تراشق بين جوبا والخرطوم ينذر بعودة الحرب

المصدر: الخرطوم – طارق عثمان
لم تمضِ سوى أيام على الزيارة التي قام بها رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت للخرطوم والتقى خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، الا وعادت الاتهامات التي تظلل سماء العلاقات بين الدولتين للظهور من جديد، رغم أن هذا التراشق كان على أجندة مباحثات الرئيسين.
أحدث حلقات تلك الاتهامات، كان اتهام حكومة جنوب السودان طائرات الجيش السوداني بقصف مناطق جنوبية في ولاية اعالي النيل، الأمر الذي نفته الخرطوم بشدة.
ويرجح مراقبون ان تقود هذه الاتهامات الدولتين الى دائرة النزاع المسلح مجددا، لاسيما وان شرارة الحرب لا تزال موجودة بينهما.
حتمية الحوار
وفي ظل هذه الاتهامات المتبادلة بين البلدين، لم يستبعد الخبير العسكري اللواء معاش د. محمد الامين خليفة في حديث لـ «البيان» ان تتطور هذه الاتهامات الى نزاع مسلح بين الدولتين، ما لم يتم تدارك الامر بتحكيم لغة الحوار لمعالجة القضايا العالقة بين الدولتين.
وأشار خليفة الى ان زيارة سلفاكير للخرطوم تصدرت اجندتها معالجة الترتيبات الامنية ووضع الحدود الصفرية واقامة المنطقة العازلة على الحدود المشتركة، لكنه أوضح ان «مخرجات الزيارة لم تكن مرضية للطرفين، لذلك ظهرت هذه الاتهامات».
القرار 2046
بدوره، قال المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر لـ «البيان» ان المجتمع الدولي وضع العلاقات بين السودان وجنوب السودان تحت النظر والتفاوض من خلال القرار 2046 المكلف به الرئيس الجنوب افريقي السابق ثامو امبيكي.
وأضاف خاطر: «ليس مستغربا ان تتواصل هذه الاتهامات والمشاحنات السياسية بين الدولتين، سواء حول قضايا عسكرية او اقتصادية اجتماعية»، ولكنه أكد أن المجتمع الدولي لن يسمح للدولتين بان تدخلا في نزاعات مسلحة.
وأكد أن الاتهامات المتبادلة بين السودان وجنوب السودان لن تنتهي ما لم ينفذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2046، وتوقع عدم استقرار العلاقة بين البلدين في القريب العاجل، قائلا ان ذلك يتطلب وقتا اكبر لتجاوز العقبات التي تعترض تطور تلك العلاقات.
وأضاف إن ما يسهم في ارتفاع وتيرة هذه الاتهامات القضايا الحدودية العالقة، باعتبار ان الحدود المشتركة بين البلدين لا تزال غير مرسمة.
تداخل حدود
يرى سفير السودان لدى جوبا مطرف صديق أن الاتهامات المتبادلة بين البلدين لن تنتهي وستظل تبرز كل مرة لاسباب كثيرة، منها تداخل حدود المنطقة، ونتيجة للتصرفات التي تحدث من القوات بين الحين والآخر دون الرجوع إلى حكومتي الدولتين. البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *