بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي الكرام.. الشعب السوداني الثائر البطل علي أرض سودانية.. معاشر السودانيين الذين هجَرهم الظلم في أصقاع الأرض.. من ريف دارفور وكردفان والنيل الازرق, من أرض سودانية الغالية..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
من تحت القذائف اليومية التي تشرفت بها هنا, مشاركة لأهلي المنكوبين في أنحاء أرض بلدي الحبيب.. رغم الحصار والنار والدماء والأشلاء.. أقول: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات, وجعل جزاءه الفردوس الأعلي..
وكل عام وأنتم بخير ونصر وعز ورفعة وسؤدد..
تهنئة بالعيد.. أضمَها الي اَلاف التهاني التي تبادلناها بشهدائنا علي ثري الوطن الحبيب, اللهم ارحمهم وتقبلهم في فردوسك الأعلي اَمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
تهنئة بالعيد.. أرفقها بباقات الدعاء لعشرات الاَلاف من جرحانا الأبطال, الذين صنعوا للسودان عيده الحقيقي.
تهنئة لكل السودانيات اللاتي نفخر بصمودهن وثباتهن وشرفهن علي مر التاريخ, شرف لا يلوثه وغد, ولا يزيله عربيد.
سنفرح بالعيد, بما فتح لنا مولانا من الطاعات في رمضان, أسوة بحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم الذي ما ترك الفرح بالعيد رغم جراحات المسلمين.
سنفرح بالعيد تفاؤلاً بالنصر المبين علي الطاغية عمر البشير وأعوانه الظالمين أينما كانوا, وتعالياً علي النكبات والكوارث, وتسلمياً من الأرض, وتطلعاً للسماء والعلياء.
إخوتي وأخواتي..
أفراحنا وأحزاننا مشتركة.. عيدنا للتواصل يذكرنا بصلة من تقطعت بهم السبل, وتفرق منهم الشمل..
وعيدنا يوم أكل وشرب ينبهنا لمن جاعوا من أهلنا والناس أجمعين. ما أجمل الطفل يقاسم حلواه كل الأطفال, فتمتلئ نفسه بها في الكرم والمواساة والأخوة والمحبة.
ما أبهي السودانية وهي تكتفي بقطعة حلوي واحدة تتناولها بمشاركة كل المنكوبات حولها.. ما أعظم الرجولة حيث يوزع الرجل اهتمامه ووقت عيده علي أهله من جميع السودانيين, من ضيوف لاجئين ونازحين ومشردين.. ما أجمل الحياة حين نتأكد أن ما قدمناه لغيرنا هو الباقي لنا. وأما ما أكلنا واستهكناه فقد فني وانتهي.
ما أجمل العيد حيث نتحلي بالتفاؤل بأن يكون عيدنا عيدين, عيد شكر وعيد نصر, مع التهيؤ للرضا بقدر الله مهما كان, قائلين: مرحباً بالنصر متي جاء, رضينا بما اختاره لنا ربنا الكريم, مولانا الجليل.
ربنا نسألك أن تسرَنا فيما ساءنا من مصائبنا, وان لا تسوءنا فيما سرَنا من عيدنا, وان تجمع لنا بين الأجرين, أجر الصبر وأجر الشكر.. إن ربي لطيف لما يشاء, والله غالب علي أمره, ولكل أجل كتاب.
والكفاح الثوري مستمر حتي النصر
أخوكم: احمد قارديا خميس
[email protected]