جلسة اَلية الحوار” 7+7″ تثير عاصفة نكات وتساؤلات لدي السودانيين..
لم يعلقوا اَمالهم علي الحوار الوطني..
احمد قارديا
سارت الحياة بشكل روتيني في العاصمة, علي وقع أحداث ابادة جماعية في المناطق الساخنة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق في شهر رمضان الفضيل من قبل مليشيات النظام, بينما بدأت أعمال اجتماع اَلية الحوار” 7+7″, برئاسة الرئيس السوداني عمر البشير في بيت الضيافة بالخرطوم. واستنفرت وسائل الإعلام الرسمي كل طاقاتها لنقل وقائع الحوار الوطني في الاجتماع, إلا أن أيا من شاشات التلفزة المنتشرة في المحلات التجارية والمقاهي في أسواق وسط العاصمة لم تنقل شيئا عن الاجتماع, بل إن معظمها كان مركزا علي مسلسلات درامية ورمضانية وأغاني منوعات الشبابية.
وما عدا موكب سيارات فارهة كأنها سيارات سياحية علي محيط بيت الضيافة لمؤيدي النظام, مطلقا أبواقه علي وقع أحاديث تمجد الرئيس السوداني عمر البشير طوال فترة انعقاد الجلسة الاولي من الحوار الوطني, فلا يوجد ما يشير الي أن الشارع السوداني مهتم بما سيتمخض عن الحوار الوطني.
وقالت سيدة في الخمسين من العمر: ” الله يهدي الجميع لما فيه خلاص السودان. بلدنا لا يستحق كل هذا الخراب”. أما أبوفضل, بائع الخضروات, فضحك عندما سئل عن الحوار. وقال: ” هل قلبنا من الحكي كله اجتماعات, حوارات, محادثات, مفاوضات, اتفاقيات كلها صفرا”. أما المهندس مصطفي فكان أكثر ثقة بأن لا حل سيأتي من اَلية الحوار, وقال غاضبا: ” من أين يأتي الحل إذا كان الجميع برؤوس يابسة وهم بلاء الوطن؟”. وفي جلسة بإحدي مقاهي الموردة بامدرمان اتفقت غالبية اَراء مجموعة من المثقفين ورجال الاعمال علي أن” هناك جدية بالحوار ولكن هذا مرتبط بالنيات المؤتمر الوطني والموالين له. فإذا أراد هؤلاء فرض حل لأمكنهم ذلك”. إلا أن محاميا معارضا خالف هذا الرأي بالقول: ” إذا كان الحل يعني إيجاد صيغة تسوية, فهذا يعني أنه لا يوجد حل. الحل هو رحيل النظام كاملا”.
وقالت أستاذة جامعية معارضة إن ” اجتماع الاَلية هو بداية لعملية سياسية طويلة, يمكن أن تكون بداية لتفكيك النظام ولا حل يضمن ترحيل النظام وإنما هي عملية تسوية لتغيير شكل النظام”.
في المقابل بدا مؤيدو النظام أكثر قلقا علي مصيرهم في حال تنحي البشير, رغم أنهم لا يجاهرون بهذا الشعور ويسعون للتأكيد أن البشير باق. وكان لتصريح رئيس برلمان النظام الفاتح عزالدين سابقا عن الحوار بأن الحوار ” لا يعني تفكيك النظام الإنقاذ” أثرا إيجابيا في رفع معنويات مليشيات النظام. واطمئنوا الي أن لا تنازلات في هذا الحوار. وقالت مديحة(40 عاما) معلمة: ” بلا حوار بلا بطيخ السودان لنا وليذهب الخونة الي الجحيم”.
وبث التلفزيون السوداني جزء من وقائع جلسة الاجتماع, بحسب توجيهات وزير الاعلام السوداني الذي قال إن الاعلام السوداني ” سيبث مع باقي القنوات كاملا وليس لدينا ما نخشاه مهما بلغت كلماتهم من شتائم وغيرها”.
ما كا لافتا أن السودانيين الذين تابعوا أخبار جلسة الاَلية توقفهم عند الدكتور التجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة, الذي ظهر من ضمن ممثلين لنظام الحاكم علي طاولة الاجتماع, فهناك من اتهم النظام بأنه يريد من ذلك توجيه رسالة للمعارضة المسلحة بأن جاد في الحوار الوطني. في حين انزعج شاب من الحركات المسلحة الموقعة علي اتفاقية السلام مع النظام, وقال” حركة التحريروالعدالة ليست هي الوحيدة مع النظام, كان يجب أن يأخذوا ممثلين من باقي الحركات المسلحة”, فيما سخر الشاب عبد الرحمن من ” النظام الاخواني ترك أصحاب الحوار الرئيس واجتمع مع أحزاب الفكة”.
وأثارت وقائع الجلسة, كما نقلتها شاشات الإعلام, عاصفة من السخرية في أواسط السودانيين. وأغلب التعليقات توقفت عن الملاسنة بين الترابي والبشير لتجاوز الأول الوقت المحدد وعند الاكتراث بالهمس أكثر من خمس مرات. كما توقفوا عند ضحكات الإعلامية في بيت الضيافة م . ج, ونظراتها القلقة وكأنها ” مخبر مكلف بمراقبة الجميع ونقل كل شئ لمديرها”, بحسب تعبير أحد الناشطين علي ال” فيس بوك”. كما تبادل السودانيون صورة لمساعد الرئيس الجمهورية ابراهيم غندور وقد بدا نائم خلال كلمة الرئيس السوداني عمر البشير. بالإضافة الي صورة لشاشة تلفزيون( الجزيرة) تظهر فيها صورة أمير قطر الشيخ تميم وقد عرفته القناة علي أنه” رئيس السودان”.
وعن أحزاب المعارضة المشاركة في الجلسة كان الدكتور حسن عبدالله الترابي أبرز الذين دارت حولهم التعليقات بعد صمته دام أكثر من شهرين برغم أحداث مؤلمة حصلت في هذه الفترة. وظهر أمس جانب قائده العسكري في تنظيم الإخواني بالسودان مبتسما ومعصوب الرأس, وقال ناشطون إن ” عينا حسودة” أصابته..
[email protected]