في قاعة كبيرة بمنطقة بروكلين بمدينة نيويورك عقدت حركة العدل والمساواة السودانية بامريكا في يوم 1\1 2014 ندوة سياسية تحت عنوان “يوم الشهيد يوم للوطن”. وافتتحت الندوة بترحيب من مقرر الحركة الاستاذ\ معتصم صالح بالحضور , وبعدها قام بتقديم الاستاذ شاكر عبدالرسول ليلقي كلمة الحركة قائلا: عنوان هذه الندوة هو” يوم الشهيد يوم للوطن” والهدف منها هو الاحتفاء بذكرى شهداء الحركة على راسهم الدكتور خليل ابراهيم ,وجاء متزامنا مع اعياد الاستقلال المجيدة ’ اى نحن في هذه القاعة نجمع بين حدثين متناقضين هما : يوم الشهيد واعياد الاستقلال وهذا يقودنا مباشرة الى سؤال مهم هو لماذا نحن في هذا التناقض ؟الاجابة باختصار بان الاباء الاوائل الذين رفعوا علم الاستقلال غاب عنهم بقصد او دون قصد ثمة سؤال مهم هو كيف يحكم السودان بعد الاستقلال؟ لقد اهتموا بالموارد الطبيعية والبشرية مثل الصمغ العربي في كردفان, والثروة الحيوانية بدارفور, والغابات في الجنوب ,والبلح في الشمالية ,والقطن في الجزيرة وغيرها لكنهم تناسوا عن الشعوب التي تقطن هذهالمناطق .
فلذلك نحن لا نعرف كثيرا عن البجا وقبائل انقسنا والفور والنوبيين وهذا قادنا الى الفشل في ادارة التنوع في بلدنا. واختتم حديثه قائلا: انتم في هذه القاعة اليوم تشاركوننا بمختلف احزابكم السياسية ومنظمات المجتمع المدني وهذا المشهد نحن نسميه بوحدة العمل المعارض وغدا ان شاءالله عندما تنتقلون الى الوطن وتعملون مع الشرائح الاخرى نسميه بالوحدة الوطنية نحن في مكتب امريكا حريصون جدا لنحافظ على هذه الوحدة بكل اشكالها ونعمل على تطويرها”
وتخلل من بعده فاصل للاغاني الوطنية انشده الفنان المبدع صلاح فالولا. ثم انتقل الحديث من بعده الى ممثلي التنظيمات السياسية والمجتمع المدني , فتحدث عن حزب الاتحادي الديمقراطي ,الاستاذ اسامة خلف الله وعن حزب الامة القومي, فارس الجاك وعن حركة وجيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور الاستاذ عبدالحليم عثمان كما تحدث المهندس جمعة هري بوش ,ممثلا عن حركة تحرير السودان قيادة اركو مناوي والاستاذ عبدالعزيز محمد ممثلا عن الحركة الشعبية شمال. وعن منظمات المجتمع المدني تحدث الاستاذ ماجد الكباشي ,ممثلا عن منبر الهامش السوداني بامريكا , والاستاذ محمد هارون عبيد عن رابطة ابناء دارفور بنيويورك وتحدث ايضا الناشط جارالنبي ابوسكين عن منظمة دارفور لحقوق الانسان,وعن تحالف المعارضة السودانية تحدث الاستاذ صبري شريف.
ثم انتقلت الندوة الى المتحدثين وهم الاستاذ التوم هجو ,نائب رئيس الجبهة الثورية والاستاذ احمد حسين ادم ,امين امانة العلاقات الخارجية في حركة العدل والمساواة السودانية والاستاذ مهدى داؤد الخليفة ,القيادي في حزب الامة القومي والدكتور احمد طراوة ممثل التحالف الديمقراطي بامريكا.
في البداية قدم الدكتور احمد طراوة ورقة مهمة جدا تناول فيه موضوع جدلية العمل السلمي بواسطة العمل المسلح من خلال ما سماه بظاهرة الدكتور خليل ابرهيم وقال فيه ” بان الدكتور خليل يمثل ظاهرة الاستقطاب الايجابي في الساحة السياسية ، بينما هنالك بالمقابل اخرون يمثلون ظاهرة الاستقطاب السلبي التي تعتمد علي اعادة الازمة واطالة امد النظام .( خليل مثًّل حالة تسمي جدلية العمل السلمي بواسطة العمل المسلح ، طريقة اغتياله لم تختلف كثيرا عن طريقة اغتيال الاستاذ محمود محمد طه وهذا يبرهن لنا بأن العنف اصبح عملا اساسيا في العمل السياسي السوداني منذ زمن بعيد ).
واضاف قائلا : ( جاءت فكرة خليل في غزوة المركز او ماعرف بعملية الذراع الطويل وهي فكرة مشروعة لانه يبحث عن اعادة التفاوض من خلال التوازن ، وبرهن لنا بأن العمل السياسي لم يبق في مثلث الاحزاب والجيش والنقابات فقط ’هذه المعادلة انكسرت الي الابد لان هنالك قوة تاريخية خفية بدأت تظهر’ واختتم قائلا “خليل مثل فكرة التحول والانتقال والتطور بأمتياز لانه جاء بفكرة الترابي وتجاوزه لدرجة ان الترابي نفسه لا يستطيع ان يقول ان خليل معه في خندق واحد ،ان مقدرة خليل علي الانتقال بالفكرة الي رحابه الاوسع بهذه السرعة يفتح لنا الباب علي كمية من الاسئلة مثل فكرة التأسيس ، العمل المسلح ، التفاوض ، الصمود ، بقاء المنظمة بعد غياب القائد هذه الاسئلة تؤكد لنا ان هذه الفكرة ضاربة الجذور في الممالك الدارفورية القديمة . وهي ظاهرة تحتاج الي الدراسة بالتأني لفتح المسارات .
وتحدث من بعده مهدي داؤد الخليفة قائلا : ( اشكر الاخوة في حركة العدل والمساواة السودانية لدعوتهم لنا ’ وانا في الحقيقة لدي تقدير كبير جدا لدكتور خليل ,علي الرغم من انني لم التق به لكن في المرات القليلة التي تحدثت معه بالهاتف خرجت منه بأنطباع بأنني امام شخص صادق وصاحب قضية انا اتذكر كل كلمة قالها لي الدكتور خليل اثناء حديثنا وهذا الانطباع سيستمر معي ما بقي من عمري ) ثم قال : في حياته القصيره كثير من العظة والعبٌر ، بدأه كأسلامي نشط وعمل بكل همة في دولة الانقاذ الوطني ولكن عندما اكتشف زيف ذلك المشروع سرعان ما انقلب عليه وهذه المرحلة تعتبر اصعب مرحلة للثائر ’ مرحلة مراجعة الافكار والتحول لان الشخص يدخل في حوار ذاتي مع نفسه’ ويكتشف من خلال الحوار بأنه ذاهب في الطريق الخطأ ويختار الطريق الاخر وهي الحقيقة مرحلة صعبة جدا واختتم قائلا: ( كان يمكنه ان يوقع علي وثيقة الدوحة لكنه رفض بكل شموخ , واستشهد وفي قلبه حلم السودان الكبير’ لكنه ترك وراءه رجالا هم الان نراهم ذاهبين علي دربه ).
وبعده تحدث القيادي التوم هجو قائلا : “علي الرغم من انني لم التق به لكن معروف بأنه كان طبيبا ’ وللحقيقة ايضا عندما ذهب الي الميدان ذهب من هولندة وكان بامكانه ان يقدم اللجوء ويناضل مثل الاخرين بالقلم او الشعارات, وهو يمثل مدرسة حقيقة في العمل السياسي السوداني .سمعت من زملائه الذين رافقوه كثير من القصص , اذكر منها بأنه ذرف دموعا غزيرة يوم سمع بخبر انفصال جنوب السودان ’وسمعت بأن مسؤول الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي اتصل به وعرض عليه مبلغ خمسون مليون دولار ليقاتل معه لكنه رفض لو كان يسعي للسلطة والجاه لاخذ تلك الاموال ) واضاف قائلا :‘‘ ترك امامنا تحدي كبير ، وانا بالذات هذه المعارضة تعتبر الثالثة بالنسبة لي في حياتي ’ الاولي :مع الجبهة الوطنية في السبعينيات و الثانية : مع التجمع الوطني في التسعينيات والان مع الجبهة الثورية . وقال في الاولي والثانية كنا نقاتل من اجل الحرية اما الان من اجل الوطن ككل ليس من اجل حزب ولا شخص ‘‘ واختتم قائلا ( الجبهة الثورية الان تمثل الصمام الوحيد لامان السودان كبلد متحد, لو انهارت هذه الجبهة لاي سبب من الاسباب واتمني الا يحدث ذلك ,اعلموا ان السودان بعدها لن يبقي موحدا وهذا شي مهم جدا .وقال اقول للذين يتحدثون حتي هذه اللحظة عن جدوي العمل المسلح عليهم ان يراجعوا انفسهم ,لان هذا النظام لن يسقط الا بالبندقية , ونحن نعلم بان البندقية وحدها لا تبني البلد ولن توصل الناس الي الوفاق لذلك فتحنا باب الحوار مع القوي السياسية الاخري من اجل تدارك الاوضاع بعد سقوط النظام ) .
وتحدث الاستاذ احمد حسين ادم حيث قال: ( الرمزية بين الاستشهاد والاستقلال في هذه المناسبة جاءت من حاجة اساسية وهي ان مشروع الاستقلال الحقيقي في السودان لم يتم منذ ثمانية وخمسون عاما، المشكلة تكمن في غياب مشروع وطني حقيقي الذي يعبر عن تنوع الشعب السوداني ويتناول قضايا مثل هوية البلد ’ ثمانية وخمسون عاما من الاستقلال حتي هذه اللحظة ليس لدينا دستورا دائما يعبر عن خصائصنا . ثم انتقل الي مرحلة تأسيس الحركة ، وقال بأن الدكتور خليل ورفاقه كانوا يريدون ان يبنوا المشروع الحقيقي الذي يعبر عن الشعب السوداني ، فلذلك البدايات لم تبدأ بالعمل العسكري ، بدأت بالعمل السياسي عن طريق الاتصال بأشخاص في كل مواقع السودان من اجل ايجاد خطة عامة للتنظيم .ثم انتقل الي تجربة الحركة في منابر التفاوض ، وقال كانوا في المنابر التفاوضية يقولون لنا تحدثوا عن دارفور فقط وكنا نقول لهم بأن حل القضية السودانية تبدأ من المركز فلذلك سمينا المفاوضات الاولي باسم مفاوضات الاطراف المتنازعه في قضية السودان بدارفور. ثم انتقل الاستاذ احمد حسين الي الحديث عن الضغوطات التي تعرضت لها الحركة في ابوجا والدوحة ثم اختتم حديثه قائلا : ” نحن لا بد ان نتحمل المسؤولية لان التغيير ليس بالاماني والشعب السوداني يحتاج منا الي عمل كبير جدا يعبر عن المشروع البديل . وكان خليل بعد عملية قفزة الصحراء يريد ان يلتقي مع الاخرين في كاودا من اجل هذا المشروع البديل , نحن علينا ان ننجز هذا المشروع وهو مشروع تغيير بنيوي للحكم في السودان .وقال في النهاية اكن تقديرا كبيرا لكل الوان الطيف السوداني الموجود في هذه القاعة ، وهذا يؤكد لنا بأن مشروع الشهيد كان مشروعا وطنيا يعبر عن كل السودان .
واختتمت الندوة باسئلة جوهرية طرحها الحضور وتمت الاجابة عليها من قبل المتحدثين بكل الشفافية والوضوح حركة العدل والمساواة السودانية بامريكا
اعلام المكتب