أطل علينا من على نافذة قناة النيل الأزرق الحكومية مستشار رئيس نظام الخرطوم غازي صلاح الدين عتباني في مقابلة حول الأوضاع الراهنة في البلاد , و قد كانت ردوده كما عودنا على هذه المسائل الهامة و الحساسه في غاية التناقض و الضعف و في بعضها كانت الإجابات بدوافع شخصية بحته لا علاقة لها بمشاكل السودان الحالية .
نبدأ بالتعقيب على الدوافع الشخصية التي جعلته يتحدث عن الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل و المساواة السودانية قائلا : ” خليل إبراهيم غير قادر على قراءة الواقع السياسي الحالي “, و طبعا يأتي هذا الحديث المقتضب لأن الحركة لم تشارك في منبر الدوحة الحالي الذي تشارك فيه مجموعه انتهازية يقودها موظف في الامم المتحدة من صنع غازي شخصيا و الذي كان من المفترض أن يكون حكيما بمكان أن يؤدي بالمنبر على الأقل إلي منطقة حياد تجعل منه مناخا سليما بعض الشئ و معافى من الشكوك التي تدور حوله منذ نقض إتفاق حسن النوايا مع حركة العدل و المساواة السودانية من قبل نظام الخرطوم ,مستشار البشير ليست لديه أدنى فكرة عن كيفية التفاوض و لا أساسيات علم التفاوض الذي يدعي معرفته و التي تدعو الي الاحتراز و الحيطه حول ما من كل كلمة تخرج من بين شفتيك في محاورة الخصوم و قد ظهر هذا جليا في لقاءاته الأخيره في أنجامينا مع وفد حركة العدل و المساواة السودانية بقيادة السيد الرئيس خليل إبراهيم بوساطة تشادية حيث أستعمل تعاليه المعتاد كمادة أساسية يفتتح بها المناقشات و المحاورات و حتى في فترات الإستراحه , يحاول أن يلتبس عمامة أسياده في الخرطوم أمام قائد المهمشين و هو غير صالح لهذا لأنه دون صلاحيات و مهمش شخصيا منذ أن قدم إلي السياسة لا يملك قراره , تعرف حركة العدل و المساواة السودانية التهميش تعريفا واسعا شاملا أحد أركانه هو : أن التهميش يشمل العاقل الذي لا يملك قراره و نعتقد أن غازي منهم و لكن للأسف يحاول ان يمارس قراره الغيرموجود أصلا على قادة ثورة الهامش في السودان , لقد حاول غازي عدة مرات الإشارة إلي ان حركة العدل و المساواة غير ناضجة و ما شابه ذلك في اللقاءات الاخيره في انجامينا و حاول ان يظهر معرفته بالقبائل أمام قائد المهمشين و لكن لسوء حظه تم تصحيحه من قبل السيد رئيس الحركة لأن حديثه عن القبائل في دارفور و السودان كان دون المستوي و وضح ان امثال غازي هؤلاء لا يعرفون شيئا عن السودان بل و غير مستعدين لمعرفة مكونات السودان الاساسية , يبدو ان تصحيح السيد رئيس الحركة جعل مستشار البشير يمتعض طيلة هذه المدة من الحركة و بالتالي تم تنميط الحركة من قبل آلته الاعلامية على انها متعنته و غير ناضجه و ذات مصالح ذاتية و لا تملك الخبرة الكافية التي تجعلها تفاوض بمسؤولية بل و لا تملك من الأرض شيئا , و لا ندرى ما أصاب غازي من حديث قائد المهمشين خليل إذا كان هو لا يعرف شئ عن قبائل دارفور و يأتي مدعيا انه يملك عصا موسى لمشكلة دارفور و يرد عليه القوم بحقائق يعرفها القاصي و الداني عن دارفور .
نعتقد أن السبب الرئيس وراء ثوران غازي امام الكاميرات المباشرة في يوم الثامن من نوفمبر هو الهزائم المتلاحقه لقوات المؤتمر الوطني في شمال و جنوب دارفور و كردفان مؤخرا , و لا يأتي حنقه و غضبه على الحركة لأنها دمرت متحركات المليشيات التابعه للنظام , يأتي حنق الأخير من أن الحركة بإنتصاراتها الأخيره و بهزيمتها لقوات النظام تكون قد بخرت مشروع الإستراتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور من الداخل الذي يدعي هو انه هو من بنات أفكاره العبقرية و لكنه في الحقيقة من افكار قريشن و ثامبو مبيكي و اضاف هو املاءات الاجهزة الامنية في الجانب المعني بالحلول العسكرية و الامنية ,وقد كان مرسوما بحسب إعتقاد غازي و ادعائه بمعرفة ” القبائل ” ان يرى مشروع الإستراتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور من الداخل النور بإنتهاء حركة العدل و المساواة السودانية عسكريا بنهاية أكتوبر و لكن هيهات , أين ذهب سليمان صندل ويزيد رشاش و ود بليل و عبدالكريم شولي وعلي وافي و أبوبكر حامد و إبراهيم ألماظ و الواثق بالله علي و الثوار الشرفاء في كردفان و دارفور لينهي هذا المدعي حركة تحررية بقامة العدل و المساواة سطرت تاريخا جديدا لهامش السودان بدأ بالعاشر من مايو الفان و ثمانية .
العدل و المساواة لا تنتهي بمثل مشاريعك الإنتهازية الفاشلة و كما قلت في اللقاء ان كل مشروع إنتهازي ينتهي لأنه لا يتأسس على المبادئ.
طرح المذيع على غازي بعض الأسئلة المتعلقة بالتفاوض مع الحركات الأخرى غير الموجودة حاليا في قطر و قال إنه مهتم فقط بالتفاوض مع أهل دارفور الذي ذهب اليهم هو في الأرض و يعرفهم جيدا و هو لا تعنيه مطالبات الحركات العديده التي لا تنتهي و كل يوم تطلع حركة و كلام من هذا القبيل. إذا غازي الذي جلب ليشاوره البشيرفي كيفية حل أزمة دارفور آخذ في إغراق سفينة رئيسه بأفكاره العبقرية التي تجعله يعتقد أن مشكلة دارفور ستنتهي بعد ان يوقع مذكرة تفاهم موقعة مع ثمانية ملايين دارفوري و يواصل في ذكاء حاد ان نخبة ابناء دارفور في الخرطوم يمكن ان تشارك في التفاوض و الحل اذا كانت ارائها توازي آراء المجتمع المدني الدارفوري الذي صنعه هو أيضا .
في الختام نود ان نوضح ان هذا تعقيب و ليس بيان فقط لنوضح مدى ضبابية التفكير و مدى توعك ساسة الانقاذ ونعتقد ان مشروع المستشار التاسع و التسعون في حالة إحتضار بعد توقيعه مع سبعة اشخاص جلبهم ليسمي بهم حركة أحرار أو ما شابه ذلك لا نستطيع إستذكار الإسم جيدا لأن الآلة الإعلامية للمستشار أيضا لم تستطع في النشرات الماضية أن تنطقه جيدا لأنها مجموعه مصنوعه في نوفمبر و ستموت في نوفمبر و سينقل نعشها الي مزبلة التاريخ.
الأستاذ بشارة سليمان نور
المستشار الإقتصادي لحركة العدل و المساواة السودانية