تلقاها عند الغافل يابوش
انها الدراما السياسيه السودانيه مليئه بالاحداث والمفاجئات, خاصه ونحن مقبلون علي شهر يعج بالتسابق الدرامي, فرمضان وشعبان اهما وقع خاص في المشهد السياسي السوداني,ففي شعبان دب الخلاف الشهير بين الترابي والبشير والذي كان القشه التي قسمت ظهر البعير,الخلاف الذي احتدم بينهم في رمضان وافضي الي فك الارتباط بين الشركاء, وانقسم علي ضوء ذلك حزبين سياسيين المؤتمر الوطني بزعامه عمر البشير والمؤتمر الشعبي بزعامه الترابي, وقد تبرء بذلك البشير من معلمه وشيخه بعد ان ظن خطئا انه تعلم وقويه شوكته ويمكنه الابحار بالمركب,وقد برر البشير مااقدم عليه بمقولته الشهيره التي قالها علي شاشه التلفاز وقتها :(ياجماعه ريسين غرقو مركب), فخرج منها الترابي وهو خائف ليس منهم بل كان خائفا عليهم من الضياع والتوهان, كان يخشي ان يضلوا الطريق,خرج منها الترابي وهو يردد( اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني علمته نظم القوافي فلما قال قافيه هجاني), خرج منها الترابي ولسان حاله يقول (خيرا تفعل شرا تلقي),وكان البشير فرحا بنصره المؤزر بعد ان تنفس الصعداء ولسانه يردد (غنو معانا غنوه العيد والفرح الليله يوم ميلاد فرحنا) وركب البشير مركبه مسرعا ومعه اعوانه اللذين اضلوه السبيلا, وكا نو يزيدون من حماسته, ويهتفون له سير سير يا بشير وكلما قالوا له ذلك انهلك هو في السرعه,ولكنها كانت رحله طويله شاقه فيها تغيرت ملامح ركاب السفينه من القوميه المتعدده الي العنصريه الضيقه, وبالرغم من ان المشكله كان ممكن حلها عن طريق الغاء الرحله البحريه الي الرحله الجويه ويستبحدلو المركب بالطايره التي تسع قمرتها لشخصين ولك للساسه السودانيين قدر غريب مع الطائره, فالطائره لهم مصدر خوف وهلع وموت كما هو الحال لاطفال دارفور.
فانطلق الرئيس بالمركب, ومعه اعوانه,في عرض البحر بعد ان تخلص من معلمه وكانت رحله طويله وشاقه, واصبح المركب الذي خشي عليه الرئيس من الغرق, اصبح له عده سائقين ليس ذلك فحسب بل اصبح لكل منهم مركبه الخاص وغواصته, فتداخلت المصالح واصبحت الساحه بلا انضباط, بلغت هذه الفوضي زروتها عندما صرح مستشار قائد المركب للصحف بالانابه عنه لانه يعلم جيدا انه سيقول الكلام نفسه للاعلام,وكان ذلك قليل من كثير من التجاوز والاخفاق,وبالرغم من كل التخبط في الساحه الا ان القائد كان حزرا من السفن الاخري وخاصه الغواصه (الحوش) وقائدها فشوش التي كانت تاتيه اخبارها من بعض العيون داخلها, وكان يرصد كل تحركاتها خصوصا انه نما الي علمه ان مدير الغواصه علي اتصال بالاسطول الاكبر الذي يتربص بقائد المركب ويسعي جاهد بالقاء القبض عليه.
وذات يوم دخل علي القائد احد هذه العيون قائلا له ايها القائد
وقال له القائد ماذا دهاك يابني؟
فقال له المخبر لقد سمعت قائد الغواصه الحوش وهو يتحدث مع قائد الاسطول الاكبر
وقال له القائد بلهفه وماذا كان يقول لهم؟
والله ياريس كان يتقول لهم I will catch him soon
سوف اقبض عليه قريبا
واحسبه يكيد لك كيدا فماذا انت فاعل يا ريس؟
فقال له اذهب انت الان ساتدبر امره
فقرر عندها اعفاء قائد الغواصه الحوش واستبداله بعد ان استيقنه انه يطائبط به شرا
وفي داخله يردد حتي انت ياقوش والله طلعت فشوش
وكان يردد طول الليل يجب ان اتغدي به قبل ان يتعشي بي يجب عزله من هذه الغواصه,واسترجع القائد كل المواقف التي كانت تثير شكوكه تجاه الرجل.
وفي الصباح قرر الرئيس اعفاء قائد الغواصه الحوش بعد ان نصحه حلفائه بذلك وقد فعل الريس ذلك بعد ان قرر ان يسند له مهمه جديده في مركبه تبعده عن العمل داخل الغواصه وكل ما يدور فيها وتبقيه امام عينه حتي يستطيع ان يرصد كل تحركاته ومكالماته المريبه, وبذلك يكون قد احبط مخطط شعبان الذي كاد ان ينجح فيه قائد الغواصه الحوش,فعذله الرئيس وفي داخله يقول تلقاها عند الغافل يابوش, ولكن يبقي السؤال قائما عن الخطط البديله التي تحيكها التيارات المتصارحه داخل المؤتمر الوطني والتنافس الحاد بين هذه التيارات في من سيلقي القبض عليه اولا وما اذا كان قائد المركب بعد ان احبط مخطط شعبان سيكون قادرا علي الامساك بخيوط مؤامره رمضان البديله ,هذا ما ستكشفه الايام القادمه
ابا عباده