كادوقلى 15 مايو 2011 – اعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية رسمياً فى الخرطوم امس فوز مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم فى شمال السودان أحمد هارون المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب فى اقليم دارفور ، والياً لولاية جنوب كردفان بحصوله علي (201955) الف صوت متقدماً عن مرشح الحركة عبد العزيز الحلو بفارق ست ألآف وخمسمائة صوت .
وحصل المؤتمر الوطني طبقا لنتيجة المفوضية على ثلاثة وثلاثين مقعداً في المجلس التشريعي مقابل الشعبية واحد وعشرون مقعداً للحركة الشعبية ، وحصد الوطني (22) دائرة جغرافية مقابل (10) دوائر للحركة، و تقاسم الاثنان مقاعد الدوائر النسبية (4) لكل منهما ومقاعد المرأة (7) لكل منهما.
وسارعت بعثة الامم المتحدة فى السودان “يونميس” للترحيب بالنتيجة بينما قالت الحركة الشعبية انها لن تعترف بالنتيجة ولن تشارك فى مؤسسات الحكم بالولاية واكدت ان احصائياتها الخاصة اثبتت تقدم مرشحها عبد العزيز الحلو بفارق يفوق الالفى صوت
وفى الاثناء اقام حزب المؤتمر الوطنى احتفالا مصغرا فى كادوقلى ابتهاجا بالنتيجة على ان تجرى مراسم احتفالية رسمية الخميس بمشاركة نائب رئيس الحزب نافع على نافع وقيادات نافذه فى الحزب الحاكم بشمال السودان
واعرب نائب رئيس المفوضية عبد الله أحمد عبد الله في مؤتمر صحفي بالخرطوم عن أمله في دعوة الاحزاب السياسية مناصريها لتقبل النتيجة بهدوء لافتاً الي ان العملية الديمقراطية تقبل الكسب والخسارة ، مشيراً الي ان تقبلها وتكرارها يؤدي الي التحول والبناء الدمقراطي ، مؤكداً نزاهة العملية واردف “لن يقدح في سلامتها اي من المراقبين الدوليين والمحليين والاحزاب المشاركة في جميع المراحل” ونوه لاشارة تقارير المراقبين الي المستوي المتميز من الدقة والبيئة الآمنة التي جرت فيها العملية
وقالت بعثة الامم المتحدة فى السودان ان الاجراء الانتخابى فى جنوب كردفان اكتمل سلميا وراقبه عدد كبير من المراقبين ولفتت البعثة فى بيان صحفى الى انها لم تكن مسؤولة عن المراقبة فى الانتخابات واكدت فى المقابل تقديمها الدعم الفنى واللوجستى .وحثت البعثة جميع الاطراف للحفاظ على السلام بعد اعلان النتائج . وطالبت اى طرف لديه شكوى السعى لمعالجتها من خلال الوسائل القانونية او الحوار .
الى ذلك احتفى المؤتمر الوطني في مقر الحزب بكاوقلي امس بنتيجة الانتخابات فيما عقد الوالى المنتخب احمد هارون مؤتمرا صحفيا عقب اعلان النتيجة مباشرة حيا فيه مواطنى الولاية ومساعدتهم علي حفظ الامن واكد حرصه البالغ على مشاركة كل القوي السياسية في الحكومة التي ينوي الوطني تشكيلها .
وقال هارون “نمد ايادينا بيضاء دون أي سوء للحركة الشعبية لتشارك في الحكومة القادمة” واكد ان الوطنى ملتزم باجراء استحقاق المشورة الشعبية ودعا المنتسبين الى الحركة الشعبية لاعادة تقييم علاقاتهم بقطاع الشمال مجددا اتهام قادته بالسعى لتحقيق طموحات وتطلعات تتقاصر عنها قدراتهم .
وطالب هارون الحركة الشعبية باطلاق سراح اللواء تلفون كوكو المعتقل في الجنوب مشيرا الي ان الجنوب لا يتعامل بالقانون وانتقد مناداة قيادات الجنوب بالحريات وحقوق الانسان دون تطبيقها وشدد الوالى على انه لن يسمح بالعبث بامن واستقرار المواطنين في ولاية جنوب كردفان الى ذلك قالت الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان أنها لن تعترف بالنتائج التي أعلنتها المفوضية وأكدت عدم المشاركة في المؤسسات التنفيذية والتشريعية التي تتمخض عن الانتخابات، وقطعت الطريق أمام أي حوار سياسي في الوقت الراهن .
وقال المستشار الأعلامي لرئيس الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ، قمر دلمان أن الحركة الشعبية مازالت متمسكة بموقفها الرافض بالاعتراف بنتائج الأنتخابات،وأضاف” الحركة الشعبية لن تشارك في المؤسسات التنفيذية والتشريعية التي تتمخض عن هذه الانتخابات .
وأكد أن مواطني جنوب كردفان والشرفاء في القوي الديمقراطية سيقاومون هذه النتيجة عبر الوسائل السلمية ، وطالب أبناء النوبة في المؤسسات المحسوبة علي المؤتمر الوطني مراجعة مواقفهم، بأعتبار أن جزءا من الصراع أخذ الطابع الأثني .
وقال أن المؤتمر الوطني بالخرطوم يستخف بالمجموعات السكانية بالولاية،وأن أعلان هذه النتائج المزورة أساءة موجهة للنوبة والمسيرية وكافة المجموعات التي أنحازت لبرنامج الحركة الشعبية . وحذر دلمان من مغبة تنفيذ مشروع يستهدف أي من أثنيات الولاية،وأكد أن الحركة الشعبية ستدافع عن حقوق كافة المجموعات الأثنية بدون فرز،وقال دلمان أن النتائج التي تحصلت عليها الحركة الشعبية هي أصوات المواطنين ولا مساومة في ذلك ولا يوجد حوار في الوقت الراهن .