطن السوداني أي إشكالات في أي سفارة».
وحول ما إذا كان السودان سيسحب الجوازات من الذين استخرجوها باسم مختصر باللغة الإنجليزية قال: «نحن كدولة عربية نكتب الاسم باللغة العربية، أما باللغة الإنجليزية فهناك دول أوروبية تختصر الاسم، وإذا أرادت أميركا التعرف على هوية حامل الجواز فهناك الصورة والبصمة وكثير من التفاصيل. معالجات إضافة الاسم بالإنجليزية كاملا ستكون في إطار فردي لا جماعي».
ويحتوي الجواز على المعلومات الأساسية لحامل الجواز باللغتين العربية والإنجليزية.
ويحتوي جواز السفر السوداني الجديد الممغنط على شريحة مقروءة عن بعد بواسطة الترددات المغنطيسية وتعمل على حسب مواصفات الإيكاو المنصوص عليها في المرجع «29303V». ويحتوي على توقيع حامل الجواز إلكترونيا وبصمته التي تؤخد إلكترونيا أيضا. ومـدة صلاحية الجـواز 5 سنوات للجـواز العـادي، وبه 50 صفحة و7 سنوات للتجاري وبه 64 صفحة وعامان لجواز الأطفال وبه 32 صفحة، وليس به أي إضافات للأطفال أو الزوجات، فلكل مواطن جواز منفصل خاص به، وصفحات التأشيرات به 48، بالإضافة إلى صفحة البيانات الأساسية التي تحوي كل بيانات حامل الجواز وصورته وتوقيعه وبصمته، وتحتوي الشريحة الإلكترونية على معلومات حامل الجواز بالإضافة إلى البيانات الحيوية والشخصية وتطبع بواسطة أشعة الليزر، ويُقرأ الجواز إلكترونيا بواسطة ماكينات للقراءة مصممة بمواصفات عالمية متفق عليها وموجودة بمعظم المطارات الدولية كما أنه مربوط بالسجل المدني والأدلة الجنائية بواسطة الرقم الوطني والبصمة العشرية، سيستمر التعامل بالجواز العادي القديم حتى عام 2010، بينما يستمر التعامل بالجواز التجاري الحالي حتى العام 2013، ولذلك لا ضرورة للازدحام والتدافع.
ويقول المسؤولون في وزارة الداخلية إن الهدف من إجراء التعديل في الجواز السوداني إعادة تكييفه ليكون الجواز عصيا على التزوير والتزييف وشمل ذلك شكل ولون وحجم وعدد صفحات الجواز والبيانات، ولمواكبة لثورة الاتصالات والمعلومات، واستجابة لقرار من هيئة الطيران المدني العالمية «إيكاو» بضرورة العمل بالجوازات بمواصفات فنية محددة في المطارات وهي الجوازات الممغنطة.
الشرق الاوسط