"تشاوري القاهرة" لاينشئ آلية جديدة .. وموسى: الحل ممكن خلال أشهر.. السودان: الدوحة المنبر الوحيد لـ "سلام دارفور"

موسى: الأمور تتحرك نحو التقدم والحل.. والاتفاق أصبح ممكنا خلال الأشهر المقبلة.. السودان: ملتزمون بمنبر الدوحة وإشراف قطر على مفاوضات سلام دارفور
القاهرة-مراد فتحى-احمد ربيع-صباح موسى-قنا:
اكد الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني فى معرض تعليقه على تعدد المنابر التفاوضية حول انهاء ازمة دارفور: “ان التفاوض هو من منبر واحد فقط والذي تشرف عليه دولة قطر بناء على قرار الجامعة العربية وفي اطار اللجنة العربية — الافريقية التي ترعى هذا التفاوض”، وقال “ان التفاوض الذي تقوم به قطر نحن ملتزمون به والمجهودات التمهيدية لهذا التفاوض سواء بتوحيد المواقف التفاوضية من قبل الدول المختلفة فهذا امر يمكن ان تقوم به مصر او الجماهيرية الليبية بالتنسيق مع السودان ونحن على اطلاع على هذا الامر”.
جاء ذلك فى تصريحات للدكتور غازي صلاح الدين خلال مؤتمر صحفى مشترك مع السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية عقب جلسة مباحثات عقدت بينهما بمقر الجامعة العربية. وحول شكوى العديد من الحركات الدارفورية بعدم تنفيذ الاتفاقات مع الحكومة وان تلك الاتفاقات بذلك تصبح امورا شكلية بين الحكومة والحركات.. وقال مستشار الرئيس السوداني “أنا لا علم لي عن هذه المزاعم للفصائل الدارفورية واتوقع ان تأتي هذه الشكوى من الفصيل الرئيسي الموقع الذي هو الان في حكومة الوحدة الوطنية وعلى كل حال ان اي اتفاقية بها ضمانات داخلية”.. معتبرا ان الضمانات الحقيقية هي التواجد الفعلي في الساحة السياسية والعمل من اجل تحقيق مطالب الاتفاقية.
وقال الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ان الاجتماع الرباعي الذي شهدته القاهرة أول امس “الاحد” بحضور المبعوث الامريكي للسودان الجنرال جريشن هو اجتماع تشاوري جاء بدعوة مصرية ولا ينشئ آلية جديدة انما جاء للتشاور وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالعمل من اجل حل ازمة دارفور وتطبيق اتفاقية السلام.. كاشفا بهذا الصدد عن التوصل خلال هذا الاجتماع الى رؤى ومواقف مشتركة فيما يتعلق بالتفاوض القادم. وعن تصاعد مطالب الجنوب السوداني بالانفصال عن الشمال اوضح الدكتور غازي صلاح الدين ان عدم الاستقرار في الجنوب يؤثر على الجنوب مباشرة وكل المنطقة المحيطة به بما في ذلك منطقة شمال السودان.. وقال ان “حفظ الامن والاستقرار في جنوب السودان مسؤولية حكومة جنوب السودان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية وهذه مهمتها وعليها القيام بها”. وفيما يتعلق بما تردد عن عدم تنفيذ الاتفاقيات وصف الحديث بعدم تنفيذ الاتفاقيات بأنه غير دقيق.. وقال ان اتفاقية السلام على سبيل المثال نفذت على مستوى عال ولا تزال هناك بعض القضايا العالقة ولكن هذه الاتفاقيات تحمل في داخلها آليات للمتابعة والتقييم ورقابة على هذه الاتفاقات من قبل المجتمع الدولي والاقليمي وهذه هي الضمانات التي تمكننا من تنفيذ هذه الاتفاقات، مبينا ان اتفاقية السلام على وجه التحديد قد قطعت شوطا كبيرا في التنفيذ. ولدى تطرقه لزيارته الحالية للقاهرة اوضح الدكتور غازي صلاح الدين انها تأتي لغرض عقد لقاءات مع المسؤولين في مصر.. كما ان مباحثاته مع الامين العام للجامعة العربية جاءت بغرض شرح الاوضاع في السودان واطلاع السيد عمرو موسى بصفة عامة على الاوضاع هناك ومجريات الامور والتشاور حول افاق الحلول والخطوات التي تتخذ من اجل ايجاد حلول نهائية لتلك المشكلات وتطبيق الاتفاقات القائمة.
بدوره، ثمن والي ولاية جنوب دارفور الدكتور فرح مصطفى جهود دولة قطر الرامية لاحلال السلام في دارفور وجهودها المستمرة لدعم العمل الإنساني وتوحيد الحركات المسلحة لتحقيق الاستقرار في ولايات دارفور. واعرب خلال اجتماعه مع وفد دولة قطر ومفوضية عام العون الإنساني الزائر لنيالا أمس عن شكرهم للجهد الكبير الذي تقدمه دولة قطر مشيرا إلى تحسين الأوضاع الأمنية بمدينة نيالا. واشار الى العودة الطوعية الكبيرة للنازحين قائلاً ان التحدي الذي أمامنا الآن هو توفير الاحتياجات للعائدين. وصرح مفوض عام العون الإنساني حسبو محمد عبدالرحمن أن دولة قطر ظلت حريصة على حل مشكلة دارفور.. مشيرا إلى ان لها ادوارا أخرى بجانب السياسة تمثلت في ادوار إنسانية واستثمارية. واعرب عن شكره لدولة قطر حكومة وشعباً مشيرا إلى انه كلما زاد معدل الوجود العربي في دارفور يمكن أن يسهم ذلك في الاسراع في حل المشكلة. وقال سعادة السفير القطري بالسودان علي بن حسن الحمادي ان قطر تولي اهتماما كبيرا بالسودان عامة وبدارفور بصفة خاصة.. واضاف لقد “جئنا لنقدم اكبر افطار في العالم للصائم في دارفور لعدد 10 آلاف شخص يومياً”.. مشيرا إلى انهم بهذا العمل يحثون المجتعات الاسلامية والعربية للعمل في هذه المنطقة. وقام رئيس جمعية قطر الخيرية خالد الوكيل بوضع حجر الأساس لمدرسة أساس بمدينة نيالا والتي تعد الثانية حيث شيدت الجمعية من قبل مدرسة رابعة العدوية وبنت مسجدا وحفرت 15 بئرا فضلا عن حفر 10 آبار أخرى بالتعاون مع اليونسيف كما وزعت حقائب مدرسية.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الأمور في السودان تتحرك نحو التقدم والحل، مشيرا الى أن التوصل لاتفاق بشأن مشكلة دارفور في الشهور القادمة “أصبح ممكنا”. وقال موسى، عقب لقائه مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين أمس، إن اللقاء يأتي في إطار العمل السياسي المكثف الذي تقوم به حكومة السودان للتعامل مع مختلف المشاكل القائمة في البلاد. ووصف مباحثاته مع مستشار الرئيس السوداني بأنها كانت مكثفة ومفصلة تعلقت بالوضع في دارفور ونتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية المصرية إلى جانب نتائج المباحثات مع مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان سكوت جريشن. وأكد موسى أن هذه الجهود الحثيثة التي ينشط فيها الدور الامريكي يجعل القضية السودانية في حالة نشاط، معربا عن اعتقاده بأن هذا النشاط والدور الأمريكي سيسفران عن تقدم في مختلف الملفات السودانية. وعن جولة الدوحة القادمة، قال موسى: “سيكون هناك جديد في هذه الجولة، فهناك تقدم وتراكم في النشاط الإقليمي والدولي”. وعن لقائه مع مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان وموضوع رفع العقوبات عن السودان قال موسى إن المسألة ليست رفعا للعقوبات عن جزء وترك جزء آخر فالسودان دولة واحدة وأن أي خطوة تكرس عملية التفرقة بين الشمال والجنوب بعد الاتفاق الذي ابرم بينهما والتقدم الذي حدث في ابيي يعطي إشارة خاطئة.


الشرق القطرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *