جليلة خميس كوكو امراة ترفض الانحناء

جليلة خميس كوكو
امراة ترفض الانحناء
حسن اسحق
جليلة خميس كوكو امرأة ترفض الانحناء الحرية ثمنها غالي،وتحقيقها ليس سهلا،جليلة خميس كوكو كانت تدرك نتيجة عملها الانساني ،في دولة اصلا لا تعترف بحق الانسان ان يعيش كريما ويعتز بكرامته ،وهي علي علم ان الطريق الذي تسير عليه ليس مفروشا بالورد،لكن ملغم بالمتفجرات ،والسير عليه يكلف كثيرا ،وقد كلف جليلة ان تقضي اكثر من عشر شهور في معتقلات النظام مابين بيوت جهاز الامن وسجن النساء في ام درمان ،وهي اعتقلت في مارس 2012 ليلا ،واطلق سراحها في يناير 2013،وكل هذه الفترة كانت منتظرة لكي تحاكم محاكمة عادلة ،تضمن لها حقها الدستوري في تكليف حق الدفاع القانوني،طول هذه المدة ،كان حقها مهضوم من دون اي حق،وتآمرت عليها اجهزة النظام بحجج تعاونها مع الحركة الشعبية شمال.وان اعتقالها بهذا الشكل المهين ،لانها كانت شجاعة ،وادلت بافادات صادقة عن كوارث جبال النوبة،الامهات اللا ئي شردن ،الاطفال التائهين بين معسكرات النزوح،وغرف الجبال الضيقة(الكراكير)،تكلمت عن ضياع جيل باكمله جراء القتل والقصف العشوائي لقري النوبة في جبال النوبة. ان جليلة حفيدة تعانخي،هي رمز المرأة السودانية التي ادركت دورها في صناعة مجتمع لديه الشجاعة والجرأة ،ان يقول،لا ، في وجه المؤتمر الوطني الذي يصر علي التمادي في ارتكان كل ما يهين السودان ،وان جليلة لم تنحني لعاصفة الخوف التي نشرها النظام ،من اعتقال وسجن وقتل ومحاكمات ظالمة ضد اشخاص رفضوا ان يكونوا اذيالا،وقالوها بصوت عال ،وفي العلن ،ان الحكومة قاتلة سفاحة ،وعقليتها تعتمد علي اسلوب الحرب ،دون حوار يقود الي حل يوقف نزيف النساء والاطفال في اماكن الازمات ،وكانت جليلة من هذه القائمة الجريئة ،ولم تدفن رأسها في الرمال ،حتي تمر العاصفة بسلام،وهي وقفت شامخة امام هذا التيار القاتل،ومدركة ان الطريق في وقت كهذا ،عبوره لن يكون سهلا ،شجاعتها في ارسال الكلمة الصادقة ،كانت دافعا في زوال الالغام الموضوعة علي الطرقات ،والعواصف المدمرة امام جليلة ،ما هي الا نسيم الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام الاجتماعي،وان دورها لا يقل شأنا من دور الرجال،والبرهان علي اقوله فترتها الطويلة في المعتقل التي قاربت العام،
ونضال المرأة وكفاحها من اجل الكرامة ،ليس لها وحدها،بل كلنا نستفيد من تثبيت مبا دئ حقوق الا نسان،اذا وجدت البيئة الصالحة والمهيئة لتنفيذها ،وكل هذا دفعت تكاليفه هي،فقدت الاسرة لفترات طوال من ابناء وبنات وزوج ،وهي عانت الكثير من ضعط نفسي،لكنها ربحت في النهاية،انتصرت جليلة وخسر القتلة.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *