البشير: اتفاق نهائي مع العدل والمساواة غداً في الدوحة
حققت الحكومة وحركة العدل والمساواة اختراقاً مهماً في ملف سلام دارفور بتوقيعهما في انجمينا أمس على اتفاق بالاحرف الأولي لتحقيق التسوية السلمية، واعلن الرئيس عمر البشير ان غداً الاثنين سيشهد مراسم توقيع الاتفاق النهائي مع الحركة بالعاصمة القطرية الدوحة بحضور الرئيس التشادي ادريس ديبي والشيخ حمد بن خليفة أمير قطر ، وكشف عن إلغاء أحكام الإعدام كافّة التي صدرت ضد الذين شاركوا في هجوم أم درمان، وإطلاق سراح (30%) منهم كدفعة أولى في بادرة لحُسن النوايا من الحكومة وتقوية للاتفاق الذي تمّ بين الطرفين.ووقع على الاتفاق بالاحرف الأولي من جانب الحكومة د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور، وعن حركة العدل والمساواة د. خليل ابراهيم رئيس الحركة.
واشتمل الاتفاق على ثلاثة بنود أهمها وقف إطلاق النار، ونص على الشروع في التفاوض حوله فوراً، إضافةً لإشارات إطارية حول قسمة الثروة وضرورة ان يتوافق عليه الطرفان لإضافة أو تعديل أية نقاط اخرى يمكن ان تعين على معالجة القضية، بجانب إشارات حول قسمة السلطة، وتحديد مجال النظر بصورة أدق.
وقال البشير لدى مُخاطبته عصر أمس بمعرض الخرطوم الدولي حشداً نسائياً نَظّمته الهيئة القومية لدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية: (هناك في انجمينا، انجمينا من حرب دارفور)، وأكد أنه لن يكون هنالك بعد اليوم إصدار أحكام بالإعدام للمعتقلين السياسيين، وقال إنّ هذا العفو يأتي إكراماً للأمهات والأخوات والبنات. وحَيّا البشير مجهودات رؤساء الدول التي اسْهمت في سلام دارفور، وأشاد بدور الرئيس التشادي وامير قطر، والعاهل السعودي، والزعيم الليبي والرئيسين المصري والايراني، وكل الذين ساندوا مسيرة سلام دارفور. وقال د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الوفد الحكومي المفاوض في تصريح مساء أمس بمطار الخرطوم عقب وصوله من انجمينا، إن الاتفاق تاريخي بمعنى الكلمة وجديرٌ بالتوثيق، وتحديد مضامينه ودلالاته، وأضاف: سنعمل لإنهاء الأزمة من جانبها العسكري ونترك وراء ظهورنا الحقبة العسكرية والمواجهات المسلّحة بدارفور. وأكّد د. غازي أنّ الرئيسين البشير وديبي سيشاركان في تدشين وإطلاق عملية التفاوض المقرر لها منتصف هذا الأسبوع بالدوحة، وأشار إلى أنَّ هذا الانجاز تم في ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس ديبي وإشرافه بنفسه وكبار المسؤولين في تشاد، وقال: نُحيِّي مجهودات الرئيس ديبي وأعوانه لما بذلوه في المباحثات من مقترحات استطاعت أن تعبر بنا الى بر الأمان، وزاد: نفتخر انه إنجاز أفريقي، ونفى د. غازي ان يكون الاتفاق بإرادات خارجية، وان الاستنتاجات بأن اللقاء خارج المبادرة القطرية غير صحيح، وتم بمعرفة الوسيط المشترك، وزاد: لا يعني الاتفاق التخلي عن اية مجموعة موجودة في المفاوضات، وأضاف: نأمل أن نتوصل لعلاج نهائي للمشكلة القائمة قبل أو في الخامس عشر من مارس المقبل، أو قبل الانتخابات. وفي السياق وصف السفير عبد اللّه الشيخ سفير السودان لدى تشاد، الاتفاق بالكبير، وقال إنّه تحقّقت فيه نتائج مهمة أبرزها وقف إطلاق النار والشروع في التفاوض مُباشرةً من أجل التطبيق الكامل للاتفاق، وأضاف انّ ما سيتم في الدوحة ما هو إلاّ إكمال للمراسم وإعلان الاتفاق بشكل رسمي، وأكّد أنّه تم التفاوض بالتفصيل، وأشار إلى أنّ الاتفاق دعا للانخراط في المفاوضات والانتهاء منها قبل الخامس عشر من مارس المقبل، لأنّ البلاد مقبلة على الانتخابات، وان الطرفين تَعَهّدا بمواصلة الجهود للتوصل إلى تسوية نهائية، وأكد الشيخ ان الاتفاق استوعب فعاليات دارفور كافَّة وكل مطالبها. واعتبره خطوة كبيرة حلت (90%) من قضية دارفور. ونَوّه إلى أنّ الرئيس البشير سيصل الدوحة غداً الاثنين للتوقيع النهائي. وقال السفير عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة لـ «الرأي العام» أمس، إنّه اطلع المجتمع الدولي بالتطورات التي حدثت، وأضاف انّه تلقى الكثير من الإتصالات التي تهنئ وتشيد بالاتفاق.
من جانبه أكد أحمد حسين الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة لـ «الرأي العام»، أنّ التوقيع سيكون بالدوحة غداً الاثنين بحضور البشير وديبي وأمير قطر ود. خليل إبراهيم رئيس الحركة، وأوضح أن الذي تمّ كان مفاوضات غير مباشرة بين د. غازي وخليل، تمخضت عن اتفاق إطاري، وستبدأ المفاوضات المباشرة في الدوحة غداً. وأوضح حسين أنَّ أبرز ملامح الاتفاق الإطاري هي أنه خلص لفهم عام لجذور المشكلة، بجانب المشاركة في السلطة والثروة على المستويات كافَّة، وقضية التعويضات، إضافةً إلى القضايا الخاصة بالترتيبات الأمنية وإطلاق سراح كل الأسْرَى بدارفور. ونفى حسين وجود تجاوز لقطر، وقال إنّ الاتفاق وقّع بانجمينا بعلم دولة قطر، وانّ المفاوضات المباشرة ستبدأ بالدوحة، وأكّد أنّ أمير قطر سيحضر التوقيع النهائي.
وفي السياق وصف محمد إبراهيم الطاهر القدال عضو هيئة القيادة بحركة تحرير السودان، الوحدة، الناطق الرسمي باسمها، الاتفاق بأنه خدعة، واعتبر أن ما تم يمثل عودة الطرفين إلى وضعهما الطبيعي، وقال إن ذلك لا يمثل سلاماً حقيقياً. واتهم القدال، الوساطة مُمثلةً في جبريل باسولي، بعدم الحياد.ومن جهتها قالت مجموعة أديس أبابا، إنّ الاتفاق لن يأتي بحل لدارفور، ووصفته بأنه جزئي، وانخرطت المجموعة في اجتماعات مُكثّفة بالدوحة للخروج برؤية موحدة حول مَا تَمّ من اتفاق بين الطرفين، وعلمت «الرأي العام» أنّ المجموعة ستعلن أمر وحدتها اليوم.
الرأي العام
الخرطوم:الدوحة: انجمينا: مريم أبشر – هنادي عثمان-الخرطوم: عبد الرؤوف عوض – صلاح محيى الدين