* من الأمور المضحكات حتي البكاء المبكيات حتي الضحك في الساحة السياسية السودانية اليوم إكتظاظها بمئات من اللاهثين وراء إرضاء النظام الحاكم بتكسير ألواح من الثلوج في حر نهار هذا الصيف الهجير للحصول علي فتات المناصب والوظائف التي لا تسمن ولا تغني من الذلة والمسكنة .
* ان ظاهرة هذا الكم الهائل من النفعيين المتسولين بالساحة السياسية السودانية اليوم لم تكن وليدة صدفة ، فقد برعت أجهزة أمن المؤتمر الوطني باكرا في استخدام أنواع شتي من الأسلحة لاغتيال خصومها ومعارضيها وافتعال النزاع بين الخصوم بغرض إشغالهم وإفشالهم وإقعادهم عن التقدم صوب اهدافهم التي غالبا ما تتقاطع مع هوي النظام فلجأت لتصنيع اسلحة بشرية وألب
ستها ثوب المعارضة لشق عصاها وإفقادها قوتها ، إذ ان أكثر الأسلحة فتكا هي الأسلحة البشرية التي غالبا ما تصيب رصاصتها الهدف علي حين غفلة في مقتل .
* بالامس القريب سطعت نجوم خالها البعض لنبلاء من أبناء الوطن الحادبين علي أمره و الذين سيخرجونه من بؤر البؤس والتخلف والفقر والبطالة التي لازمت الدولة السودانية الحديثة علي امتداد تأريخ حكوماتها الوطنية ، ليفاجأوا مؤخرا بأن تلك الساطعات ما هي إلا شهابا مرسلة من داخل غرف عمليات المؤتمر الوطني لضرب وتفيت تطلعات الشعب السوداني !
* فمن منا يتخيل يوما أن تلك السيدة السودانية الجريئة الناشطة التي صدحت ﻷول مرة في إحدي الفضائيات العربية بأعلي صوتها منددة بجرائم حكومة الإنقاذ ومنادية بضرورة وقف أنين وأوجاع النازحين مطحوني رحى الإبادة الجماعية بأقاليم السودان الملتهبة وضرورة التعاون مع إسرائيل كدولة تأوي الآلاف من اللاجئين الفارين من جحيم المؤتمر الوطني ، وضرورة تقديم مجرمي الحرب للعدالة الدولية ، من يظن أن هذه السيدة هي نفسها التي تملأ الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم صراخا ونحيبا وتسبحيا بحمد البشير وعصابته .
* لم تزرف تراجي دمعة علي ال350000 نفس بريئة قتلتها حكومة البشير بدارفور
ومثلها أضعاف من الجرحى و المشردين والمختلين عقليا بسبب النزاع فضلا عن الثلاثة ملايين الذين جعلوا من معسكرات الذل والنزوح مأوى لهم بفعل قوات ومليشات المؤتمر الوطني ،
ولم تبكها جرائم الاغتصاب المنظمة التي تشهدها مناطق النزاع صباح مساء علي أيدي المليشيات الحكومية !
لكن أبكاها بحرقة هلاك المليشيات المرتزقة السودانية وسحقهم على أيدي قوات الحوثي باليمن وقوات مناوي بشمال دارفور الأسابيع الماضية رغم خسارة الأخيرة لتلك المعارك مؤخرا الذين بالطبع لم يكن ذهابهم إلى اليمن من أجل السياحة أو لرحلات علاجية .
* لم تستطع الشيخة تراجي إخفاء عمالتها الواضحة لصالح النظام وسعيها الحثيث لمحو الوجود الثوري حسبما يمليها عليها أسيادها بحكومة المؤتمر الوطني .
وإلا ما الذي يحملها علي توجيه أبشع ما تعلمتها من بذيئ القول لقادة الكتل السياسية المعارضة بينما تتخندق في دفاع مستميت عن النظام ومليشاته ؟
وما الدافع وراء تحشير أنفها في الخلافات الداخلية بين الحركات المسلحة ولعب دور ” المديدة حرقتني ” بغرض إبقاء جذوة الصراع مشتعلة بينها ، فهل فعلا تسعي بذلك تراجي لتوحيد صف المقاومة المسلحة كما تزعم ؟!
وهل بعصابة المؤتمر الوطني من الحلم والرشد ما يجعلها متسامحة لهذا الحد مع معارضيها أمثال تراجي لدرجة إستضافتها بمكتب البشير وإلتقاط الصور التذكارية معه ، دون أن يهتز لكلابه ذيل تجاه عدوة نظامه اللدود ؟!
* في الختام ما تراجي وأمثالها من الناعقين زورا بإسم المواطن إلا آليات وأسلحة بأيدي النظام الاسلاموي يستخدمها دوما لاغتيال رؤوس المعارضة الحقيقيين تمهيدا لإظهار صورة المعارض السوداني مظهر الشخصية الانتهازية المتهورة بغية سحب بساط ثقة الشعب من تحتهم ، وبالتالي طمر قضية الهامش وحامليها إلى الأبد .
لكن انتهي عهد الضحك علي الدقون يا تراجي وقد حلق الشعب لحيته يوم أن أضحت كل ألاعيبكم واضحة للعيان ،
فلا تراجي ولا نظامها الدموي بمقدورهما القضاء علي ثورة الشعب السوداني .