جبهة الشراكة الإنقاذية العريضة …إعادة إنتاج الأزمات
إن إفشال الهوية والمواطنة للدولة السودانية بممارسة الإستهبال الديني للمجموعة المتغطرسة من غزاة المستعربة والأقباط والترك بمشروعها الحضاري لزعزعة أمن الشعوب الأفريقية الأصيلة وإشعالها بإسم الدين الحروب الجهادية والتطهيرية الأشد ضراوة من حروبات الفتح الإسلامي. وبإستخفاف وصفت مجاهدات الثوار التحررية بالإرهاب والحروب الإثنية لعصابات الجنقو المتفلتة رغم علمها بتصّوفها الديني وخلقها القويم وحفظها القرآن المجيد وعهدها بالكعبة الحرام كسوة بقدم الأزمان دون “زوغان”. ولأننا نريد أن نبقى وأن نكون وأن يكون إنتماؤنا للسودان حاضراً ومستقبلاً بوتقةً للتعايش الإجتماعي السلمي والإنصهار التزاوجي والتداخل الإثني والتلاقح الثقافي والحضاري *قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ*.
قضية إصرار مؤتمر الجبهجية المتآمر على التفاوض مع الحركة الشعبية لوحدها دون خليط التجمع الديمقراطي من القوى السياسية المعارضة الناعمة من أجل وضع حدٍّ لكافة مشكلات السودان وضع الأحزاب في خانة التهمة التآمرية على قضايا المساواة على أساس المواطنة في الحقوق والواجبات ومناهضة التمييز العرقي لأهل الهامش. مما جعلنا نجزم بأن الدعوة لجبهة الشراكة الإنقاذية العريضة تكريساً على إمتلاك القرار السياسي للنخبة النيلية حصرياً حتى أخوتنا في جنوب الوادي غير مستثنين من ذلك لما يتمتعون به من إستقلال القرار والبلاد، والمحصلة إعادة إنتاج الأزمات السياسية والإجتماعية والإقتصادية لباقي أقاليم السودان الشمالية الغير بعيدة عن التجانس والإندماج العرقي فضلاً عن التوافق العقائدي والثقافي. ولتدرك هذه الجماعات المهرجة بأنها ليست حريصة على عقيدة الإسلام والشريعة بقدرما هي حريصة على قفل المشاركة الفعلية لمصالحها الحزبية والقبلية والشخصية الضيقة بعيداً عن شتات الهامش. فحكومة الإنقاذ من أثارت القبلية والعصبية، وشرعنت السرقة المعلنة للمال العام والفساد السياسي والاجتماعي والإقتصادي والأخلاقي، وتسببت في الإبادة الجماعية والإغتصاب وإنهيار المشاريع الإستراتيجية من الزراعة والصناعة التعليم والصحة والخدمة المدنية والقضاء العادل النزيه. وفي العرف السياسي والثوري التصحيحي وضع الأكف البيضاء مع الملطخة بالدماء تأكيداً للإنكسار “كأنك يا أبو زيد لا مشيت لا غزيت”.
إن صدور قرارات بإغلاق مكاتب الحركة الشعبية في الشمال وطرد الثوار الدارفوريين من جوبا “شروط الإستقلال المبارك” وتقييد حرية الحركة الشعبية في الشمال والتعبير وقفل المنابر التفاوضية مع الثوار بما يتناقض مع الدستور ومع الأعراف والقيم يؤكد ديمومة الشمولية العنصرية ونكوصاً عن مكاسب إتفاقية السلام الشامل لمشروع السودان الجديد المنتهية ولايته لمشروعه الذي يساوي المهمشين بالغاصبين. فمنذ مؤتمر المائدة المستديرة في الخرطوم 1965م رغبةً لأهل السودان في الوفاق والوحدة الوطنية وتوحيد الكلمة مع إستبعاد فكرة إنفصال الجنوب وإستحضاراً للوطنية التي لم تغيب برهة تم إدراج النظر في إمكانية تطبيق الحكم الفدرالي بإستحياء، ألا رحم الله ووفاهم الجنة بقدر عطائهم وإخلاصهم وتفانيهم خدمة للعباد والبلاد. كان ينبغي علينا معشر المهمشين وعي الدرس وترك الإيمان بالكلام الإستهلاكي “ساكت” ودغدغة المشاعر بمسائل القناعات الراسخة والعلاقات الأزلية الموثقة بوشائج المصاهرة وحسن الجوار وثقافة التعايش السلمي! هه كم هي “شامة” سوداء حقبة الخليفة التعايشي لإدارة شؤون الدولة وكوش وسوبا والفونج والفرتيت والتنجر والداجو والسلطنات؟ ما وجه الشبه وفرضية أحادية المعرفة بين راديو دبنقا ومنبر السلام العادل وصحيفة الإنتباهة؟ أم هي كسر الهمم والخضوع للدونية عندما يقهر الجعلي الدارفورية “إغتصاب تشريفي” تندراً في المجالس، بينما يظل خنجراً في فؤاد الأحرار والحرائر! نعم ليس أدنى من ذهاب الطغاة وتسليمهم للعدالة ومن ثم إعادة هيكلة الدولة وإقرار هويتها بمشروع توافقي يراعي خصوصية وحقوق شعوب الهامش والإتجاه بجدية لتحقيق مصلحة المصير المشترك بين أبناء منطقة جبال النوبة وأبناء منطقة دار المسيرية والغرابة بالمستعربة البقارة والأبالة والتنجر والداجو والفور و….التي على أتم الإستعداد لبذل الغالي النفيس تحسباً لتداعيات الوضع السياسي الراهن المتقلب فى سودان المحور الإسلاموعروبي وتاثيرات ذلك علي مناطق الأشباح والموت “الهامش”. علينا أن نحرص بحكمة دعم مقررات الجبهة الوطنية العريضة بكامل المكون القومي لقوات الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة، والنيل الأزرق، وأبيي والحركات الدارفورية والشرق ومناطق السودان الأخرى، خاصة التابعة منها لحكومة دولة جنوب السودان المنتظرة لإيجاد الحل العادل والمستدام وعلى وجه السرعة لمشكلة دارفور ومناطق التماس للظفور بالسلام الإجتماعي ونشر ثقافة التعايش السلمي والحلم بنهضة تنموية في ظل حكم مدني ديمقراطي فيدرالي *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا*.
ندرك يقيناً أن وحدة الأمّة قمة قيم المسلم بحسبان حماية ورعاية الأقليات من أهل الذمة والديرة والمصلحة المشتركة من غير المسلمين عربيًا كان أو أعجمياً أمر له قدسيته في قلب أي مؤمن وضمير أي موحد مجافياً وضاحداً فرضية الإسلاموي عروبي. وهكذا الإسلام على طلاقته يثبت القيمة الإنسانية الوجدانية في العيش الكريم وليست سياسيةً فوقية أو بمعزل عن واقع الإقتصاد المعاش الذي يؤثر إيجاباً أو سلباً على التعايش السلمي القبلي والسلم والأمن الإجتماعي ويجعلها أقدر على إحكام سيطرتها على رباعية الفقر والعوز والجهل والسقم أم المصائب.
الجنوبيون وجميع الشعوب الشمالية يحلمون ببلد يعيش وينعم بسلام على أهله وجيرانه، ويهنأ شعبه بالأمن والأمان وكرامة شراكة حياة العيش الإجتماعي والإندماج العرقي والثقافي.
المهندس/ علي سليمان البرجو
عد الفرسان/ نيالا
971506521662+
[email protected]