ترشيح الحركة الشعبية لياسر عرمان شلوت سياسي من الخلف للتخلص منه
وبداية أفول نجمه السياسي
إن اختيار الحركة الشعبية لياسر عرمان ليترشح لرئاسة الجمهورية هو عبارة عن ركوب التونسية سياسيا أي بمعني آخر شكرا لك ياسر عرمان لقد أنجزت المهمة.. فلقد دافع ولا يزال دفاعا مستميتا عن أيدلوجية الحركة وبل كان أكثر جنوبية منهم في كثير من المواقف مما يدلل علي إيمانه القاطع والقوي بفكر وتوجه مؤسس الحركة الراحل المقيم سياسيا الدكتور جون قرنق دي مابيور والذي تشبع منه ياسر ساسة وتوجها
الحركة الشعبية تدرك أن ياسر عرمان لن يحقق فوزا يؤهله لاعتلاء كرسي الرئاسة وذلك لكثرة عدائياته السياسية مع الكثيرين حتي داخل حركته سوف يعمل الكثيرين علي عدم التصويت له بحجة انه شمالي وهذه حقيقة ماثلة ويعرفها هو جيدا
كما أن ياسر عمد في الفترة الأخير علاي تجاهل وتشتيت الكثير من العناصر الشمالية في الحركة والتي سبقته إليها وذلك كصراع مواقع ومكاسب داخل الحركة وقد فقد الكثير من أصدقائه وزملائه بإهماله لهم والتحجج بالانشغال وبأسلوب طنش…
مالفائدة التي سيجنيها ياسر من ترشيح نفسه إلي الرئاسة؟
لا شيء… وإنما سيفقد بريقه ولمعانه السياسي وحتما سوف لان يفوز..
بالإضافة إلي ذلك سوف يفقد مكانته في الحركة الشعبية كما سيفقد مكانته السياسية في قطاع الشمال لأنه في حال عدم فوزه لا فائدة من بقائه في أروقة الحركة .. وكما أن الانفصال والذي من مؤشراته الدفع به نحو ترشيحه لرئاسة الجمهورية بدلا من سلفا والذي ادخر لرئاسة الجنوب لتعزيز الانفصال لان ترشح سلفا كير لرئاسة الجمهورية سوف يتسبب في كارثة سياسية ودستورية في حال فوزه وسيعمل هذا الفوز علي تعطيل مشروع الانفصال كما ذكرت في موضوع سابق
والشيء الأهم لتواجد جناح الحركة الشعبية قطاع الشمال مرتبط باستمرارية وحدة السودان.. اما في حال الانفصال وتقرير المصير . بحيث لا يوجد داع إلي استمرارية مسمي الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد تحرير الجنوب بتقرير مصيره وانفصاله وكما إن ياسر عرمان إذا ما تمسك بالاحتفاظ بموقعه نائبا للامين العام للحركة الشعبية دستوريا بعد الانفصال يصبح منحلا وحزبه محلولا دستوريا بقيام دولة الجنوب والتي ينتمي إليها الكيان الحزبي المسمي بالحركة الشعبية لتحرير السودان
وإجمالا الدفع بياسر عرمان لانتخابات رئاسة الجمهورية هدفها الأهم حفظ ماء وجه سلفا كير والذي كان يتوقع الكثير من السودانيين ترشحه لرئاسة الجمهورية وان استطلاعات الرأي الأولية أفرزت أعدادا مقدرة تميل ألي التصويت لسلفا كير وخاصة جميع المتواجدين في الخارج اغلبهم يؤكد تصويته لسلفا كير ليست نكاية في البشير وإنما برؤية الحفاظ علي وحدة السودان من خلال فوز مرشح الجنوب.. ومن الجهة الاخري للتخلص من كابوس ياسر عرمان الذي كثيرا ما يعكر صفو الإخوة الجنوبيين داخل الحركة ببروزه دائما في الواجهة وترك الاخرين ومن أهم أصحاب القضية خلف الكواليس. يعني شايل وش القباحة مع الشماليين والأنانية مع الجنوبيين…
كما أن الحركة الشعبية بترشيحها ياسر عرمان لرئاسة الجمهورية تكون قد دفعت بكادر من الصف الثالث وغالبا الأحزاب تدفع بأعضاء من الصف الأول مثل الرئيس او الأمين العام وليس بنائب لقطاع فقط وليس للحركة عموما..
فلماذا لا يتقدم الأخ باقان أموم بالترشيح لرئاسة الجمهورية اذا ما كانت هناك نية خفية للدفع بعجلة الانفصال وتقرير المصير من خارج الحركة و المؤسسة الدستورية؟؟
وعليه فان الوضع الحالي بترشيح ياسر عرمان سوف يجعل الأغلبية في الخارج تستنكف عن الإدلاء بأصواتها لياسر عرمان والتي كانت مدخرة لسلفا كير وخاصة بسبب بعض مواقف ياسر عرمان في الآونة الأخيرة وتهميشه للكثير من الجماعات والشخصيات التي زارت السودان للقاء به والتفاكر حول منظور الحركة حول الوحدة ومستقبل العلاقات بين قطاع الشمال والجنوب وللأسف لم يعر احد نظرة متحججا مكتبه بالانشغال وكذلك المماطلة المملة التي يتبعها طاقم مكتبه في التعامل مع الآخرين والمراوغة بالمشاوير المتكررة حتي يسأم السائل أو القادم للقاء ياسر عرمان
فهل يا تري كان ياسر عرمان مطلعا علي ما كان يحدث في مملكته وعامل مطنش؟ أم لا يعلم بالماء الذي يجري تحت أقدامه؟
…وهذا ما جعل عدد مقدر من مجموعات الخارج اخذ موقف .. بنية عدم التصويت للحركة الشعبية متمثلة في ياسر عرمان.. لان الجميع يفضل سلفا كير أو ان يكون المنافس من الجنوب .. كمحك وطني يقف أمامه المصوتين قبل الإدلاء بأصواتهم..وهو الوطن أولا…لن العامة لا يحبذون الانفصال لأنه انتقاص لهيبة السودان الشامخ الأفريقي المارد.. بعكس نظرة السياسيين والتي فيها تصفيات لحسابات مزمنة
وهذه محنة السودان الحقيقية.. الوطنية التي تحافظ علي الجسد والتاريخ والشموخ ورمز العزة
والأنانية التي بين الساسة والتي ستمزقه إربا .. إربا ..
علي كل فات الأوان بالنسبة للأخ ياسر عرمان … ربما سيفقد الأرض التي يقف عليها بعد كسب استعداء الجميع ممن حوله ومن في الجانب الآخر..
فالسؤال موجه لياسر نفسه…. ماذا تفعل يا تري إذا ما خسرت الانتخابات وهذا لا شك فيه وإذا ما تم تقرير المصير وانفصال الجنوب؟؟ فإلي أي الفريقين ستنتمي؟؟
إلي السودان الجديد(دولة الجنوب)؟ والتي اشك في إن تقبلك مواطنا من الدرجة الأولي
أم إلي ما تبقي من الوطن المسمي علي الجهة التي تنتمي إليها أصولك؟؟؟ واشك أيضا أن تجد فيها صديقا يربت علي كتفك مواسيا..
الجواب .. والحل الوحيد … العودة إلي الحزب ألام والمدرسية التي علمتك السياسة فهي لا تنتمي إلي وجهة جغرافية.. ألا وهي الحزب الشيوعي.. فهو أولي لك فأولي..
ودعك من التشبث بحلم سوف لن يتحقق…
ولنا لقاء في حلقات انتخابية
خضر عمر إبراهيم كرري
باحث وناشط سياسي وحقوقي – بريطانيا