بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن زيارة وفد الجبهة الثورية السودانية إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي
بترتيب كريم من الدكتور محمد بن شمباز رئيس اليوناميد و الوسيط المشترك للأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي في دارفور، قام وفد من نواب رئيس الجبهة الثورية ضمّ كل من الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل و المساواة السودانية، و الأستاذ مني أركو مناوي رئيس حركة/جيش تحرير السودان، و الأستاذ التوم موسى الشيخ هجو رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي، و نفر من قيادات الجبهة و التنظيمات المكونة لها بزيارة إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في الفترة من السابع و حتى العاشر من شهر مارس 2014 الجاري، حيث التقى الوفد بكل من الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، و السيد إسماعيل شرقي رئيس مجلس السلم و الأمن الإفريقي، و الرئيس ثابو أمبيكي رئيس اللجنة العليا للوساطة الإفريقية في السودان، و عدد من المبعوثين الدوليين و ممثلي البعثات الدبلوماسية في العاصمة الإثيوبية. و قد إغتنم الوفد هذه اللقاءات لشرح رؤية الجبهة لنزاعات في السودان و أسبابها و سبل حلها. و قد أكد الوفد في لقاءاته على القضايا و الرسائل التالية:-
1- الجبهة الثورية السودانية مع وحدة السودان أرضاً و شعباً، و لن تكون طرفاً في أي عمل أو مشروع يمسّ وحدة البلاد. و في ذات الوقت أبان الوفد أن هذه الوحدة لا يمكن المحافظة عليها و استثمارها لصالح الوطن إلا باحترام الحريات الأساسية و حقوق الإنسان، و احترام التنوع و حق الآخر في أن يكون آخرا و مختلفاً، و تأسيس الحكم على الشفافية و الديموقراطية الحقة، و سيادة حكم القانون، و أن تكون المواطنة المتساوية مناط الحقوق و الواجبات في البلاد، مع عدم التمييز بين المواطنين على أساس العرق أو المعتقد أو اللون أو الانتماء الجغرافي أو السياسي.
2- الجبهة مع السلام العادل الشامل الذي يفضي إلى تغيير جذري لمعادلة الحكم التي أُديرت بها البلاد منذ الاستقلال، و التي أدت إلى الوضع الكارثي الذي نحن فيه. و أشار وفد الجبهة في هذا الصدد إلى أهمية النظر إلى القضية السودانية ككل واحد، و توحيد المنابر و الوساطة و المسارات في التعامل معها القضية، و حذّر الوفد من مغبّة التعامل مع الصراعات في أقاليم السودان المختلفة باعتبارها جزراً معزولة، حيث تسبب هذا الشكل من التعامل في انفصال جنوب السودان، و من المؤكد أن يؤدي هذا المنهج في التعاطي مع القضية السودانية إلى المزيد من التفتيت المرفوض مطلقاً.
3- أكد الوفد أن الجبهة ليست ضد حوار وطني شامل، بل هو ما ظلت تدعو إليه منذ نشأتها. و لكن للحوار مقومات نجاح، و بيئة مواتية، و مدخلات أساسية، أهمها الإرادة السياسية القوية القادرة على اتخاذ القرارات التاريخية، و دفع استحقاقات التغيير السلمي عبر الحوار. هذه المقومات و المتطلبات لا يلمسها أحد في طرح النظام لشعار الحوار الخاوي. و طالب الوفد النظام بتقديم عربون الجدّية في الحوار بإلغاء كافة القوانين المقيّدة للحريات، و رفع الرقابة عن الصحف و الاعلام عموماً، و اطلاق سراح المعتقلين السياسيين و أسرى الحرب على الفور، و السماح للأحزاب السياسية بممارسة نشاطها و مخاطبة جماهيرها في الميادين العامة، و عدم التعرض للمظاهرات السلمية، و اعلان القبول بحكومة انتقالية تكون إحدى مخرجات هذا الحوار، و إعلان وقف العدائيات و القصف الجوي على المدنيين، إلى غير ذلك من الإجراءات و القرارات التي يملك النظام اتخاذها لإثبات حسن النيّة و الجديّة في الحوار.
4- أكد الوفد أيضاً أنه، و حتى يكون الحوار هادفاً و شاملاً، لا بد للقوى السياسية و في مقدمتها الجبهة الثورية السودانية و تنظيمات المجتمع المدني و قطاعات المرأة و الشباب و الطلاب و التنظيمات المهنية و الفئوية أن تشارك بفاعلية و تساهم في تشكيل الحوار و تحديد أجندته و مناهجه و مدخلاته و آلياته من المبتدأ، و أي محاولة لحصر الحوار و رسم خارطته في قوى محدودة ثم السعي لإلحاق الآخرين به هي وصفة جاهزة للفشل.
هذه بعض الرسائل التي سعى الوفد لتوصيلها إلى الجهات التي التقى بها، وقد كانت درجة التفهّم و التجاوب مع هذه الرسائل من الجهات المستقبلة كبيرة، و أبلغ دليل على ذلك البيان الإيجابي جداً الذي أصدرته رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي عقب لقاء الوفد بها.
هذا ما لزم توضيحه و الله ولي التوفيق.
التوم الشيخ موسى هجو
رئيس قطاع الاعلام عضو الوفد
نائب رئيس الجبهة الثورية السودانية
11 مارس 2014