تصريح صحفي للاستاذ امين زكريا
فى تصريحات صحفية للأكاديمى و المحاضر الجامعى السابق المتخصص فى علم الاجتماع و الانثروبولوجيا والناشط السياسى فى قضايا السودان و جبال النوبة بصفة خاصة الأستاذ / أمين زكريا إسماعيل .. المقيم بأمريكا .. حيث قال أن تصريحات البشير فى مدينة القضارف اساءة لكل الديانات و الاعراف و العلوم السماوية و الوضعية و الدولية التى أقرت مبدأ التنوع الثقافى كأصل و مبدأ لاستمرار الحياة البشرية اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا، ويعتبر ذاك تماديا من المؤتمر الوطنى فى مسلسل تكرار الاخطاء التى ستقود لانفصال الجنوب و مناطق اخرى فى السودان.
حيث يعتبر الرهان على تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات رهانا أساسيا لعمل اليونسكو في ميدان الثقافة. لأن التنوع حتى يكون خلاقا يجب أن ينشأ على قاعدة القبول بالآخر وثقافته والحوار معه، طريقا للمعرفة والإعجاب المتبادل. فلا يمكن للتنوع الثقافي أن يحيا بالانكفاء على الذات أو المواجهة. ومن خلال اعتماد الإعلان العالمي بشأن التنوع الثقافي في الدورة 31 للمؤتمر العام، عام 2001، أعادت الدول الأعضاء في اليونسكو التأكيد على قناعتها بأنّ التنوع الثقافي يشكل أحد جذور التنمية، وأنّ أهميته بالنسبة إلى الجنس البشري شبيهة بأهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للطبيعة. كما رفضت هذه الدول رفضاً قاطعاً فكرة أنّ لا مناص من وقوع صدام بين الثقافات والحضارات. وتأكد هذا الأمر باعتماد الإعلان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2002، والتي أعلنت يوم 21 أيار/مايو اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.
فخطاب البشير يؤكد حالة الفشل و الاحباط و ازاحة الغضب السياسى للمؤتمر الوطنى بعد تفريطه فى المحافظة على وحدة السودان و حل القضايا العالقة و لا سيما فى دارفور و جبال النوبة و ابيي و النيل الازرق وشرق السودان و قضايا السدود و حدود الجنوب و جلد و اعتقال النساء و الصحفيين و ناشطى حقوق الانسان و قضايا الحريات و التحول الديمقراطى و محكمة الجنايات الدولية، و هو ما يمكن وصفة محاولة اقصائية اخرى لتفكيك ما تبقى من سودان بوعى او بدونه، و هو ما يحب ان تتصدى له كل القوى السياسية، بما فيهم عقلاء المؤتمر الوطنى ان وجدوا، و الا فأن الاخرين لا يقبلون ان يكونوا كمبارسا سياسيا فى وطنهم الاصيل لذلك حينما يطالبون بحق تقرير مصيرهم فلا داعى للتباكى طالما المؤتمر مستمرا فى عقليته العنصرية المصنفة للسودلنيين و المواطنة على اساس العروبة و الاسلام المتطرف فى المرتبة الاولى، و العروبة و الاسلام فى المرتبة الثانية، ثم اعادة انتاج الافارقة و الاسلام فى المرتبة الثالثة و ما غير ذلك فى مراتب دنيا، و هو ما يؤكد ان المؤتمر لا يعنيه فى التنوع السودانى الا ما يخدم مصالحة الاقتصادية، فهو يريد البترول و الذهب و المشاريع الزراعية و المائية و الكهربائية و الصناعية و الثروة الحيوانية فى جنوب و وسط و غرب وشرق و شمال السودان و لا يريد البشر، و ما يحدث فى جبال النوبة و دارفور و جنوب السودان و غيرها من ابادة عرقية و انتهاك لحقوق الانسان يؤكد ذلك تماما.
فقضية التنوع الثقافى بكل ما تحملة من معنى موضوع لا يمكن ان تتجاهلة الدول العربية ناهيك عن المستعربة او المشكوك فى عروبتها فكل دول شمال افريقيا و خاصة المغرب و الجزائر و ليبيا لا يمكن ان تصرح بمثل هذا التصريح لانها تعلم ان بها طوارق و امازيق و بولساريو و فزان و حتى مصر بها نوبيين و اقباط و نماذج عالمية يصعب تحديدها و وصول اوباما الاسود لرئاسة اقوى دولة فى العالم لم يأتى بدوافع عنصرية ثقافية او دينية. و السؤال الذى يطرح نفسه اين قحاح العرب المسلمين من قضية البشير مع المحكمة الجنائية؟، اذ اننا لم نسمع رئيسا و احدا ابدى تعاطفه صراحة مع البشير!!!!!!!!!! و كيف سيقابل البشير الرؤساء الافارقة الذين و قفوا معه تكتيكا او بيعا و ها هو يسئ لهم بطريقة مباشرة؟، و هو امر سيتم ايصاله لكل سفراء الدول الافريقية بواشنطن و الامم المتحدة بنيويورك.
فأى تشريع أو تعديل دستورى و مشاركة فى السلطة و الثروة لا تتضمن التنوع الثقافى الاقليمى و حجم السكان و الموارد بعد انفصال جنوب السودان فى يناير الجارى، بما فى ذلك أعادة هيكلة الدولة من و زيرها الى خفيرها تعد تعمدا فى تكرار الاخطاء و دعوة صريحة من المؤتمر الوطنى لتفكيك و صوملة السودان فهل من عقلاء يعون ذلك؟ و حينها لا يفيد الندم.