حسن اسحق/ ان رفض الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي لا يأتي من فراغ
،ان الرفض هو نتيجة طبيعية للممارسات الاستبعادية في مجال العمل العام،والسياسة تشكل القالب الاكبر فيه، وهذا القالب لاينفصل عن الصراع الثقافي في السودان، ونسبة كبيرة بدأت تشكل خارطته، اولي خطوات السير عليه،ان الدولة بتركيبتها السياسية الثقافية وكذلك الاجتماعية مازالت تمثلها النخب النيلية التي ورثت الحكم من الاستعمار البريطاني، ويراها نخب الهامش التي اكتسبت وعيا سياسيا يخالف المشروع الكبير الذي يسعي بكل قوته التي تستند علي مشروع الدولة الاقصائي، في صهر السودانيين في بوتقة العروبة والاسلام، وهو ماجسدته الحركة الاسلامو عروبي بتياراتها القديمة في حزبي الامة والاتحادي، وحتي اليسار الذي تحدث عن المشكلة وحلها، هو دواء ناجع لازمة السياسة السودانية، الكثيرون يخجلون من تنظيف الصحن السياسي، دون ذكر التنوع والتعدد الثقافي والاجتماعي في دارفور واقليم كردفان الكبري، والنيل الازرق، وشرق السودان، اضافة الي الشمال النوبي، وهناك هروب من إيجاد حل لهذه للتنوع مع الاصرار من سلطة المركز علي جعل الصنم الجديد الها جديدا، يسعي لترسيخ مفهومه الاحادي الاقصائي والاحتوائي في حضن الاحادية الثقافية والاجتماعية. ان التمرد في السودان، نتيجة لغباء الدولة الرسولية، لاتري الا تحت قدميها، فالتمرد هو حالة رفض كاملة لسياسة الدولة، وتعقبها الاحتجاجات والمتظاهرات، ويقودها المناهضين للدولة، وطلا ب الجامعات والموظفين المتضررين منها، والميادين العامة هي ساحات للرسائل الرافضة، وايضا الحركات التي حملت السلاح ضد الحكومة المركزية، وايضا الكتاب الذين وعوا بقضية السودان الرئيسية من ابناء المركز، وواجهوا صمت الدولة المتعمد في قضية في قضية التنوع والتعدد الثقافي السوداني. ان المحتجين علي سياسات الحكومة، متمردين كانوا ام متظاهرين، فكرتهم الرئيسية إسقاط النظام الاسلاموي، والمنظومة القديمة التي تحمل نفس الجينات نفس ملامح الشبه للسلطة الحالية، فالاختلاف ليس كبيرا، فهم معارضون للنظام، لفقدانهم الكراسي، وسعوا جيدا لاشراك لابناءهم في الحكومة، لادراكهم ان اللعبة السودانية، خرجت من بيت الطاعة القديم، والاصنام القديمة، كسرت، ولم يبقي لهم الا الانضمام الي الحرس الجديد الذي يمثله المؤتمر الوطني. ان التمرد الكبير بدأت حسناته تظهر، وكشفت عن اللعبة التي تدار في الخفاء بين القادة الذين مازالوا يظنون انهم كبارا وعلي الجميع الانصات لهم طواعية.
[email protected]