ترامب يجهل موقع السودان على الخريطة الجغرافية ولم يسمع بالبشير ؟

ترامب يجهل موقع السودان على الخريطة الجغرافية ولم يسمع بالبشير ؟

ثروت قاسم

[email protected]

Facebook.com/TharwatGasimOfficial

1- ميركل وفاطنة السمحة ؟

في يوم الاثنين 12 نوفمبر 2018 ، وفي برلين في احتفال الذكرى المئوية لإقرار حق المرأة في التصويت في المانيا ، تأسفت المستشارة ميركل من أن نسبة عدد النساء في البرلمان الألماني الحالي قد انخفضت من حوالي 37% في الدورة البرلمانية السابقة إلى حوالي 31 % في الدورة البرلمانية الحالية . ذكرت ميركل الجميع بان نسبة ال 31% تعادل النسبة النسائية في البرلمان السوداني .

ونسيت ميركل امرين :

+ الاول ان البرلمان الالماني برلمان حقيقي وبالانتخاب الحر ، اما البرلمان السوداني فتايواني وبالتعيين . وبالتالي تصعب المقارنة بين الاصلي والصوري .

+ الامر الثاني ان ميركل نسيت ان تذكر الحاضرين بان اول برلمانية منتخبة في الفضاء الافريقي والعربي والاسلامي كانت سودانية واسمها فاطنة السمحة ، وتم انتخابها في مايو 1965 ، في انتخابات حرة ، وفي برلمان حقيقي ؟

كانت تلك ايام نضرات !

2- جمعية أصدقاء الانتقال في دارفور؟

في يوم الجمعة 28 سبتمبر 2018 ، وعلى هامش الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك ، قدمت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد الفلاتية ، بمساعدة مفوض السلام والأمن بالاتحاد الإفريقي السفير إسماعيل شيرقوي،مبادرة لتكوين (جمعية أصدقاء الانتقال في دارفور) ، لاستقطاب الدعم الدولي السياسي والمالي لبدء مرحلة انتقالية فوراً في دارفور، تهدف لمساعدة مكتب الامم المتحدة في السودان ، الانتقال بدور الأمم المتحدة في دارفور من مرحلة حفظ السلام إلى مرحلة بناء السلام.
كتب صاحبكم للسيدة امينة رسالة يزعم فيها ان حل مشكلة دارفور ليس في دارفور ، كما تخطط المبادرة ، وإنما حل مشكلة دارفور في الخرطوم اولاً . يكون ذلك بإحياء خارطة طريق مبيكي التي تدعو لعقد اجتماع تمهيدي في اديس ابابا لكل وجميع اصحاب المصلحة للاتفاق على اجندة والمشاركين في مؤتمر دستوري جامع ، يتم عقده في الخرطوم لكل وجميع اصحاب المصلحة للاتفاق على تكوين حكومة قومية انتقالية ، تشرف على عقد انتخابات نزيهة ، وكتابة دستور انتقالي للبلاد .
هذه هي المرحلة الاولى ، التي تسمح بعودة اللاجئين والنازحين ، الطوعية ، الى قراهم ، بعد استتباب الامن والسلم في دارفور . بعدها تاتي المرحلة الثانية التي يمكن فيها تفعيل مبادرة السيدة امينة ببدء مرحلة بناء السلام ، وتأهيل البني التحتية في دارفور .

ولكن اتضح ان مبادرة السيدة امينة تحاكي مبادرات مولانا الميرغني ، فرقعات اعلامية تنتهي بانتهاء النطق بها ، إذ لن تبدأ مرحلة بناء السلام ، وحميتي يهدد بانهاء وجود حركة البطل عبدالواحد في جبل مرة خلال الثلاثة اشهر القادمة ، خصوصاً بعد ان طرد الرئيس البشير قوات حميتي المتمركزة في الخرطوم الى الفاشر ، لقص اجنحة حميتي وتقليم اظافره ، بعد ان تنمر وتوحش حتى على ولي نعمته الرئيس البشير ، الذي رفعه مكاناً علياً ، بزانة صاروخية ، من صبي تاجر عناقريب الى جنرال في الجيش ؟

واهو ده السودان ؟

ربما سمعنا مرة ثانية بمبادرة السيدة امينة لبناء السلام في دارفور في سبتمبر 2019 على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك ؟

واهو المبادرات بقروش ؟

3- المتغطي بامريكا عريان ؟

في يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 ، دشن القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم ستيفن كوتسيس بدء المرحلة الثانية من الحوار بين واشنطون والخرطوم ، وقال نصاً :

وستستخدم المرحلة الثانية كآلية لضمان العدالة لضحايا العنف الإرهابي.

وترجمة هذا الكلام الخطير المغطى بطبقة كثيفة من السكر ، ان ادارة ترامب سوف تعمل على إنفاذ العدالة الدولية ، بتفعيل امر قبض الرئيس البشير ، لتتم محاكمته امام قضاة محكمة الجنايات الدولية ( لضمان العدالة لضحايا العنف الإرهابي ) ، او كما قال ستيفن كوتسيس .


فزع الرئيس البشير من تصريحات كوتسيس الذي كان يعتبره صديقاً ، بعد ان رقص رقصة السيف مع وزير خارجيته وقتها ابراهيم غندور في نوفمبر 2017 في معية مساعد وزير الخارجية جون سوليفان وزوجته الحسناء .

ردد الرئيس البشير لنفسه :

وما وجدنا لاكثرهم من عهد ، وإن وجدنا اكثرهم لفاسقين ؟

وفي نفس يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 ، ومن كوستي حيث شارك في الاحتفال بالذكرى ال 29 على تاسيس قوات الدفاع الشعبي ، ردد الرئيس البشير مقولة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ان المتغطي بامريكا عريان ، وانه يشتاق للشهادة ، وهو يقتل في بني شعبه ، قبل تفعيل امر قبضه ، ليلتقي بشقيقه الشهيد الزبير وصحبه الشهداء ، عند صاحبة السبعة ابواب ؟

4- ترامب لا يعرف موقع السودان في الخريطة الجغرافية ؟

يمكن الاشارة لعدة اسباب لفقدان الرئيس البشير الثقة في امريكا ، واستجارته بالرئيس بوتين في نوفمبر 2017 ، ليحميه من الفك الامريكي المفترس . يمكن توضيح التذبذب ، والاشارة شمال واللف يمين في مواقف ادارة ترامب ومن سبقوه من رؤساء ، باستعراض بعض البعض من المواقف الامريكية ، في النقاط التالية :

اولاً :

اكدت المعلمة جنداي فريزر ان ترامب لا يعرف موقع دولة السودان على الخريطة الجغرافية ، وربما لم يسمع بالرئيس البشير اصلاً ؟ وقد حول ترامب جميع سلطاته لمعالجة المسألة السودانية ، ليس لوزير خارجيته بومبيو ، وانما لمساعده جون سوليفان ، فترامب وبومبيو ليس عندهما وقت لمطلوب للعدالة الدولية ، وحتى الصغير سوليفان رفض مقابلة الرئيس البشير عند زيارته للخرطوم في نوفمبر2017 ؟ الرفض المشين والمذل الذي دفع الرئيس البشير ليهرول نحو سوتشي صائحاً ، يا ابومروة ، عند ابواب بوتين في نفس نوفمبر 2017 ؟

وعندما زار وزير الخارجية الدرديري محمد احمد واشنطون هذا الشهر ، لم يقابله نظيره الامريكي بومبيو ، حتى لكباية شاي ، وانما مساعده جون سوليفان ؟

ثانياً :

في يوم الاربعاء 19 سبتمبر 2018 ، نشرت وزارة الخارجية الامريكية تقريرها السنوي الدوري حول الارهاب . احتوى التقرير كسابقاته على قائمة الدول الداعمة للارهاب وهي : السودان وايران وسوريا وكوريا الشمالية .

تستمر ادارة ترامب في توصيف نظام البشير بانه نظام ارهابي ، رغم بدء المرحلة الثانية من حوار عقيم استمر ل 29 سنة طويلة .

في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 ، اكد القائم بالاعمال الامريكي ستيفن كوتسيس نصاً :

بسبب وجود السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، نحن ملزمون بموجب القانون بقطع الطريق أمام أي تمويل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي او أي مؤسسات تمويل دولية .

اعلاه واحدة من عشرات المعاكسات والمتاريس والاشواك التي سوف تستمر ادارة ترامب في زرعها في طريق نظام البشير ، لمنعه حتى من التنفس ، مع استمرار الحوار معه لابتزازه لتفعيل الاجندة الامريكية … حوار من اجل الحوار والابتزاز .

ثالثاً :

في يوم الاربعاء 31 اكتوبر2018 ، اصدر ترامب امراً تنفيذياً اعاد فيه كل وجميع العقوبات الدبلوماسية والمالية والمصرفية والتجارية والثقافية ضد نظام البشير ، التي بدأها الرئيس كلينتون في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 1997 ، متناسياً قراره ، قبل حوالي سنة ، و في يوم الجمعة 6 اكتوبر 2017 ، بشطب هذه العقوبات بشكل نهائي .

نعم … في يوم الجمعة 6 اكتوبر 2017 ، شطبت ادارة ترامب كل وجميع العقوبات التي بدأها الرئيس كلينتون في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 1997 . وفي يوم الاربعاء 31 اكتوبر2018 ، قلبت ادارة ترامب الهوبة باعادة هذه العقوبات كما كان الموقف في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 1997 ، وعادي بالزبادي ؟

في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 ، نسي القائم بالاعمال الامريكي ستيفن كوتسيس الاشارة ، حتى من طرف خفي ، للامر التنفيذي الترامبي بتاريخ 31 اكتوبر 2018 ، بإعادة كل وجميع العقوبات الامريكية ضد نظام البشير ، مفترضاً ان على قلوب اقفالها .

رابعاً :

في يوم الاثنين 12 نوفمبر 2018 ، اعلن وزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو تعيين بيتر فام مبعوثاً خاصاً لمنطقة البحيرت العظمى التي تشمل سياسياً السودان . ومعروف عن بيتر فام مجاهداته وكتاباته الكثيفة عن اهمية تحقيق العدالة الدولية بانفاذ امر قبض الرئيس البشير كضمان لتحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي في السودان . وتاتي اهمية تعيين بيتر فام لهذا الموقع الهام ، بسبب قرار ادارة ترامب عدم تعيين ممثل خاص للسودان ، بعد انتهاء ولاية مقرر اوباما الخاص السابق دونالد بووث .

ربما ارغم بيتر فام الرئيس البشير على رؤية نجوم الضهر ؟

انتظروا ، إنا معكم منتظرون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *